استمرار أزمة انقطاع المياه في المريوطية ثلاثة شهور..ومسؤول:''بتيجي ساعتين''
كتبت- علياء أبوشهبة:
ما أن يرفع المؤذن صلاة الفجر يستخدم أبوشرين إناء بلاستيكي صغير للتوضأ مقتصدا في استخدام الماء، ثم تبقى مستيقظا حتى تأتى اللحظة التي ينتظرها طوال اليوم رافضا الاستسلام للنوم الذي يداعب عينيه بقوة، ليراقب صنبور الماء عن كثب، وتتحول لهفته إلى سعادة محققة عندما يتسلل الماء عبر الصنبور.
أبوشرين، واحد من ساكنى شارع مكة المكرمة المتفرع من شارع الدكتور لاشين في منطقة الكوم الأخضر المتفرع من شارع فيصل في محافظة الجيزة، وهو واحد من ثلاث شوارع هي مكة المكرمة والدكتور لاشين وكعابيش وعلى شيحة ، يعانى ساكنيها الأمرين منذ مدة اقتربت من الثلاثة شهور، بسبب انقطاع المياه الذي يتواصل لساعات طوال، لدرجة أنه أصبح ينظم وقته وفقا لموعد توفر الماء.
تواصل الأزمة
يشعر أبوشرين بالامتنان لأن حظه جعله من ساكنى الدور الأرضي، ما يجعل تدفق المياه يصل في بعض الأحيان إلى شقته فقط دون بقية جيرانه، فضلا عن سهولة إدخال جراكن المياه إلى منزله بدون الحاجة لصعود السلم، لأنه يضطر للتجول بين الشوارع بحثا عن قطرة مياه في العمارات المحيطة به، لأن قطع الماء يكون بالتناوب، ويزيد عن ساعتين.
رواسب الرمال و الطين التي تتركز في قاع إناء التخزين عند توفر المياه أصبح مشهد معتاد لدى أبوشرين، الذي أشار إلى ترك بعض السكان لمنازلهم واستئجار منازل بديلة نظرا للطول أمد الأزمة.
صعوبة أزمة انقطاع المياه في منطقة المريوطية وتواصلها في بعض الأيام، خلقت حالة من التواصل الاجتماعي بين ساكني الشوارع المتضررة من الأزمة، لم يقتصر تواصلهم على البحث عن قطرة ماء، لكنه شمل أيضا مخاطبة الجهات المسؤولة من أجل محاولة فهم سبب المشكلة، ومعرفة المدى الزمني لإصلاحها. تقدم أهالى المنطقة بشكاوى إلى محافظة الجيزة و مرفق المياه الجيزة، وشركة مياه الشرب، ومجلس الوزراء، حتى الآن لا يوجد رد على الشكاوى.
أزمة انقطاع المياه شملت مناطق المريوطية و فيصل و الكوم الأخضر و فيصل و الهرم و حدائق الأهرام، ولكن بدرجات متفاوتة أكثرها صعوبة في المريوطية.
ربما لا تنجح الكلمات في وصف الأزمة، بدخول الشوارع التي تعانى من الأزمة تجد رائحة العفونة تتسرب إلى أنفك، مع استمرار غياب الماء، وعدم كفاية مدة الساعتين لتنظيف المنازل لاسيما الحمام والمطبخ.
معاناة سيدات البيوت
خلية نحل، ما بين تنظيف للأطباق و الملابس المتراكمة، بخلاف تنظيف الأرضيات، هكذا يتحول منزل السيدة نبيلة فرج، بمجرد توفر الماء، مهما كان توقيت توفره، فقد يكون ذلك في اللحظات الأولى من الصباح.
الأطباق والأكواب البلاستيكية هي البديل في منزلها منذ بداية الأزمة وحتى الآن، هذا بالإضافة إلى المياه المعدنية التي كان شرائها من قبل نوعا من الرفاهية، لكنها أصبحت الآن أمرا واقعا لا غنى عنه، ليس فقط للشرب و لكن للطهي أيضا.
قبل شهور من بداية أزمة انقطاع الماء في منطقة المريوطية بدأت أعمال حفر لتغيير مواسير الصرف الصحي في شارع كعابيش القريب من المنطقة وشارع لاشين ، بعدها جاءت تصريحات رسمية لمحافظ الجيزة، علي عبدالرحمن عن كسر ماسورة المياه الرئيسية في طريق الواحات لتبدأ الأزمة منذ ذلك الحين، وتتوالى أخبار انكسار مواسير المياه المغذية لمناطق فيصل و المريوطية و حدائق الأهرام و أكتوبر للتوالى معها الشكاوى، لكن بدون مجيب.
استمرار الأزمة أدى إلى تكرار احتراق مواتير رفع المياه المستخدمة من قبل ساكنى المنطقة المتضررة، وهو ما أفاد به حمدى عبدالرحمن عبدالسلام، المقيم في المنطقة المتضررة، نتيجة ضعف الماء، مضيفا أن تشغيل غسالة الملابس يصبح صعبا أيضا نظرا لكثافة الاستهلاك، ويصبح البديل للعثور على الماء هو التجول في الشوارع المحيطة بشارع فيصل الرئيسي من أجل ملء زجاجات المياه الفارغة، وفي بعض الأحيان يجلس حمدى لانتظار فتح أبواب المساجد البعيدة عن منزله للعثور على الماء، هذا إن كان متوفرا فيها.
خزان المياه هو الحل البديل المؤقت للأزمة، والذي لجأ إليه ساكنى بعض العقارات المتضررة، إلا أنه يظل حل غير عمليا مع التدفق البطئ للمياه عند توفرها، وهو حل يكلف ما لا يقل عن 10 ألاف جنيها.
صعوبة التخزين
''باعة اللحوم و الدواجن و الأسماك الماء هو أساس عملهم'' هذا هو ما بدأ به أبوإسلام، صاحب محل جزارة في المنطقة المتضررة، حديثه عن الأزمة التي طالت بدون معرفة أي سبب أو سبيل لحلها، ولأنه يسكن في نفس المنطقة فمعاناته مزدوجة، وأوضح أنه في كثير من الأحيان تتوفر المياه لمدة تقل عن ساعة يصعب معها تخزين الاحتياج الكافى من المياه.
العمال لدى محل جزارة أبوإسلام يقضون يومهم للتجول بين الشوارع بحثا عن ملء ما استطاعوا من ماء، مشيرا إلى أن الأزمة دفعته لتجنب إهدار الماء أثناء الذبح.
مع بداية كل يوم تجمع ألاء ملابسها و تخرج من منزلها للتوجه إلى نادى 6 أكتوبر من أجل الاستحمام بعد أن أصبحت نقطة الماء النظيفة مجرد زائر فجر يستخدم سريعا لغسل الأطباق والملابس، ما يدفعها للتفكير الجاد في ترك المنطقة، وخاصة أن قطع الماء ليس بالتساوى بين ساكنى نفس المنطقة أو حتى بين ساكنى حي شوارع الهرم وفيصل والمناطق المحيطة بهما.
أخر الشكاوى المقدمة إلى شركة مياه الشرب بتاريخ 22 يونيو الماضى، برقم 19245، وحتى الآن لم ينزل مسؤول إلى المنطقة لمقابلة الأهالى المنكوبة وتوضيح سبب المشكلة و مدى زمني لحلها.
أزمة مستمرة
العميد محيى الصيرفى، المتحدث باسم الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، قال لمصراوي إن محافظة الجيزة كلها تعانى من أزمة في توفر مياه الشرب، وليس فقط منطقة المريوطية، مضيفا أنها تتوفر لمدة ساعتين في اليوم وهو ما اعتبره كافيا ولا يمكن إعتباره انقطاع دائم وأنه ''كفاية على الناس''.
المهندس حنفى محمد، رئيس مرفق مياه الجيزة، أوضح أن الضغط المتزايدة على شبكات مياه الشرب خلال الأربع سنوات الماضية نتيجة الاستمرار في بناء الأبراج المخالفة بالأخص في شارع فيصل و المريوطية هو السبب الرئيسي وراء الأزمة، نتيجة عدم زيادة مخصصات المياه عن المعتاد، ومع زيادة الاستهلاك لم تعد كافية.
وأوضح أيضا أن منطقة نهاية شارع فيصل و الشيخ زايد و المريوطية تغذيها محطة المياه الموجودة في الوراق، والمياه في تلك المناطق في الأغلب ضعيفة أو تنقطع بالتناوب بين شوارع المنطقة، إلى حين إنشاء محطات جديدة للمياه، لافتا إلى وجود 4 مشروعات جديدة معدة لتطوير منظومة تقديم مياه الشرب لن يتم العمل فيها قبل عام ونصف.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: