''رضا'' ورفاقه يدعوكم: انتخب ''ولو من غير بطاقة''
كتبت- يسرا سلامة:
من أمام لجنة مدرسة ''هدي شعراوي'' الإعدادية بنات في الجيزة، كانوا يلهون معًا، غير عابئين بما يدور حولهم من تصويت وصندوق وحبر سري، ثلاثتهم دون الثانية عشر، لكل عمره وقصته، لم يجدوا سوى صورة ''السيسي'' يلهون بها اليوم.
''أحمد'' و ''عمر'' و''رضا''.. ليس لهم الحق بالتصويت في الانتخابات الرئاسية، يعمل أهلهم على مقربة من لجنة ''هدي شعراوي'' أو اللجان المجاورة من المركز القومي للبحوث بالدقي، يبحثون عن قوت يومهم، تاركين الصبية يمرحوا علي باب اللجنة.
والد ''رضا'' يعمل مدرسًا بالمدرسة، متواجد بعمله داخل لجنة التصويت، ووالد ''عمر'' و''أحمد'' يعمل بقيادة السيارات، يتجولان في الشوارع بحثًا عن مواطن يحتاج الوصول إلي لجنته، في يوم خفت فيه حركة السيارات إلا قليلًا، في حديقة المدرسة اختاروا مكانًا للهو واللعب.
حول جسده، اختار ''عمر'' لصق صورة السيسي للدعاية الانتخابية، دون أن يدري الصبي معنى لصمت انتخابي، ''أنا بحب السيسي جدا''، قالها الصبي عن المشير المرشح، ليتبعه ''رضا'' بثقة تليق بناخب ''السيسي هو الباشا''، متابعًا ''السيسي بيجري علي مصلحة مصر، وبتاع الجيش''، ليتابع الصبية إن والدهما ربما يذهبا للتصويت غدًا، بسبب العمل اليوم.
أما والد ''أحمد''، فلن يذهب مطلقًا للتصويت، فهو من الفيوم، ولم تخرج حتى الآن أوراق بطاقته الشخصية، يذكرها فلذة كبده ''البطاقة بتاعته من مدة مش عايزة تخرج''.
في السماء، طائرة عسكرية اخترق صوتها المكان، لحقها الصبية بتهليل ورفع قبضتهم في الهواء، وعلى الأرض سيارة تمر أمامهم بأغنية ''بشرة خير''، ليطلقن سراح أجسادهن الصغيرة لفرحة عابرة، سرعان ما تنتهي برحيل السيارة، تاركين نظرة لها، ونظرة لمستقبلهم في عهد الرئيس القادم.
لم ينقص من فرحة الصبية سوي رئيس اللجنة الانتخابية، الذي نهرهم، وتوعد لهم ليخرجوا من المكان المخصص للمصوتين، يشير ''عمر'' إلى أن السبب هو صورة ''السيسي''، ''عشان معلقين الصورة منعونا من الدخول''، لم تمنع الأطفال من التهليل للقادمين للتصويت علي باب اللجنة
لمعرفة مكان لجنتك الانتخابية اضغط هنا
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: