لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

شعارات وهاشتاجات السياسة المصرية...إلى أي مدى يمكن أن تؤثر؟

02:51 م الخميس 10 أبريل 2014

عصام تليمة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة – (هنا صوتك):

مع ظهور رجل الدين عصام تليمة، المحسوب على جماعة الإخوان، على فضائية الجزيرة مبررا بسند "شرعي" جواز شتيمة المرشح المحتمل للرئاسة المصرية المشير عبد الفتاح السيسي، يبدو أن الكثير من الإثارة تنتظر الجميع. فالمشاركات المهولة التي حققها "هاشتاج" ينال من المشير السيسي فور إعلانه اعتزامه الترشح، يفتح الباب أمام تساؤلات ضرورية، حول قدرة "هاشتاج"..مجرد "هاشتاج" أو ما يوازيه من أدوات الدعاية البسيطة، على التأثير على المسار السياسي للأحداث.

فمع نزول دبابات الجيش للشارع في 28 يناير 2011، هتف شخص ما مجهول: "الجيش والشعب إيد واحدة".. ربما ليفرض على الجميع حقيقة بعينها، أو ربما ليدفع جمهرة الغاضبين للتعامل مع الجيش كحليف، وربما ليستعطف الجيش ويقنعه- من ناحية أخرى- أنه حليف للشعب، بمعزل عن علاقة الطرفين.. بمبارك.

"الأمر بدأ عفويا، ثم استغله الجيش بذكاء"، هكذا تظن سلمى عبد المعطي أستاذة العلوم السياسية، معقبة: "صناعة الشعارات والمقولات السياسية عملية معقدة، وكثيرا ما تنجح في صياغة توجه يمكن أن تحتشد الجماهير تحت رايتها".

يقارب محمد فتحي أستاذ الإعلام، القضية من زاوية أخر: "رغم بدائية استخدام أسلوب الشعارات ورغم استناده على تصدير صورة ذهنية بعينها والاتكاء على ترويجها بكثافة من خلال وسائط لها مصلحة مباشرة في هذا الترويج، إلا أنه نجح في البيئة المصرية بصورة لا يمكن إغفالها".

في ثورة 25 يناير، وبعدما أطلق شخص ما مجهول صيحته بأن "الجيش والشعب إيد واحدة"، أطلق مجهول آخر هتافا كان له الأثر البالغ في سوق مسار الأحداث لدفة أخرى، حين قال "مش هنمشي هو يمشي".. وهو الهتاف الذي رفع سقف مطالب الثورة إلى حتمية رحيل مبارك كي يغادر المحتجون الميادين.

ووفقا لأحمد المسلماني الذي يشغل الآن منصب المستشار الإعلامي للرئيس المؤقت، فإن "رعونة" هذا التوجه عموما وإصرار الثوار على البقاء في الميادين ورفع سقف المطالب لحد رحيل مبارك، هو الذي- ربما- أنقذ الثورة من سلسلة مفاوضات لم تكن لتنتهي مع ضباع نظام مبارك العواجيز.

نعود مرة أخرى لأستاذة العلوم السياسية سلمى عبد المعطي "صناعة شعارات أو جمل قيمية، ربما يبدأ عفويا في الميادين ثم يتم تبنيه وإزكاؤه من قبل جهات سياسية، وربما يحدث العكس، أي تخترعه جهات سياسية ثم تعممه في أوساط بعينها".

تضرب سلمى مثلا "أذهب إلى أن شعار يسقط يسقط حكم العسكر الذي وسع نطاق الاشتباك بين المحتجين والمؤسسة العسكرية أثناء المرحلة الانتقالية، نبع بالأساس من دوائر يسارية كانت تناهض فكرة عسكرة الدولة ونجح الشعار في حشد محتجين محتملين تحت رايته، للحد الذي وضع الجيش وقطاع من الشعب في مواجهة متوترة الأعصاب."

ربما تحالف الجيش والشعب مؤقتا في الثورة تحت شعار "إيد واحدة"، وربما اختلفا مرة أخرى تحت شعار "يسقط حكم العسكر"، وربما انحازت كفة المصوتين لمرسي في مواجهة شفيق تحت شعار "خلافنا مع مرسي سياسي، أما مع شفيق جنائي"، وربما نزل الجيش للإطاحة بمرسي مدعوما، أو ربما صاكا!، لشعار "انزل يا سيسي مرسي مش رئيسي".. ربما تم صك الشعارات قبل التوجهات، وربما احتاجت التوجهات أحيانا لصك شعارات تختزل عنوانها العريض.. لا أحد يمكنه الجزم أيهما أسبق ولادة.. غير أن مد الخطوط على استقامتها يثبت قوة الشعارات على الفعل والتأثير في مصر على مدار الأعوام الثلاثة الأخيرة.

ولمدى زمني أبعد، يلفتنا محمد فتحي "شعار عبد الناصر سنحارب سنحارب.. أو ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، كانت شعارات قادرة على الحشد والتعبئة حينها لصالح المشروع الناصري وتوجهاته.. وهنا يمكن القول أن التجربة نجحت مع المصريين غير أن الأمر يعتمد على الإحداثي الزمني الذي يُطرح فيه الشعار، وذكاء صياغته".

وهو ما قد يطرح تساؤلات مستقبلية مشروعة حول مصير الهاشتاج المسيء للسيسي، وقدرته على حشد مناوئين للرجل، أو على الأقل تحييد مناصرين له وإخلال موقفه فرط الثابت الراسخ!

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج