لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

المطبات العشوائية صنعتها فوضى ما بعد الثورة.. وخبراء يحذرون منها

05:50 م الجمعة 28 مارس 2014

احد المطبات الصناعية

كتبت- علياء أبوشهبة:

حفر ومطبات لا حدود لها ولا ضابط ولا رابط للسيطرة على تلك العقبات الاصطناعية في الطريق التي تباري الكثير من المواطنين لوضعها في الشوارع مستغلين التراخي الأمني لجهاز الشرطة من جهة، و التراخى الإداري لموظفي المحليات من جهة آخري، والنتيجة شوارع لا تصلح للقيادة و تؤدي لتلف السيارات فضلا عن المظهر المشوه.

"الحكاية مش صعبة شوية أسمنت على شوية مياه و زلط ونعمل مطب عشان العربيات بتعدي بسرعة وخبطت عيل من عندنا في المنطقة وابقي قابلني لو اشتكينا و طلبنا من الحي و رضي حد يعبرنا"، هذا ما قاله الحج صلاح عبد الحي أحد ساكني منطقة عرب المعادي الذي لجأ لإنشاء مطب بنفسه، بعد تكرار حوادث السيارات التي تهدد حياة أطفال في منطقته، وبعد فقدانه الأمل من استجابة إدارة الحي له.

في الاطار ذاته تحدث عماد خليل، أحد ساكني الحي العاشر في مدينة نص، الذي لم يجد حل سوي إقامة مطب بنفسه بالتعاون مع جيرانه وذلك للسيطرة على السيارات التي تهدد أراوحهم كل يوم و ما من مجيب لشكواهم المتكررة في حي مدينة نصر.

وفي حي مدينة نصر بالقرب من شارع عباس العقاد، قام عبدالرحمن سليمان، بالإشراف على قيام بواب العمارة بخلط مواد البناء مع بعضها من أجل وضع مطب أمام منزله نظرا لتكرار تعرض السيارات الواقفة أمام منزله للتصادم من السيارات المسرعة التي تسير بسرعة جنونية في ساعات متأخرة من الليل، كما يتسبب ظلام الشارع في زيادة المشكلة.

إلا أن الظاهرة لا تقتصر على أحياء محافظة القاهرة و منها المعادى الجديدة و مدينة نصر والمقطم، بل تتواجد أيضا في البراجيل و أوسيم في محافظة الجيزة، لدرجة تسبب الخسائر المادية للسائقين نتيجة أعطال السيارات وهو ما تحدث عنه عبدالناصر توفيق، الذي يسكن في أوسيم قائلا:" إنه يعاني الأمرين بسبب عشوائية هذه المطبات التي يؤسسها الأهالى والتي تسببت في تلف "اسطوانة الدبرياج" في سيارته كما دفعته لتغيير المساعدين و المقصات، ويقول أن معاناته لا تقتصر على المنطقة التي يسكن فيه فهو يعاني الأمرين بسبب حفر ومطبات الطريق الدائري".

وأعتبر عبدالموجود رمضان، سائق، المطبات العشوائية التي يضعها الأهالى في البراجيل سببا رئيسيا لزيادة حوادث الطرق، نتيجة عدم العلم بوجودها و بالأخص مع أزمة إنارة الشوارع.

عبر طارق سمير، عن تضرره الشديد من هذه المطبات الغير مدروسة والتي يصعب تفاديها نتيجة لعدم رؤيتها، و"مهما كانت سرعة السيارة بسيطة تسبب التلف للكاوتش و الشاسيه فضلا عن شكل المطب نفسه يكون منبعج لأن من قام بتأسيسه غير محترفين".

المطب المُرخص

لا تقتصر عشوائية المطبات على المقامة في الشوارع فقط، ولكن العشوائية أيضا موجودة في فواصل الكباري، التي تفتقد الشروط الهندسية في تصميمها ،هذا بخلاف الإكثار من وضع مطب عين القطه الذي يهلك السيارات.

أشار المهندس فخري مختار وكيل مديرية الطرق والكباري في محافظة القليوبية سابقا، إلي أن جهل بعض المواطنين بالقانون، وبحقوقهم هو السبب الأساسي وراء ظهور هذه المطبات العشوائية، لأنه في حالة تضرر المواطن من مرور السيارات أمام منزله ورغبته في إقامة مطب صناعي لتقليل سرعة السيارات، فعلىه التقدم إلي الحي التابع له ليدرس طلبه ويقوم بمعاينة المكان لمعرفة مدي صلاحيته لإقامة المطب ومواصفاته ومقاييسه.

واستطرد قائلا: "لكن بكل أسف 90% من المواطنين يفضلون إقامة هذه المطبات بأنفسهم دون الرجوع إلي الحي، ووفقا للقانون في حالة تسجيل أي شكوى من وجود مطبات عشوائية يتولى الحي إزالتها على نفقة صاحب المطب وهو في الغالب يصعب معرفته لمحاسبته.

أنواع المطبات

أكدت دكتورة ليلى صلاح الدين،أستاذ هندسة الطرق بكلية الهندسة جامعة القاهرة، على أن المطبات الصناعية في مصر تفتقد تماما إلى المواصفات الهندسية السليمة، بما فيها المطبات المقامة أمام المدارس و المستشفيات، والتي تقام بعشوائية دون مراعاة لأبعاد المطب و ميوله و إرتفاعه.

وأشارت أستاذ هندسة الطرق بكلية الهندسة جامعة القاهرة، إلى أنواع المطبات وتتضمن ثلاثة أنواع الأول يكون بإرتفاع 10 سنتيمتر وميل 0.01 ملم و يغطيه طلاء فسفوري حتي يتمكن قائد السيارة من رؤيته ليلا وتسبقه لافتة إرشادية تشير إلي وجوده، وهي من المواصفات العالمية التي تتجاهلها الجهات المسؤولة تماما.

النوع الثاني فهو عبارة عن مطبات صغيرة، عارضة للطريق الغرض منها تخفيف سرعة السيارة، وتختلف عن مطب "عين القطة" الذي يستخدم بصورة غير صحيحة فهو عاكس للضوء، ومُصمم لكي يوضع على جانبي الطريق لإنارته ليلا، ولكن استخدامه بالشكل الموجود في الشوارع الآن يتسبب في تهتك كاوتش السيارة والعفشة، وبالتالي زيادة أعطال السيارات.

 أما النوع الأخير فهو ما يعرف "بالتخشين" ويوضع في بداية الطريق لتخفيف سرعة السيارة.

ترجع دكتورة ليلى عشوائية المطبات الصناعية لعدم الاستعانة بخبرات أساتذة الطرق عند تصميمها، علاوة على عدم مراعاة القواعد والأصول الهندسية في تصميمها و تنفيذها، فضلا عن افتقادها للصيانة وهو سبب رئيسي وراء نزيف الأسفلت.

فوضى غياب القانون

أكد دكتور محمد عبدالباقي إبراهيم، رئيس مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية، على أن عشوائية المطبات ما هي إلا انعكاس واضح لما آلت إليه الأوضاع في مصر، من فوضي وغياب لتطبيق القانون وعدم وجود مثل عليا يحتذى بها.

 أضاف أن النظم الإدارية بما فيها الحكم المحلي تعانى من العشوائية، وبعد الثورة لم تعد فاعلة، إضافة إلى افتقاد المحليات للكوادر الفنية و الإمكانيات اللازمة لتفعيل دورها في السيطرة على العمران و الطرق، وما بها من مطبات عشوائية، وهو ما أتاح الفرصة لأصحاب المصالح لوضع مطباتهم.

مؤخرا كلف الدكتور علي عبد الرحمن محافظ الجيزة، مديرية الطرق والكبارى البدء فى تشكيل لجنة لدراسة وضع المطبات العشوائية المنتشرة في شوارع أوسيم و البراجيل على وجه الخصوص.

وصرح ممدوح إسماعيل، مدير مديرية الطرق والكبارى في الجيزة، أنه تم تكليف لجنة لدراسة وضع المطبات العشوائية التى يقيمها الأهالى بجهودهم الذاتية، تمهيدا لإزالتها وتكون غير مطابقة للمواصفات الفنية من حيث العرض والارتفاع، لأنها من المفترض أن تكون فقط عند الدورانات ومداخل ومخارج المدن وعن المنحيات القاسية والمدارس.

خلل ما بعد الثورة

قال مصدر مسؤول في محافظة القاهرة لمصراوي، إن ظاهرة المطبات العشوائية زادت حدتها بعد ثورة 25 يناير، بسبب الفوضى الأمنية من جهة، وتخاذل الجهات المسؤولة عن تنفيذ إزالة المطبات وهي مديريات الطرق والكباري في المحافظات والتي تلقى بدورها المسؤولية على الأحياء والتي لا تملك القيام بالإزالة لأسباب فنية و مادية، مؤكدا على الالتفات لطلبات إنشاء المطبات وفق المواصفات الفنية، وأن أعطال المياه أو الصرف الصحي أو الغاز الطبيعي تسبب تلف المطبات و زيادة الحفر.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

العنوان 0

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان