لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

القناطر الخيرية.. غياب أمني وحدائق فارغة ووقف حال ''تحقيق مصور''

08:03 م الإثنين 10 مارس 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تحقيق – عمرو والي وأشرف بيومي:

تحولت القناطر الخيرية التي كانت تعج بالزائرين إلى مدينة للأشباح ، حيث أصبحت تعاني من انخفاض الزائرين، وسط غياب أمني، وانتشار للقمامة والمخلفات، فى تلك البقعة التي تعد أكثر مدن القليوبية جذباً للسياحة باعتبارها أقرب مدينة سياحية للقاهرة وبها أشجار وقصور منذ القدم، حيث آمر محمد علي بالشروع فى تنفيذها عام 1833، وبدأ فى إنشاءها فى 12مايو 1843، فيما تم وضع حجر الأساس للقناطر فى إبريل من عام 1847وظل البناء فيها حتي تم افتتحها رسمياً في 30 أغسطس عام 1868،وهو تاريخ العيد القومي لمحافظة القليوبية.

وفقدت المحافظة أحد أهم مصادر مواردها نتيجة لبعض الإهمال إلى جانب الأحداث السياسية التي مرت بها البلاد وهو السبب الرئيسي من وجهة نظر العاملين والذى يستعرضه ''مصراوي'' خلال سطور هذا التحقيق، فيما كانت تفضل الكثير من العائلات زيارة منطقة الحدائق والشاليهات الكائنة على كورنيش القناطر، والتي أصبحت خاوية تماماً الآن.

وتحمل القناطر الخيرية أكبر رقعة خضراء بمصر، تبلغ نحو500 فدان فضلاً عن موقعها المتميز المطل مباشرةً على نهر النيل والأماكن السياحية والأثرية الموجود بها، والتي تمثل قيمة حضارية وتاريخية عريقة، فيما يبلغ طول القناطر حوالى ثماني آلاف وأربعمائة ميل ومساحتها المائية حوالى مائة الف ميل مربع.

''ازدحام مروري''

مع بداية الجولة وصلنا إلي كوبري القنطرة الأول، والذى يعاني من الازدحام المروري الشديد بالإضافة إلى الميدان الرئيسي بالمدينة، والذى انتشر به الباعة الجائلين، ومواقف الميكروباص والتوك توك.

وعلى مدخل الكوبري الواصل لمدخل القناطر جلس ''أحمد'' أمام مجموعة من الدراجات البخارية وعلي وجهه علامات الضيق من ندرة الزوار وبادرنا بالحديث عارضاً تأجير موتوسيكل لإدخالنا إلى القناطر قائلاً'' تاخدوا موتوسيكل تلفوا تتفسحوا بيه شوية جوا''، وجهنا له الشكر واستكملنا طريقنا عبر الكوبري الذى كان الموتوسيكل هو الوسيلة الوحيدة عليه للوصول داخل القناطر بالإضافة إلى السير عبر الأقدام.

على أحد جوانب الكوبري جلس عبد الواحد أحمد، عامل، وأحد المترددين على القناطر الخيرية وقال إن الإقبال عليها لم يعد مثل السابق، مشيراً إلى أنه منذ قيام ثورة يناير والقناطر اهملت تماماً، كما أن كثرة المظاهرات والوضع الأمني جعلها تتراجع كثيراً، لافتاً إلى أن السياحة تأثرت كثيراً.

وأضاف لمصراوي أن الأعياد والمواسم كانت تمتلئ بالمواطنين، وكوبري القنطرة لا يخلو من الناس، والأحصنة والحناطير، والبائعين و الشغل كان كثيراً للغاية.

وأوضح أن الكوبري تم اغلاقه، أمام السيارات ، كما قلت حركة الزائرين، مشيراً إلى أن الاهتمام من وزارتي الزراعة والري أصبح محدوداً، وختم حديثه قائلاً ''المكان كله زبالة جوه، والشخص الذى يزور المكان مرة لا يعود مرة أخري''.

''انتشار البلطجية''

ويقول سامح مصطفي'' طالب'' أن القناطر مدينة جميلة، ومتنزه رائع للأطفال والكبار، لكن المشكلة الكبرى أن الإقبال عليها انخفض بشكل كبير إلا فى المناسبات، مشيراً إلى أن الحدائق مفتوحة، والخيل ولكن دون زائرين.

وأضاف لـمصراوي، الحالة الاقتصادية صعبة، مشيراً إلى أن المكان يحتاج إلى مزيد من الاهتمام ليعود كما كان.

على نهاية الكوبري جلس محمود السيد، بائع نظارات متجول، ينظر لبضاعته والمكان الخاوي تماماً من المارة وبلهجة مليئة بالحسرة على الكساد الحالي فى البيع والشراء يقول لمصراوي حركة الزائرين انخفضت للغاية، والأمن والأمان والاستقرار كان موجوداً، أما الآن فالغياب الأمني هو سيد الموقف، فأي شخص يمكن أن يدخل لأي مكان دون أن يسأل أين يذهب.

وأضاف البلطجية انتشروا فى كافة الأنحاء، ومن الممكن لأى شخص أن يتعرض للسرقة، لغياب الأمن عن الحدائق أو سؤال عن هوية المترددين وبطاقتهم الشخصية ولا يوجد غير موظفين فقط على باب مدخل الحدائق تقوم بقطع تذكرة بجنيه.

'' الجناين هنا ماتت، كان زمان فيه ناس كثير، بس خلاص الأيام دي خلصت،، قول للزمان ارجع يا زمان'' جملة ختم بها محمود حديثه عن المكان معنا.

الأحداث السياسية لها دور

وقال عم شحاته، صاحب عدد من الحناطير، إن الشغل لم يعد مثل السابق، مشيراً إلى أنه قبل الثورة كانت الأوضاع أفضل، الإقبال كان متزايداً ، والحدائق كانت مجهزة، أما الآن فالزيارات انخفضت بشدة، ومع تزايد الاحتجاجات، والانفلات الوضع هنا أصبح كارثي بالنسبة لنا.

وأضاف لمصراوي أن المسؤولين فى الري والزراعة يهتمون والحدائق مفتوحة للجمهور وشغالة ولكن ليس مثل السابق، مشيراً إلى أنه الأحداث السياسية أثرت كثيراً على المكان و''الناس خايفة تيجي هنا'' .

توجهنا إلى مدخل الحدائق التى تواجد بها بعض الأفراد الجالسين تحت الأشجار، وعائلة جلست تتناول الطعام، ومع الدخول هم أحد الأشخاص المستلقين بالقرب من باب الدخول ليعترض طريقنا ويطلب منا ثمن التذكرة جنيه ونصف ، دفعنا القيمة دون حصولنا على تذاكر، وتجولنا بالحديقة التى كانت شبه خالية، و بعد مناقشة مع بعض العاملين أكدوا على أن الزيارات بالقناطر لم تعد مثل السابق، معزين الأمر إلى الأحداث السياسية والاقتصادية التي أثرت علي المواطنين، وأثناء الخروج شعر العاملون بالقلق بعد الحديث معنا وقاموا بإرجاع ثمن التذكرة التى لم نحصل عليها مرة أخري.

ويتفق مع رواية شحاتة فى أن الثورة والأحداث السياسية أثرت على المكان ويقول علي السيد، صاحب خيل وحناطير، لـ مصراوي أن السياحة تأثرت هنا فى المكان مثل كل الأماكن السياحية فى مصر، مشيراً إلى أن نص الخيل الموجود لديه مات من قلة الأكل، والركن، مضيفاً الناس أصبحت تشعر بالخوف عند نزول الشارع لشراء احتياجاتها، فهل سيذهبون للقناطر أو الأهرامات.

وأضاف السياح والمصريين كانوا يتوافدون على القناطر للاستمتاع بالنيل والحدائق الخضراء، أما الآن فنادراً ما يأتى الناس وحتي الرحلات المدرسية نتيجة توقف الدراسة انخفضت، موضحاً أن جميع العاملين قادرون علي تأمين القناطر، ولا يستطيع أحد أن يفعل شيئا فنحن نريد أكل العيش فقط.

''مرجانة تحولت لخرابة''

ذهبنا بعدها إلي قرية مرجانة التي اتفق الكثيرون فى حديثنا معهم أن اغلاقها كان سبباً رئيسياً فى عزوف الناس عن زيارة القناطر وقال عم محمود أحد مؤجري الخيل لـ مصراوي إن قرية مرجانة أغلقت واختفي معها الإقبال لأنها كانت تضم عدد من المطاعم وكازينو سياحي وشاليهات على النيل للأسر، مشيراً إلى أن القرية مغلقة منذ عام 2008 تقريباً بسبب مشكلة بين أحد المستثمرين ويدعي سامح حجازي والذى يملك فندق شهرزاد ولا نعلم السبب الحقيقي حيث تركها بعدما قام بتأجيرها من مجلس مدينة القناطر الخيرية، وترددت بعض الأقاويل حول وجود ديون عليه.

وأضاف لـ مصراوي المكان أصبح خاوياً ومأوي للخارجين علي القانون بحكم الهدوء الذي يخيم علي المكان، مشيراً إلى أنه لو أحسنا استغلال هذه الأماكن وفتحنا الحدائق والقصور المغلقة لحققت دخلا كبيرا للكل ويستفيد الشباب من العمل فيها واستفاد أيضا جمهور الزائرين للحدائق بدلا من جلوسهم علي النجيل بالأرض.

وتابع حديثه قائلاً '' منذ فترة قام وفد من الوزراء بزيارة المنطقة، و أخبرونا أن المنطقة سيعاد تطويرها ونتمنى ذلك، لم نمارس أي ضغوط على الدولة بسبب وقف الحال، ولم نحتج، وأقصي احلامنا هو اعادة الاهتمام بالقرية لأنها سوف تعيد القناطر إلي رونقها''.

وأوضح أن الشاليهات كلها أصبحت مهجورة ، ولا يوجد سوي واحد أو اثنين يتم الاهتمام بهم من قبل مجلس المدينة فقط، والباقي عشش أما الحدائق مغلقة، بالإضافة إلي الكافيتريات، وقاعة الأفراح، وحمام السباحة أصبح مقلب للقمامة، وختم حديثه قائلاً: نفسنا ناكل عيش وراضيين بالنصيب، وياريت المسؤولين ينجزوا فى مشروع التطوير ''

''انتظار دون رد''

وبعد الجولة التي تمت بالقناطر توجهنا بكافة التساؤلات والمشاهدات التى وجدناها بها إلي الدكتور خالد وصيف، المتحدث الإعلامي باسم وزارة الموارد المائية والري، والذى بعد سلسلة من المكالمات الهاتفية معه، مؤكداً على اهمية التساؤلات وعدم امتلاكه معلومات كاملة حول القناطر، طلب كتابة كافة الملاحظات وارسالها عبر الفاكس للتواصل مع المختصين بالقناطر ومن ثم معاودة الإتصال بنا مرة أخري، وبالفعل قمنا بإرسال كافة المشاهدات، ليقوم بعدها وصيف بتوصيلنا إلى المهندس عمارة أحمد، مدير عام القناطر الخيرية، والذى كرر الأمر بوعد هو الآخر عن الإجابة على تساؤلاتنا، وبعد طول انتظار دام نحو أسبوعاً كاملاً لم نتلق أى رد.

''خريطة السياحة العالمية''

ويقول أحمد البحيري، سكرتير عام رئيس مجلس مركز ومدينة القناطر الخيرية، إن السياحة فى منطقة القناطر الخيرية تأثرت كثيراً بعد ثورة 25 يناير، مشيراً إلى أن قبل الثورة كانت تتوافد إليها الكثير من المواطنين من كافة أنحاء الجمهورية بالإضافة إلى الأجانب، ولكن بعد ثورة يناير انعدمت الحركة تماماً بالمنطقة وعلى كافة أنحاء الدولة ككل، وانخفضت السياحة الداخلية والخارجية نظراً للحالة الاقتصادية فى البلاد، مما ادي إلى ركود تام فى جميع الأنشطة.

وأضاف لـ مصراوي أنه تم هجر مدينة القناطر والأثريات القديمة الموجودة بها، لافتاً إلى أن المسؤولين بمحافظة القليوبية وضعوا خطة لوضع القناطر على خريطة السياحة العالمية، مشيراً إلى أن اعادة تطوير قرية مرجانة هى من أبرز المقترحات التى يتم تقديمها للاستثمار السياحي بالقناطر على مساحة 6 افدنة زراعية، بالإضافة إلى اعادة بناء وتطوير عدد من الشاليهات تقترب من 30 شاليه وحمام سباحة. وأشار إلى أن قرية مرجانة تم اغلاقها منذ عام 2008 تقريباً، على اثر عدم سداد أحد مستأجري المكان للمستحقات المالية عليه، وقامت المحافظة بإغلاقها، وهناك قضية بينه وبين المحافظة مازالت محل بحث فى القضاء إلى الآن.

وأوضح أن خطة التطوير تشمل تطوير المناطق الأثرية، بما فيها المحلج الأثري، وكوبري محمد علي، وإقامة كورنيش متدرج عبر ثلاث مستويات بالبر الشرقي على نهر النيل، واقامة مراسي بنهر النيل لدعم الرحلات النيلية والأتوبيس النهري، لمحاولة الربط بين القاهرة والقناطر كجزء من حل أزمة المرور.

''إعادة تطوير القناطر''

ولفت البحيري إلى قيام عدد من الوزراء على رأسهم وزير الاستثمار والسياحة بزيارة المنطقة، خلال الفترة الأخيرة، والانتهاء من وضع كراسة الشروط الخاصة بمشروع وضع مدينة القناطر الخيرية، الذى سيمثل نقطة انطلاقة كبرى نحو تطوير المدينة باعتبارها أحد أهم المنتجعات السياحية بالقاهرة الكبرى عبر مسطح أخضر يمتد لأكثر من 500 فدان، فضلاً عن إقامة فندق على النيل وذلك بالاتفاق مع وزارتي السياحة والآثار.

وأكد البحيري، أنه تم بالفعل العمل على تلك المشروعات بنهاية شهر ديسمبر الماضي، من خلال إصلاح بعض الطرق ومحاولة إيجاد محاور مرورية جديدة للمدينة، مشيراً إلى أن الإدارة حالياً تعمل على تدبير أماكن للباعة الجائلين بمنطقة واحدة على هيئة سوق حضاري بدلاً من تواجدهم بالميادين وبالطرقات، وذلك أعلى جزء بمنطقة الساحل بالقناطر الخيرية أمام عزبة أحمد فوزى ومنشأة الحرية.

''مشروع قديم ''

من جانبه أكد الدكتور حسين العطفي، وزير الري والموارد المائية الأسبق، إن المشروع المعروض من قبل المحافظة تم عرضه عليه أثناء توليه الوزارة، مشيراً إلي أن المشروع كان من المفترض أن يتم بإشراف عدد من اساتذة الجامعات المصرية المتخصصين، من أجل تطوير قرية مرجانة، والمتاحف الموجودة بالقناطر.

وأضاف لمصراوي أنه كان من المقرر إنشاء مجموعة من المشروعات الاستثمارية والسياحية بإشراف من وزارة الري وتمويلها إلى جانب وزارة الاستثمار والسياحة، بالإضافة إلى القطاع الخاص.

وفى نفس السياق قال أحمد عادل مرشد سياحي إن القناطر الخيرية تضم عدد من المناطق السياحية غير المستغلة، مشيراً إلى أن قرية مرجانة التي تم اغلاقها من الممكن إعادة تطويرها عبر تجديد منطقة الشاليهات ومحال تجارية وقاعة مؤتمرات ومتحف يحفظ تاريخ المدينة المهملة.

وأضاف لـ مصراوي أنه يمكن الاستعانة بطلاب الفنون التطبيقية والهندسة و السياحة والفنادق في تطوير الشاليهات وعرض أفكارهم فى تطوير حديقة القناطر بإقامة مطاعم سياحة بداخلها مع اعادة تأهيل العاملين بالقناطر والاستعانة بمتخصصي الإدارة الفندقية للتعامل مع الزوار، لافتاً إلى أن محلج القطن الأثري الموجود بالقناطر من الممكن تحويله إلي متحف لجذب الزائرين .

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

 

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج