لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صور- رواج الثمار الذابلة بعد ارتفاع أسعار الخضروات و الفاكهة

02:47 م الثلاثاء 24 سبتمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث


كتبت- هبة محسن و علياء أبوشهبة:

''اللحمة و الفراخ قلنا كفاية مرة في الأسبوع إنما الخضار و الفاكهة نعمل فيهم إيه؟''، سؤال تطرحه الموظفة الحكومية يوميا على نفسها وهي في طريقها من عملها في شارع القصر العيني وحتى منزلها في حي المطرية، الذي كلما مرت على السوق الموجود به وجدت أسعاره أكثر إرتفاعا من سوق محطة سعد زغلول.

بينما كانت منشغلة بالتفتيش بين أكوام الملابس المعروضة على إحدى العربات في السوق، قالت :''طيب أنا موظفة و جوزى كمان زي حالاتي يعنى بنعرف نتصرف أومال الغلابة يعملو ايه؟''.

رصدت المؤشرات الاقتصادية زيادة في معدلات التضخم في شهر أغسطس، والذي بلغ 7ر0 % وعلى أساس سنوي لنحو 9ر10 في المئة، وهو ما أرجعه الدكتور أشرف العربي، وزير التخطيط، في تصريحات صحفية إلى الأوضاع السياسية على الساحة الداخلية، ومنها فرض حظر التجوال وتوقف حركة القطارات.

وقال العربي أيضا إن توقف حركة القطارات أدى إلى استغلال أصحاب النقل الخاص للأزمة الحالية وزيادة أسعار النقل الداخلي بين المحافظات.

حلول وزارة الزراعة
ومؤخرا أعلن وزير الزراعة الدكتور أيمن أبوحديد، وزير الزراعة و استصلاح الأراضى، أنه يجري الآن دراسة أسباب ارتفاع أسعار الخضروات والفاكهة في الموسم الحالي، وذلك لإيجاد الحلول المناسبة لمواجهه تلك الأزمة.

وأشار أبوحديد في بيان رسمي لوزارة الزراعة إلى أن الحلول الحكومية المقترحة لحل أزمة ارتفاع أسعار الخضراوات و الفاكهة، تتمثل في زيادة المعروض من المنتجات الزراعية بالأسواق، سواء بالتنسيق بين التعاونيات الزراعية، أو من خلال تقديم تسهيلات للقطاع الخاص، تضمن زيادة المعروض من المنتجات الزراعية الواردة من الخارج، بالتنسيق مع وزارات التموين والتجارة الداخلية ووزارة التجارة والصناعة.

تقشف من أجل التعليم
''مصراوي'' رصد معاناة المواطنين في سوق سعد زغلول، الذى أصبح مقرا دائما لباعة الكثير من المنتجات، وذلك لأنه تحيط به الكثير من الوزارات و المصالح الحكومية، علاوة على ملاصقته لمحطة مترو سعد زغلول.

''أنا متبعة سياسة التقشف منذ ثلاثة أعوام، لم أغادر القاهرة لأي مصيف، ولم تطآ قدماي أي متنزه داخلها، كما أننى لم أشترى ملابس جديدة خلال تلك الفترة لأني ببساطة ابنى في الثانوية العامة، وسوف أسير على نفس النهج عندما يصل ابنى الأصغر الذي مازال في المرحلة الإعدادية لنفس الشهادة''، هذا هو ما قالته سيدة أخرى كانت تحاول العثور على ثمار الجوافة الأقل فسادا في الكوم الضخم الذي يعلوه لافتة مكتوب عليها ''6 جنيهات''.

أكملت حديثها متعجبة من سعر الجوافة التي لم يكن سعرها يجاوز الجنيهان في أكثر الأحوال، قائلة إنها أدنى أنواع الفاكهة، لكنها تحاول التصرف و مجاراة ارتفاع الأسعار، بما لا يؤثر على تحقيق هدفها الأسمى في حياتها والذي سوف يحاسبها الله عليه، وهو تعليم أبنائها، و أردفت قائلة ''حتى لو جلسوا في النهاية على الرصيف بدون عمل يكفى أنني أديت دوري''.

الثمار الصغيرة الذابلة
لم تترد في سؤال البائع ''هو مفيش خضار أحسن من كده''، ليرد عليها بجفاء أن هذا هو المتاح، لتصمت بعدها لحظات ثم تحاول انتقاء ثمار الباذنجان الصغيرة، حتى يمتلئ بها إناء الطهي بعد حشوها، فهي تبحث عن إعداد وجبة ''محترمة'' لأسرتها.

قالت السيدة الستينية إن الغلاء عم جميع السلع، ولكن ما البديل عن الخضار، وبالأخص أن الأسعار ''مبتنزلش''، ومنذ تطبيق حظر التجوال، لا يوجد من يعرف السبب الحقيقي لارتفاع الأسعار بهذه الصورة، وأمام معاشها الشهري الذي لا يتجاوز مبلغ 400 جنيه، تجد نفسها مضطرة لشراء الخضار والفاكهة ''الدبلانة'' لأنها تباع بسعر أقل.

الأسعار ليست مرتفعة
تحت مظلة مهترئة الأجزاء انشغل بإبعاد الذباب عن بضاعته التي أوشك أغلبها على التلف، وبسؤاله عن سبب ارتفاع أسعار الفاكهة رد قائلا بأنه لا يوجد أي تغيير في الأسعار فهي كما هي منذ فترة طويلة، مضيفاً أنه يحصل على البضاعة من سوق العبور والتجار يبيعون له البلح بنفس السعر القديم، وحتى حظر التجول لم يؤثر على ارتفاع اسعار نقل البضائع.

تاجر آخر، رفض الحديث معللا انشغاله بالبيع، واكتفى بالقول إن الأسعار مرتفعة على الجميع.

وقف لشراء البصل بعد أن أتعبه النقاش حول سعره، وبدى و كأنه استسلم لما قاله البائع، وهو ما يخالف السعر الذي يعلو الورقة الموضوعة على البضاعة، وأرجع الغلاء الزائد عن الحد إلى الانفلات الأمني غير المسبوق الذي يصاحبه إنفلات أخلاقي والذي يشهده الشارع المصري، علاوة على عدم وجود رقابة من الدولة على الأسعار، فالتاجر يزيد الأسعار على البائع والبائع يزيدها على المواطن، وهو المتضرر الوحيد.

أضاف أن الدولة عليها أن معاودة رقابتها على الأسعار، و وضع تسعيرة جبرية لكي تضع حداً لهذا الانفلات في الأسعار.

الأحداث هي السبب
جمعت ثمرات قلائل، أًر البائع على وضعها في نفس الكيس، لتخبئ خلف خمارها الطويل شعور بالانكسار، وهي تهم سريعا لمغادرة السوق قبل رؤية البضائع التي لا تستطيع شرائها، بررت ارتفاع الأسعار بسبب الأحداث التي تشهدها البلاد الآن وما يفعله الإخوان في الشارع فكل هذه الأمور جعلت التجار ''جعانين'' يطمعون في الزيادة حتى لو على حساب المواطن البسيط.

و استطردت بأن ''الغلابة'' يضطرون للشراء لأنهم لن يقاطعوا الطعام، مضيفة أنها تضطر في أحيان كثيرة لشراء الخضار والفاكهة ''الدبلان'' لكي تقلل في النفقات.

أحد الباعة في السوق، الذى جلس للبيع على سيارته قال ل''مصراوي'' إن الأسعار زادت على البائعين أنفسهم بسبب التجار في سوق العبور الذين رفعوا الأسعار في الفترة الأخيرة.

وأوضح أنه منذ تطبيق حظر التجوال وهو ما أضرهم كثيراً، مضيفاً أن يحاول تحقيق أي هامش ربح له لكي يأتي حتى بحق بضاعته، مؤكداً على أن الجدال مع المواطنين زاد منذ أن زادت الأسعار لأنهم لم يستوعبوا أن الأسعار زادت على الجميع وليس عليهم فقط.

التسعيرة
تشير التسعيرة الرسمية لأسعار الخضروات و الفاكهة، إلى أن سعر كيلو الطماطم 1.75 قرشا، و الخيار 3 جنيهات، و البطاطس 5.50 قرشا، والكوسة 5 جنيهات، و الملوخية 3 جنيهات، و البامية 10 جنيهات، و البصل 3 جنيهات، و الفاصوليا 10 جنيهات، و الفلفل الأخضر جنيهان.

أما أسعار الفاكهة فسعر الخوخ 10 جنيهات، والعنب البناتي 7 جنيه، و المانجو 10 جنيهات، و التين 8 جنيهات، و التفاح الأصفر 9 جنيهات، و الأحمر 15 جنيها.

أما الأسعار الموجودة في السوق بالفعل و التي رصدها مصراوي تشير إلى أن سعر كيلو الطماطم جنيهان، و الخيار 4جنيهات، و البطاطس 7 جنيهات، و الكوسة 7جنيهات، و الملوخية 4 جنيهات و نصف ، و البامية 15 جنيهات، و البصل 6جنيهات، و الفاصوليا18 جنيها، و الفلفل الأخضر 4جنيهات.

أما أسعار الفاكهة فسعر الخوخ 15 جنيها، و العنب البناتي 14جنيه، و المانجو 16جنيها، و التين 14جنيها، و التفاح الأصفر 15 جنيها، و الأحمر20 جنيها.

''الفهلوة''
أوضح محمود العسقلاني، المنسق العام ل''حركة مواطنون ضد الغلاء''، أن السبب الرئيسي وراء إرتفاع الأسعار هو عدم وجود رقابة من الدولة على الأسواق، مضيفاً أنه لا توجد قوانين عادلة وحازمة تُسير العمل في السوق والتجار يعيشون بسياسة ''الفهلوة'' ومبدأ ''اهبش وأجري قبل الزبون ما يدرى''.

وأكد العسقلاني على أن الانفلات في الأسعار لن ينتهى إلا بتغيير منظومة التشريعات المتعلقة بالتجارة وحماية المنافسة وحماية المستهلك بأخرى للتجارة العادلة لأن القوانين الحالية ترسخ للاحتكار وتهدر حق المستهلك.

وأكمل المنسق العام ل''حركة مواطنون ضد الغلاء''، قائلا إن الدولة عليها دور لابد أن تقوم به من خلال الاتفاق مع التجار على وضع نسبة لهامش الربح أو إعادة التسعيرة الجبرية لكي لا يترك الأمر لجشع التاجر.

وتابع قائلا: ''المواطن المصري ليس له ذنب في زيادة الأسعار فهو أمر خارج عن يده، لن يستطيع التعامل معه سوي بالرضوخ له لأنه لا يمكن أن يقاطع المواطنين الطعام والشراب''.

ولفت إلى أن الحد الأدنى للأجور الذي حددته الحكومة بـ1200 جنيه بدءاً من يناير المقبل لن يساعد المواطن إذا لم يتم ضبط الأسعار في السوق.

مخاوف
أوضحت الدكتور سعاد الديب، نائب رئيس الاتحاد العربي للمستهلك، أن أسباب ارتفاع أسعار السلع في الأسواق ترجع إلى الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد فالجميع يلقون بالاتهام على الأخرين ولا أحد يعلم أين الحقيقة، فالتجار يرجعون الأمر للحالة الأمنية ومن قبل كانوا يرجعونها لارتفاع اسعار الدولار.

وأضافت نائب رئيس الاتحاد العربي للمستهلك، قائلة ل''مصراوي'' إن المعادلة المصرية غريبة جداً، رغما من وجود حالة من الركود إلا أن الأسعار مرتفعة، مؤكدةً على أن الاقتصاد الحر لابد وأن يطبق آليات العرض والطلب لكي تنتهي مشكلة ارتفاع الأسعار التي تتجدد بشكل دائم.

وأعربت الديب عن مخاوفها من أن تشهد المرحلة المقبلة ندرة في المعروض وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع أكبر في الأسعار، مشددةً على أن المرحلة الراهنة التي تمر بها البلاد تتطلب أن يتفهم الجميع أبعادها وأن تضافر الجهود للعبور منها.

وتابعت قائلة: ''المواطن عليه دور في خفض الأسعار وهذا الدور يمكن في تخفيض الاستهلاك وعدم شراء إلا الاحتياجات الأساسية ولا داعي للبذخ في هذه الفترة تحديداً حتى تستقر الأوضاع''، مشيرةً إلى أنه لا يمكن تعويل الأمر على غياب الرقابة وحدها لأن الآمن الآن مشتت في أكثر من اتجاه ولديه عذره في غياب الرقابة غن الأسواق.

أما الحلول التي تطرحها لحل الأزمة تتمثل في أنه يجب على الدولة الاتفاق مع التجار على عمل هامش ربح أو إنشاء بورصة محلية لأسعار السلع ووضع ''تسعيرة ودية'' مع التجار وأن تعود المصانع لوضع عبارة ''السعر للمستهلك'' على عبوة المنتج الذي تصنعه، أما التجار فعليهم أن يتعامل برحمة وإنسانية مع المواطن.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج