لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حوار- باحث في الإسلام السياسي: قيادات الإخوان حرقت مشروع الجماعة الكبير

11:16 ص الأحد 01 سبتمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار – هبه محسن:

عاشت جماعة الإخوان المسلمين منذ أن أسسها الشيخ حسن البنا عام 1928 عدد من الأزمات مع الأنظمة الحاكمة في مصر بداية من النظام الملكي حتى ما بعد توليها السلطة والإطاحة بها، مرورا بالصدام مع نظام ناصر ومبارك، ولكنها استطاعت الخروج من كل أزمة لتعود إلى الساحة السياسية والمجتمع بقوة أكبر.

ويعتبر محللون أن الأزمة الأخيرة للإخوان المسلمين كشفت ''الوجه الحقيقي'' للجماعة وأطماعهم في السيطرة على الدولة المصرية ومقاليد الحكم فيها، وقد تسبب القيادة الحالية للجماعة في حرق مشروع الإخوان المسلمين، وذلك بحسب ما ذكر أحمد بان، الباحث المتخصص في شئون التيارات الإسلامية مدير وحدة الدراسات السياسية والاجتماعية بمركز النيل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، في حواره مع مصراوي.

وتحدث ''بان'' أيضاً عن الدور الأمريكي في دعم الإخوان، ومسئوليات الدولة تجاه إعادة دمج الجماعة مرة أخرى في المجتمع المصري.

''أزمات تاريخية''

في بداية حواره معنا، أوضح أحمد بان، أن جماعة الإخوان المسلمين مر عليهم عدد من الأزمات الكبيرة التي يطلقون عليها ''محنة''، وكان هناك أيضاً مجموعة من الأزمات الصغيرة التي استطاعوا السيطرة عليها وامتصاصها.

وأضاف أن الإخوان مروا في تاريخهم منذ أن نشأت الجماعة بـ4'' محن كبرى'' في أعوام 1948 و1954 و1965، وأخيراً 2013، وهذه المحن تكبدت فيهم الجماعة خسائر فادحة سواء مالية أو بشرية أو في التحركات السياسية للتنظيم.

ولكن محنة 2013 هي الأكبر والأشد وطئةً على الجماعة لأنها فقدت فيها الظهير الشعبي لها وبدا التنظيم مفككاً وظهر الانقسام واضح بداخله، هكذا قال الباحث.

وأكد ''بان'' أن سياسات الإخوان المسلمين منذ أن تقلدوا الحكم في مصر أدت إلى حرق المرحلة الثالثة من مشروع الجماعة الذي وُضع منذ عقود طويلة من الزمان.

''ويتكون مشروع جماعة الإخوان المسلمين من 7 مراحل وهي: إعداد الفرد – إعداد الاسرة – اصلاح المجتمع – اصلاح الحكومة – اقامة الدولة – الخلافة الإسلامية – استاذية العالم، وقد قامت الجماعة بحرق مرحلة ''اصلاح المجتمع'' لصالح مرحلتي ''إصلاح الحكومة وإقامة الدولة''، فكان مصيرها هذا الفشل الكبير''.

''أمريكا والإخوان''

''تبادل مصالح''، هكذا وصف أحمد بان علاقة الولايات المتحدة الأمريكية بالإخوان المسلمين، حيث أكد أن الإخوان وأمريكا أدركا أن كلاً منهما بحاجة للآخر لتنفيذ مشروعه في المنطقة.

وأوضح أن أمريكا لها 4 مصالح في المنطقة وتصورت أن الإخوان قادرين على تأمين هذه المصالح وتحقيقها، وهذه المصالح الأربعة – كما يقول بان – هي:

- أولاً: إشعال فتنة سنية شيعية في المنطقة بهدف الحرب على إيران، فأمريكا كانت تسعى لتأمين تأييد قطاعات كبيرة من السنة للحرب على إيران، وهذا الأمر كان يقتضي وجود نظام سني في المنطقة له ميول دينية ويستطيع توجيه الرأي العام وحشد تأييد شعبي لهذه الحرب.


- ثانياً: حماية إسرائيل وأمنها، وقد راهنت الولايات المتحدة الأمريكية على النفوذ الآدبي للإخوان المسلمين على حركات المقاومة في فلسطين واعتقدت أنهم الأقدر على إقناع هذه الحركات بعمل هدنة طويلة مع إسرائيل بما يضمن تأمين إسرائيل الذي يعتبر هدف استيراتيجي للأمريكا.

- ثالثا: جعل مصر حاضنة لجميع قوى التكفير والتطرف الديني في العالم وهو الأمر الأخطر في المشروع الأمريكي، فقد حاولت أمريكا أن تجعل مصر عن طريق الإخوان المسلمين بمثابة الوعاء الذي يضم كل قوى التكفير في العالم، وبالفعل بدأ الإخوان في تنفيذ هذا الأمر بعدما رفعوا شعارات ''الشريعة والدولة الإسلامية'' وهو ما تسبب في جذب جميع المتطرفين دينياً والتكفيرين إلى مصر.

- رابعاً: تأمين المصالح الاقتصادية وعلى رأسها تأمين إمدادات النفط بأسعار مناسبة وعدم تغيير سياسة مصر الاقتصادية في المنطقة والحفاظ على فكرة اقتصاد السوق الحر.

''الخروج من الأزمة''

وتحدث ''بان'' عن سُبل الخروج من الأزمة الراهنة في البلاد، وهل سيقبل الشعب المصري المصالحة مع الإخوان؟؛ حيث قال ''الشعب المصري متسامح بطبيعته وينسى الإساءة سريعاً إذا أعترف الطرف الآخر بأخطائه وتعهد إلا يعود إليها مجدداً وأنه بالفعل بدأ في اتخاذ إجراءات تصحيحية للمسار، وهذا يعني أن الكرة الآن في ملعب الإخوان المسلمين.

وأضاف ''بان'' أن الصراع المكتوم بين المجموعة الإصلاحية والمجموعة المحافظة داخل الجماعة (التيار القطبي) غير معروف إلى أين سينهي، مشيرا إلى أنه حال انتهى هذا الصراع بانتصار التيار القطبي فستمضي الجماعة في عمل إصلاح شكلي تُصدّر فيه بعض الوجوه المقبولة سياسياً في حين تمضي القيادات في العمل تحت الأرض من جديد وفقاً للصيغة الملتبسة التي حافظت عليها على مدى العقود الماضية.

''أما إذا انتصر التيار الإصلاحي فعليه أن يعلن ''تطليق'' السياسية لعشرين عاماً مقبلة ويعود إلى ممارسة دوره الحقيقي في الدعوة وتربية النشء على القيم والمبادئ الصحيحة بعيداً عن الصراع السياسي''، أوضح بان.

وتابع ''اتمنى أن ينتصر التيار الإصلاحي داخل الجماعة ولكن واقعياً فالتيار القطبي له الغلبة داخل الجماعة وهو المسيطر على ''لجنة التربية'' المسئولة عن فكر أعضاء وقواعد الإخوان وهذه المشكلة الحقيقية التي تواجه الإصلاحيين داخل الجماعة''.

وأكد الباحث في شئون التيار الإسلامي أنه في حال انتصر التيار المحافظ فيتعين على المجموعات الإصلاحية إعلان انفصالها عن الجماعة، وأن تتقدم باعتذار للشعب المصري وتعلن أنها الأمينة على أفكار حسن البنا وأنها ستمضي قدماً في طريق الدعوة والتربية بعيداً عن الصراع السياسي.

''وفي هذه الحالة ستتحول المجموعة ''القطبية'' إلى ما يشبه التنظيم الإرهابي وعلى الدولة أن تتكفل بالتعامل معه أمنياً، بينما تترك الفرصة لعقلاء الجماعة للحاق بالإصلاحيين''.

''مسئوليات الدولة''

وعن رؤيته لمسئوليات الدولة تجاه الإخوان المسلمين، وصف أحمد بان الدولة بـ''الأم التي يتعين عليها مراعاة جميع أبنائها الصالحين منهم بدعمهم والطالحين أيضاً حتى يستقيموا ويعتدلوا''.

وأوضح أن حالة التراجع في لياقة الدولة وترهلها التي أصابتها منذ عقود طويلة منعتها من القيام بمسئولياتها الرئيسية في حماية جميع المواطنين وإصلاحهم.

أضاف أن ظاهرة الإخوان المسلمين ليست ظاهرة ''إجرامية'' بقدر ما هي ظاهرة ''فكرية'' لها أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية ومن ثم فالتعامل معها لابد وأن يكون وفق خطة واضحة ومتكاملة تنشط فيها جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها للتعامل مع الجماعة وتصحيح أفكارها وإعادة انتمائها للدولة من جديد.

ولفت ''بان'' إلى أن الدولة حتى الآن مازالت تتعامل مع الجماعة كما كانت تتعامل معها من قبل مستخدمة الحل الأمني الذي يسانده الإعلام في ''شيطنة الإخوان'' بما يبرر استخدام الدولة للعنف تجاههم.

وواصل حديثه بالقول ''ولكن هذا الحل الأمني لم يعد قادراً وحده على إخراج البلاد من هذه الأزمة، بل على العكس سيجعل الإخوان أكثر عنفاً وأقل قدرة على الاستجابة لمبادرات المصالحة التي تُقدمها الدولة''.

وعن المفاوضات التي تجري الآن بين الدولة والإخوان للخروج من الأزمة، أكد ''بان'' أن حزب النور يمارس دور ما في رعاية حوار بين الدولة وعقلاء الإخوان، ولكن المشكلة مازالت في رفض المجموعة القطبية - ''المنفصلة عن الواقع'' - لهذه المفاوضات والمبادرات.

وأكد أحمد بان الباحث في شئون التيارات الإسلامية أنه ''للأسف مازال صوت المجموعة القطبية هو الأعلى داخل جماعة الإخوان المسلمين''.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج