دعوات مقاطعة منتجات الإخوان بين ''التخوين'' و''الكراهية''
كتب - أشرف بيومي:
رأى اقتصاديون أن الحملات التي دشنتها بعض مواقع التواصل الاجتماعي بغرض مقاطعة المنتجات الإخوانية سوف تؤثر سلبا علي الاقتصاد المصري الذي لا زال يُعاني من تدهور ملحوظ وتراجع في حجم الاحتياطي في البنك المركزي.
''تخوين''
في البداية قال الدكتور سمير عبد الوهاب، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، أنه يعرف أن حديثه لن يُجدي نفعا مع تلك الدعوات لأنها تُعتبر ''تخوين للاقتصاد القومي''، فأي أضرار لأي صناعة مصرية تحت دعوى أنها تنتمي لفصيل معين تهدد اقتصادنا وينسى أنه في النهاية فصيل مصري وينتمي لها.
وأضاف عبد الوهاب في تصريحات لمصراوي ''لابد أن نترفع عن ذلك لأننا لازلنا في إطار الصراعات والرغبة في تدمير الأخر وما زالت كل جهة حتي هذه اللحظة تتخيل أن الطرف الأخر عدو لها ويجب تدميره مع أنه مصري مثلها''.
وتابع ''نحن نريد أن تستقر البلد من جميع المنتمين لها أي كانت نشاطاته أو صناعته أو الجهة التي تموله، فيجب التعامل بشكل وطني تماما لأن الوضع الاقتصادي في مصر أصبح خطر للغاية''.
وأردف'' لابد أن نعلم أن حجم الاحتياطي في البنك المركزي بدأ في التراجع مرة أخري، وبالتالي فكل الأموال المطلوبة لتمويل الصفقات الآجلة لم تعد كافية وسندخل في المرحلة السلبية''.
وأشار عبد الوهاب إلى أن الاقتصاد المصري لا زال لا يقوى على العودة كما كان قبل 25 يناير وما زالت كافة الجهات الائتمانية من المؤسسات المختلفة مثل مؤسسة فرانسو أو أي مؤسسة أخري لا تجد الوازع الكافي لإعادة تخطيط وضع الاقتصاد المصري لما كان عليه.
''كراهية''
وأكد أسامة غيث، الخبير الاقتصادي، أن هناك روح شريرة في مصر سياسيا واقتصاديا، فأن تقوم بالدعوة لإقصاء تيار معين أو فئة معينة وتهميشها بمقاطعة منتجاتها وإبعادها تماما عن الساحة الاقتصادية والسياسية والثقافية تُعد دعوة من دعوات الكراهية لتخريب المجتمعات والدول والاقتصاد عموما.
وأضاف غيث في تصريحات لمصراوي أن ''هذا جزء من المخطط الكبير لتكسير عظام مصر وتفكيكها وتحويلها الي دولة غير قادرة علي الحياة والوجود، فيجب أن يُنظر لهذه الأمور سواء من مقاطعة أو غيرها من المنظور الشامل والمتكامل وماذا يُراد بمصر ويُخطط لها والهدف النهائي الذي يسعي لتفكيك مصر وعدم تفعيل دورها''.
وأكمل ''هذه الدعوات حلقة من الحلقات المجنونة الأثمة والشريرة ولم تبدأ علي مواقع التواصل الاجتماعي فقط ولكنها بدأت علي أرض الواقع وطُبقت في بعض المحافظات''.
وأشار غيث إلى أن البعض هاجم شركات ملك الإخوان وكسرها وحرقها.
وذكر أن هناك دعوات من قبل اتحاد الغرف التجارية واتحاد الصناعات تحذر من ''حملة كراهية'' من الممكن أن تؤثر على النشاط الاقتصادي والتجاري الذي يعلن النظام القائم أنه لا يشجعه أو يؤيده.
''غباء مخطط''
ويرى غيث أن هذا نوع من الغباء المخطط لأنه يستهدف في النهاية حرمان مصر من جزء مهم جدا من قوتها الاقتصادية ويثير الفزع لدي قواعد كبيرة من المستثمرين ويهدد الاستثمارات القائمة هنا بالفعل ويسبب تعطيلها وتوقفها.
وأضاف أن أي منشئة في النهاية هي جزء من الأصول الإنتاجية القومية أيا كان المالك وأيا كان المستثمر طالما أنها تخضع للقانون المصري، فيجب أن نتعامل بطريقة منطقية وموضوعية بعيدا عن إضافة أي تصنيفات تتضمن الهوية السياسية للمالكين أو مواقف الدول لمالكين أخرين.
وأوضح غيث أننا نُعرض الاقتصاد المصري لمزيد من المشاكل لأنه يُعاني من توقف المنشئات وعدم تشغيلها بالكامل.
وأشار غيث إلى إعلان في صحيفة الأهرام من الشركات تشتكي أن ''هناك مخططات منظمة تتهم المالكين لها أنهم ينتموا لتيار سياسي معين، ونتيجة تلك الدعوات تتعرض لابتزازات وضغوط ومشاكل في الإنتاج، فهل نحن في مرحلة لانطلاق عجلة الإنتاج أم تعطيلها''.
وأضاف ''هذا يعبر عن مفهوم سياسي قائم على الإقصاء فمنذ 30 يونيو ونحن نعلم أن هناك دعوات صريحة لإقصاء فصيل سياسي وإبعاده كل البعد عن السياسة والاقتصاد وكل شيء واتهامه بالإرهاب ووصمه بالعنف، فهل من المعقول أن تُقصي شرائح كثيرة من المصريين من الحياة والوجود وكافة النواحي وليس في الاقتصاد فقط''.
وأستطرد ''يجب أن يكون هناك عقلاء في هذا المجتمع وأن تكون هناك وقفة من القوي السياسية ضد ذلك لأن مصر تتوجه إلى ''انهيار كارثي'' في كافة مؤسساتها الأمنية والعسكرية والثقافية والحضارية والاقتصادية''.
وواصل ''إذا أردنا أن نقول أن ليس هناك ثورة إلا 25 يناير ويجب أن نعود إليها ونتوحد جميعا على إحياءها وإصلاح العقبات أمامها، ونُدرك تماما أن مصر سماءها تحتوي كل المصريين أي كان انتماءاتهم الطائفية أو الدينية أو السياسية''.
وقال ''مصر طول عمرها تُقدم دروس حضارية كبيرة وتستطيع أن تحتوي كل الأجناس والحضارات وتصوغ منهم حضارة جديدة ومزيج اجتماعي وبشري جديد''.
فيديو قد يعجبك: