لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حوار- مؤسس ''سلفيو كوستا'': الإخوان جماعة مغرورة وشعب مصر طائفي بطبعه

06:58 م الثلاثاء 23 يوليو 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حوار- علياء أبوشهبة:

''هذا حوار اقتضت الظروف وأحداث 30 يونيو الفارقة ألا ينشر في موعده، وبدلا من عدم نشره قررنا أن يكون كما كان مقدرا له أن يكون''.

عندما تشاهده للوهلة الأولى بدون أن تستمتع إلى كلماته قد تندهش من التوليفة المسيطرة عليه، فما بين لحيته الضخمة وأجهزة الاتصالات الحديثة التي يمسك بها، وملابسه ذات النمط الأوروبي والتي تحمل عبارات أجنبية، وما أن يبدأ حديثه تلفت انتباهك ابتسامته وحديثه الشيق الذى لا تملك سوى الانجذاب إليه مهما كنت مختلفا معه، هذا هو ببساطة ما يمكن أن تشعر به عند لقاء محمد طلبة مؤسس رابطة ''سلفيو كوستا''.

''سلفيو كوستا'' هي رابطة تأسست بعد الثورة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، و تهدف إلى نبذ التمييز ضد السلفيين ونشر فكرة التسامح بوجه عام، وقد تكونت الحركة من أفراد مختلفين فكريا وأيديولوجيا لإيجاد بيئة تعارف حقيقية.

''نحن نعيش في حالة غرق ودورنا في سلفيو كوستا محاولة إيقاظ الناس من هذا الغرق''، هذه هي العبارة التي بدأ بها طلبه حواره مع مصراوي، قائلا إن الساحة الآن تحفل بالمتربصين بدون وجود منتج حقيقي يمكن أن نتكلم عنه، ولنبتعد أيضا عن العبارات التي فقدت معناها ''أننا شعب متدين بطبيعته'' وأن مصر أم الدنيا، وهو ما يعتبره يعبر عن أننا أمة مهزومة نبحث عن بطولات زائفة.

بهذه السخونة بدأ محمد طلبه حديثه، وهو ما دفع للتساؤل عن كيفية بداية الحركة وسبب التسمية المرتبطة بالمقهى الأمريكي الشهير؟

-الفكرة جاءت وليدة لواقعة تمييز تعرضت لها بصورة شخصية، لأنني من خلال عملي في إحدى شركات تكنولوجيا المعلومات التي تقع في القرية الذكية كان لدي اجتماع عمل على بعد 30 كيلومتر فاتصلت بزميلة لي طلبت منها تغيير مكان اللقاء ليكون في مقهى ''كوستا''، فردت باستهجان شديد ''هو أنتم تعرفوا يعني إيه كوستا أصلا''، ورفضت تغيير مكان اللقاء وهو ما دفعني إلى تأسيس مجموعة على فيسبوك وجعلتها هي العضو الوحيد وبمرور الوقت تطورت الفكرة.

-هل طبيعة عملك ساعدت أن تكون متحدث لبق؟

بالفعل لأنى عملي يعتمد على ''الكلام'' أعترف بأنني ''بياع كلام''.

كيف كانت بداية الحوارات على مجموعة ''سلفيو كوستا''؟

في البداية كانت المناقشات تتسم بدرجة كبيرة من الوقاحة حتى أننا أصبحنا نتنافس في سرعة الكتابة على الكومبيوتر للرد السريع، وهي الفكرة التي تغيرت مع الوقت.

هل تعتقد أن السبب وراء ذلك أن المصريين لم يعتادوا بعد على الحوار وتقبل الآخر؟

السبب وراء ذلك ببساطة أننا مهزومين و نفكر في الانتصار من خلال قيمة، حتى لو كانت قيمة مهزومة أو مسروقة.

هل فكرت في الانضمام لأي حزب سياسي حتى تصبح الفكرة أكثر انتشارا؟

لم أفكر في الانضمام لأي حزب لأنى بحثت عن بلورة الفكرة بعيدا عن أي اتجاه سياسي، رغم أن حزب النور عرض عليّ الانضمام له وشغل منصب المتحدث الإعلامي لكنى رفضت الأمر، كما أنني من الأساس لم أكن مرحبا بفكرة تأسيس السلفيين لحزب سياسي.

ولما رفضت تأسيس السلفيين لحزب النور؟

كنت أرى أفضلية انضمام السلفيين لباقي الأحزاب الأخرى التي تأسست بعد الثورة، لأنني مقتنع بفكرة الفقاعة التي عاش بداخلها السلفيون لسنوات طويلة لا يحدثون سوى بعضهم البعض و كانت فرصة من أجل لقاء الآخرين و الاندماج في أحزاب أخرى.

كيف ترى الأداء لحزب النور؟

أراه جيدا رغم حداثة الممارسة السياسية لدى الجماعة السلفية، حيث كان صريحا في التعبير عن أزماته و تعامل معها بشفافية.

ألا ترى أن حزب النور انقلب على الإخوان عندما تضاربت المصالح؟

لم يحدث أي انقلاب لأنهما لم يتحدا من الأصل و مصالحهم لم تكن مشتركة.

نعود لسبب تأسيس ''سلفيو كوستا'' ما الحاجز الذي يشعر به المنتمي للتيار السلفي ويؤذيه نفسيا؟

المنتمي للتيار السلفي قبل الثورة لم يكن في استطاعته أن يخرج بصحبة أسرته لزيارة الأماكن السياحية على سبيل المثال دون التعرض لمضايقات الأمن، فضلا عن المعاناة من سخرية الناس والدراما هي السبب وراء ذلك، وأذكر العبارة التي رددها الفنان عادل إمام ''لا تجادل ولا تناقش يا أخ علي''، والتي يرددها البعض على سبيل السخرية من السلفيين.

وقد أكون لم أتعرض لكثير من المضايقات لأنني أمتلك سيارة، ولكن المعاناة تزيد لراكبي المواصلات، فقد يقف الميكروباص في لجنة ليقرر رجل الأمن إنزال الراكب وحجزه لعدة ساعات لمجرد أنه ملتحى، والأزمة الأكبر في هذا الموقف أن يحدث بدون أي اعتراض من الركاب.

ألهذه الدرجة يعانى السلفيون من العنصرية؟

بالطبع و هو ما دفعهم مع الوقت لتكوين مجتمعات موازية و هو ما زاد من تعميق ثقافة الفقاعة التي يعيشون بداخلها، فمن تعرض للاستبعاد من العمل لنه ملتحى أو لم يجد مسكن مناسب لأنه معرض دائما لزوار الفجر وبالتالي خرج مجموعة من السلفيين للعمل في دول الخليج و عادوا ليأسسوا أعمالا تجارية و يبنون منازل يسكنوا فيها.

ونفس المعاناة لدى المسيحيين و النوبيين ولذلك كانت الثورة بداية ذوبان هذه الفواصل.

هل يمكن أن تقبل ضم البهائيين إلى مجموعة ''سلفيو كوستا'' لأنهم يعانوا أيضا من التمييز والرفض؟

من مبادئنا عدم التحدث عن الدين؛ حيث أننا نركز على بناء الوطن، والبهائيون يخفون انتماءهم الديني، وحتى إذا أعلن لدينا مبدأ في الحركة أننا لا نحتفل بأي مناسبات دينية.

ما سبب اختيارك للفكر السلفي؟

مررت بموقف صعب عند وفاة صديق لي، وقررت بعدها البحث وسيلة للتقرب من الله و تابعت الداعية عمرو خالد فترة من الوقت، ودخلت جماعة الإخوان المسلمين و لكن لم أجد في نشاطهم ما يستهويني و سألت نفسي ماذا بعد، وما إذا كنت سوف أكتفى بمعسكرات لعب كرة القدم و شواء اللحوم.

حتى صليت بالصدفة في أحد المساجد في شارع الهرم و وجدت ضالتي في الفكر السلفي.

رغم كل ما ذكرته من صعوبات هل أنت ثابت على الفكر السلفي؟

ليست قناعة بالفكر السلفي لكنها إيمان قلبي توجه لهذا الاتجاه.

ما هو الفارق بين الفكر الإخواني والسلفي من وجهة نظرك؟

الإخوان لديهم تكبر و طبقية في التعامل، كما أنهم الأكثر تطرفا في العالم و يسوقوا لأنهم على مبدأ الإسلام الوسطي في حين أنهم أبعد ما يكون عن ذلك.

بينما الفكر السلفي منطقي ويستند إلى أساس حيث أنه معني بضرورة وجود نص من القرآن الكريم و السنة الصحيحة، وهو ما أثر على حياتي بمعنى أنني أقدم النقل على العقل، وأفضل على سبيل المثال أن يرشح لي أحد معارفي طبيب بدلا من الذهاب لطبيب لا أعرف عنه شيئا.

ولكن للأسف نطبق ذلك في كل شيء إلا في الدين، بمعنى أننا عندما يخرج علينا شيخ ليقول كل المعارضة في النار يصبح من المنطقي سؤاله ما هو دليلك من القرآن و السنة على ذلك، وعدم وجود الدليل يعتبر مخالفة لأصل من أصول السلفية.

ما رأيك في باسم يوسف؟

أحب أداءه و أنا من متابعيه و حضرت تصوير إحدى حلقات برنامجه، وأرى أنه يعبر عن كلام رجل الشارع ولا أجد فيما يقدمه أي مخالفة لأنه يعرض ما يقال على شاشة التلفزيون.

هل صدمت في مشايخ السلفيين؟

صدمت مرتين الأولى في عام 2009 قبل الثورة لأننا للأسف نعتمد على أشخاص آخرين لاستحضار النص بدلا من البحث ومع الوقت أصبحوا يغفلوا ذكر الدليل، ومع الوقت أصبح التعلق بالفرد لا بالنص، وهنا قررت الاعتماد على نفسي ووجدت كثير من الأمور ذات الرأي الواحد بها سعة و تعدد للآراء وجادلت وفتحت نقاشات لكن لم أجد رد و أصبح لدي جدل أخلاقي وهو حق المعرفة ''مش هقولك كل حاجة لأنك لسه صغير''.

والمرة الثانية كانت وقت قيام الثورة عندما تفاجأت أننا لن نخرج على الحاكم ولن نشارك في الثورة و من قبلها تأثرت بحادث وفاة سيد بلال.

وما رأيك في الخروج على الحاكم؟

كما قلت من قبل كل تفكيري يستند إلى النص، والنص يقول أنه إذا كان الحاكم ظالم وفاسد؛ فيجب الخروج عليه، ولا يمكن أن أكتفى بقول ''رئيسكم بلحية ويصلى ألا تكبرون''.

ولذلك تعجبت من عدم الخروج على الحاكم بعد حادث كنيسة القديسين التي جعلت السلفيين كبش الفداء.

ما الذى تتوقعه لمظاهرات يوم 30 يونيو القادم؟

أتوقع وفاة 40 شخصا و إصابة العشرات ثم تتدخل أمريكا لتهدئة الأوضاع ولا أتوقع تدخل الجيش لأنه أهين في المرحلة الانتقالية و كان هتاف ''يسقط حكم العسكر'' موجعا لهم، كما جماعة الإخوان المسلمين مغرورة و لن تترك موقعها بسهولة، وأتوقع أن تقوم الداخلية بقمع و ضرب المتظاهرين لأنها في النهاية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين.

ما رأيك في الضباط الملتحين؟

لا أتعاطف معهم لأنهم ركزوا على المظهر في حين أن بقائهم في مناصبهم لمحاولة الكشف عن فساد الشرطة وتطهيرها أهم كثيرا من تمسكهم باللحية، وإذا حاولوا تحقيق ذلك ربما ينجحوا في كسب التعاطف معهم، وكأنه ''حط السم في العسل''.

هل صُدمت في الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل؟

صدمتي معه كانت في أحداث محمد محمود عندما دعا للنزول إلى نزول الميدان والاعتصام ثم تركه، كدت أن أموت خلال الأحداث حيث مات 4 ممن كانوا حولي.

كما أنني خلال أحداث العباسية شعرت بالأسف لنزول الشباب من أجل استبعاد الشيخ حازم و ليس من أجل هدف معين كما كان معلنا.

وتأثرت أيضا بأن الشباب الذين تمت إحالتهم للمحاكمة العسكرية لم يجدوا من يقف إلى جوارهم، وأتذكر أننا في ذلك الوقت كنا نتعاون مع مجموعة ''لا للمحاكمات العسكرية''، ونظمنا وقفة أمام السجن لم يتضامن معنا إلا النائب ممدوح إسماعيل.

-وما هي الأنشطة التي تنظمونها الآن؟

قررنا ترك فيسبوك والنزول إلى أرض الواقع للتوعية و العلاج، وننزل إلى قرى الصعيد المنسية، من خلال فريق طبي مختلط فكريا وهو ما يندهش منه المشاركون في الفريق المواطن أيضا نظرا لأننا بطبيعتنا مجتمع طائفي.

اخترت لبناتك أسماء ''مارية'' و ''سيلينا'' وهي أسماء تبدو مسيحية لماذا اخترتها؟

في الحقيقة أعتبره تصرفا أنانيا منى لأنى أقحمت بناتي معي في صراعي الفكري، لأنني أكره العنصرية التي تمارس ضد الأطفال لمجرد أن اسمهم يعطى الانطباع بأنهم أصحاب ديانة معينة، كما أن كليهما أسماء عربية الأصل.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج