لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

معتصمات رابعة العدوية: هدفنا أقوى من حرارة الجو ومشقة الصيام (صور)

08:10 م الأربعاء 10 يوليو 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - علياء أبوشهبة:

اعتصام رابعة العدوية الذي دخل اليوم الأربعاء يومه الثالث عشر، ولم يوقفه شهر رمضان، وللنسوة وجود فاعل في الاعتصام، ''مصراوي'' يرصده في السطور التالية.

في مداخل موقع الاعتصام من كافة الجوانب توجد لجان شعبية تقوم بالتفتيش، والاطلاع على بطاقة الهوية، ويوجد جانب لدخول الرجال و آخر للسيدات.

احترام الصندوق

بأدب وهدوء تقوم الأخوات بتفحص حقائب الوافدات إلى مقر الاعتصام، حتى وإن كن يعرفهن من قبل.

فاطمة، فتاة جامعية في مطلع العشرينات من عمرها، تطوعت للوقوف في لجان التنظيم، وقفت لتطلب بهدوء إبراز الهوية، وتعتذر قبل لمس من تقوم بتفتيشها و تبرر في كل مرة أنها تفعل ذلك من أجل الحفاظ على الحالة الأمنية في الاعتصام.

بينما كان الشال الفلسطيني يعلو رأسها، وهي ترتدى عباءة سوداء، ذكرت فاطمة أنها جاءت لتشارك و لم تبال بحرارة الجو، أو مشقة الدور الذي تقوم به، لأنها على قناعة بما تفعل، فهي جاءت أيضا لمشاركة أفراد أسرتها المعتصمون في الميدان، والذين يتمسكون بالحق وهو الحفاظ على مكتسبات الثورة و احترام الصندوق الذى جاء بالرئيس محمد مرسى في انتخابات حرة شهد العالم بنزاهتها، ولا بديل عن الصندوق أيضا لعزله من منصبه.

بعد تجاوز حاجز التفتيش تجد نفسك تغوص في الرمال بعد أن اُنتزعت معظم حجارة الرصيف، لتستقبلك بعدها رائحة كريهة تسيطر على المكان، رغم الجهود المبذولة للتنظيف، والتي لا تقتصر على الأخوات فقط، ولكن يشارك فيها أيضا المعتصمون.

أم سلمى، سيدة في منتصف العقد الثاني من عمرها، ارتدت في يدها قفازا طبيا وبادرت بمشاركة سيدات أخريات بكنس الشارع وجمع القمامة في شوال كبير، وذكرت أنها تركت أطفالها الصغار لدى أسرتها، حتى تتفرغ للقيام بدور إيجابي في الاعتصام، وتؤكد أنها مهما فعلت لن يكون مقدار ما يتحمله المعتصمون في الميدان.

أضافت قائلة ''إن ما حدث هو انقلاب عسكري، ولا يمكن توصيفه بأنه غير ذلك، كما أنه دهس تحت أقدامه الملايين من مؤيدي الرئيس محمد مرسى، وكأنهم بلا قيمة''.

وتعجبت من فرحة البعض ''بحكم العسكر''، موضحة أنهم كاذبون و قتلة، ويكفي ما فعلوه أمام الحرس الجمهوري من قتل المصلين العزل الذين لا يملكون سوى عصاة خشبية ليقابلها طلقات الرصاص الحي.

''هل يعقل الجيش أن يقتل أبناء شعبه؟''، سؤال طرحته أم سلمى، وهي تؤكد على أن نصر الله قريب، فهم جاءوا للدفاع عن الإسلام و عن شرعية الرئيس.

''مرسى هو رئيسي''

في أحد الأركان قام عدد من المعتصمون في ميدان رابعة العدوية بالالتفاف حول بعضهم، حيث يؤدي البعض الرقصة البدوية الشهيرة، يصاحبها نغمات بنفس الإيقاع تتسلل عبر مكبر الصوت ومعها عبارات: ''سيسي يا سيسي مرسى هو رئيسي''.

حولهم مجموعة من السيدات ارتدت بعضهن شريط أخضر حول رأسها يحمل عبارة ''الإخوان المسلمون''، ولكن ذلك لم يمنع من ارتداء قبعات الرأس لحمايتهن من أشعة الشمس، حيث يتواجد الباعة بكثافة في محيط الاعتصام، ويبيعون أيضا قبعات للأطفال، نظرا لاصطحاب كثير من الأسر لأطفالهم.

يصاحب ذلك مرور مجموعة من الشباب المعتصمين حاملين على ظهورهم معدات الرش الزراعية، والمستخدمة لرش المياه للترطيب على المشاركين في الاعتصام.

بينما كانت والدة تغريد تحاول مسح قطرات المياه من على نظارتها الطبية، تحدث تغريد إلى مصراوي، وقالت إن قناعة المشاركين في الاعتصام بقيمة و أهمية الهدف الذى جاءوا للتظاهر من أجله أكبر بكثير من حرارة الجو، وتحمل مشقة الصيام تحت وطأة هذه الظروف الصعبة، لأنها أمام أهدافهم تعتبر لا وجود لها.

تغريد التي تخرجت هذا العام من كلية الصيدلة، متزوجة حديثا، وزوجها معتصم برفقة والدها وعدد من أقاربها، قالت إنها تأتي لمشاركتهم الاعتصام، لأن ''ما يتظاهرون من أجله أمر عظيم''.

وأوضحت أن ''هدفهم الدفاع عن دولة الإسلام، وعن شرعية الرئيس الذى لم يكمل مدته الرئاسية حتى الآن وتعرض للغدر والخيانة، وتعرض مؤيديه للإرهاب والذي لن يثنيهم عن مطالبهم حتى لو ماتوا فإن مصر بها ملايين المسلمين الصادقين''.

باعة إشارة رابعة العدوية

بينما يجلس بعض المعتصمين على الرصيف في مقر مبيتهم، والبعض الآخر يستعد لأداء صلاة العصر، حيث اقترب موعد الآذان، تجولت أم ممدوح بين المتواجدين في الميدان ممسكة بعبوات المناديل الورقية لتحاول بيعها.

قالت أم ممدوح أنها كانت تبيع ما لديها من مناديل ورقية في إشارة ميدان رابعة العدوية، وعقب الأحداث مازالت تأتي لنفس المكان للحصول على رزقها و الإنفاق على أبنائها الخمسة، وأكدت على أن ما تربحه الآن لا يختلف عن ما كانت تربحه قبل الأحداث.

''نادية علي'' كانت تمشي مسرعة في مقر الاعتصام، وقالت إنها جاءت من أجل لقاء أحد أقرابها الذي يعمل في مستشفى رابعة العدوية، وذكرت أنها ترفض أي اعتصام يؤدى إلى ''وقف حال الناس و البلد''، مهما كانت أهدافه، وذكرت أنها ارتضت بحكم الرئيس محمد مرسى و لم تعترض، ولم تشارك في أي مظاهرات رافضة له، كما تطالب الآن الجميع بالعودة إلى منازلهم و العمل من أجل الخروج بمصر من أزمتها الاقتصادية الحالية.

على أحد الأرصفة جلست السيدة ''أم أحمد''، التي جاءت من مركز ديرب نجم في محافظة الشرقية، مستقلة أتوبيس يأتي بها نهارا، ويرحل قبل بداية صلاة التراويح، وقالت إن زوجها الذي يعانى من آلام في ظهره يلقبها بأنها ''الفدائية'' في أسرتها، حيث أن آلامه تمنعه من المشاركة في الاعتصام، كما أن أبنائها الخمسة ظروفهم لا تسمح.

قالت أم أحمد وهي تشدد على نقل رأيها دون أي تحريف، إنها جاءت للدفاع عن الشرعية التي احتكم الشعب المصري إليها أربعة مرات، ونجح أعداء الوطن في القضاء عليها، فقد نزلت بإرادتها الحرة لاختيار مجلس الشعب سوى مجلس الشورى ثم رئيس الجمهورية، وفي الاستفتاء على مواد الدستور، وذلك من خلال تجارب ديموقراطية لم يشكك أحد فيها، وبالتالي ترفض محو إرادتها.

وأضافت أن الرئيس تحاور مع المعارضة و عرض عليهم كافة الطرق للوصول إلى نقطة اتفاق، وأضافت أن المعارضة و بالأخص مؤيدو حملة ''تمرد''، كانت أمامهم الفرصة في انتخابات البرلمان ليخوضوها و يصبحوا هم الأغلبية.

كما ذكرت أن ما حدث هو مؤامرة على الإسلام لإنهاء الدولة الإسلامية و التي إذا سقطت الآن لن تقوم مرة أخرى.

أم ساره، سيدة في العقد الثالث من عمرها، دخلت الاعتصام و معها ابنتها التي كادت أن تطير فرحا بعد شراء والدتها لعلم مصر، بينما كانت تمسك بطفلتها في يدها اليمنى، كانت تمسك بحقيبة ضخمة في يدها اليسرى.

الجهاد فريضة على الجميع

أوضحت أم سارة، التي تقيم في محافظة البحيرة مع أهل زوجها، أنها جاءت للقاهرة لتقيم لدى أسرتها القاهرية، والذين سوف تترك معهم ابنتها، ولكنها قررت المشاركة في الاعتصام، وأحضرت معها كل احتياجاتها، لتصوم رمضان وهي تجاهد، لأن الجهاد فريضة و يتساوى في ذلك الرجل و المرأة.

لم تبال كثيرا أنها سوف تبيت ليلها في الخيام المنصوبة وتتكبد مشقة قضاء حاجتها في حمام مسجد رابعة العدوية، وقالت ''إذا لم نجاهد الآن لن ننال ما نحن فيه ولو بعد 50 عاما، كما أن الإخوان المسلمون سوف يصبحون صيدا سهلا بل لعبة لأمن الدولة، ليعود زمن زوار الفجر بشراسة أكبر مما سبق''.

كما ذكرت أن الرئيس محمد مرسى حاول كثيرا إصلاح حال البلد لكن قوة معارضيه كانت دائما أكبر، ويكفى أن مصر زرعت مقدار ما كانت تستورده من قمح، واجتهد للحوار مع المعارضة، وقالت إنها إذا ماتت في سبيل الدفاع عن الشرعية وعن الإسلام أشرف لها كثيرا من الموت على فراشها.

وأنهت حديثها بأنها مسحت جميع القنوات المتطرفة التي تحارب الدين من جهاز الاستقبال (الريسيفر) الموجود في منزلها، وهو أبسط رد فعل يجب أن يقوم به كل مسلم بعد أن بلغ بالعسكر الجبروت منع القنوات الدينية حتى أثناء إذاعة البيان.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج