لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عام في الحكم .. مرسي والجيش

11:21 ص الأحد 30 يونيو 2013

كتبت : نور عبد القادر:

بدأ حكم الرئيس محمد مرسي بإقالة المشير طنطاوي والفريق عنان بعد  واقعة قتل الجنود برفح ألغى الإعلان الدستوري وأصدر إعلانا أخر بصلاحيات اعترضت عليها المعارضة، ثم تولى الفريق السيسي إدارة القوات المسلحة، الذي أكد أن الجيش يقف على مسافة واحدة من كافة القوى وينحاز للشارع والشعب

ولعل أبرز الخلافات التي نشأت بين الرئاسة والجيش تتعلق بعمليات تطهير سيناء من ''الإرهابين والبؤر الإجرامية؛ فطبقا لتصريحات خبراء عسكريين، طالبت الرئاسة الجيش بوقف عمليات التطهير، ولكن الجيش وافق لمدة شهر وعاد مرة أخرى لتلك العمليات واستهدف الأنفاق بين مصر وغزة.

استعادة المكانة

وبدأت القوات المسلحة بقيادتها الجديدة في تقوية الروابط بين أفرادها وإعادة هيبة الجيش مرة أخرى بعد التدهور الذي حدث في العلاقة بينه وبين قطاع عريض من المصريين خلال فترة تولي المجلس العسكري حكم البلاد.

وقد نجح السيسي إلى حد كبير في استعادة مكانة القوات المسلحة، وظهر ذلك واضحا خلال التوكيلات التي جمعها آلاف المواطنين للفريق السيسي تفوضه إدارة شؤون البلاد، إلا أن السيسي أعاد التأكيد مرة أخرى رفض الجيش التدخل في السياسة.

وجاءت واقعة خطف الجنود والتي رأى البعض أن الهدف منها هو الإطاحة بالفريق السيسي، إلا أنه كان هناك تعاونا كبيرا بين الجيش والشرطة والرئاسة لتحرير الجنود، لكن هوية خاطفي الجنود والمتورطين معهم بقت طي الكتمان ولم يُفصح عنها، كما جرى في واقعة قتل الجنود في رفح التي لم يُعرف عنها شيء حتى الآن.

تطاولات

ومنذ تولى الرئيس مرسي حكم البلاد، توالت التصريحات المسيئة للقوات المسلحة وقياداتها من قبل قيادات في جماعة الإخوان المسلمين، وآخرها تصريحات محمد البلتاجي والتي كان رد الجيش عليها بأنه لن يسمح مرة أخرى بالتطاول على قيادات المؤسسة العسكرية السابقة أو الحالية.

وسارع الإخوان كعادتهم مع كل تصريح ضد الجيش وقياداته خاصة المشير طنطاوي والفريق عنان، إلى التأكيد على احترام القوات المسلحة وقياداتها، كما أكدت على ذلك رئاسة الجمهورية.

وقد وصفت الرئاسة العلاقة مع الجيش بالطبيعية بحكم الدستور، كون الرئيس محمد مرسي هو القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وكالعادة ومع كل أزمة سياسية تمر بها البلاد يظهر الجيش في الصورة من جديد، وتتعالى نداءات تدخله لـ''إنقاذ البلاد''، وآخر ذلك دعوات بعض معارضي الرئيس لتولي الجيش إدارة شؤون البلاد لفترة انتقالية لحين إجراء انتخابات رئاسية وكتابة دستور جديد للبلاد.

ولم يكن الجيش بعيدا عن المشهد الحالي، كما أكد السيسي، الذي دعا في خطاب اعتبرته المعارضة في صفها واعتبره الإسلاميون في صفها، إلى إيجاد صيغة تفاهم بين الطرفين قبل 30 يونيو، وشدد على أن الجيش لن يترك البلاد ''تنزلق إلى الهاوية''.

توتر بعد هدوء

وحول العلاقة بين الرئاسة والقوات المسلحة على مدى عام من حكم مرسي، يقول الخبير العسكري حمدي بخيت إن العلاقة بين الجانبين ''متوترة للغاية''، رغم أنها بدأت ''متوازنة وهادئة''.

وأوضح بخيت في تصريحات لمصراوي أن توتر العلاقة نجم عن ''تأثر سياسة الرئيس بتوجهات الإخوان المسلمين، كون الجيش هو القوة الوحيدة والصامدة والمانعة أمام فكرة التمكين التي تعمل عليها الجماعة''.

وأوضح بخيت أن الكثير من المواقف هي التي أدت لتوتر العلاقة بين الجيش والرئاسة، بداية من مقتل جنود رفح، واتهام بعض الإسلاميين للمشير طنطاوي بالوقوف وراء الواقعة، كذلك خطف الضباط الجنود في سيناء وشبهات تورط الجهاديين في تلك الوقائع وعلم الرئاسة بها.

وأيضا الحديث عن استخدام القوة المسلحة في أزمة سد النهضة الإثيوبي، يضيف بخيت.

وأشار بخيت إلى أن الرئاسة دائما تعلن بشكل غير مباشر عن مخاوفها من زيادة شعبية القوات المسلحة ورغبة المواطنين في أن تتولى الحكم مرة أخرى بعد شعورهم بخيبة الأمل من حكم الإخوان.

وقال ''لهذا دائما ما تشعر بعدم ثقة الرئاسة وتخوفها من القوات المسلحة، خصوصا في ظل ضعف دور الدولة وعدم قيامها بدورها في الصناعات او غيرها وتولي القوات المسلحة هذا الدور''.

ولا يستبعد ''بخيت'' الإطاحة بالسيسي كما قُعل مع المشير طنطاوي ''من أجل يكتمل سيناريو التمكين للإخوان المسلمين، لأن الفريق السيسي هو الوحيد الان الذي لديه القدرة على لم شمل القوى الوطنية بعد حالة التفتيت التي شهدتها البلاد''.

''للجيش كلمته''

أما اللواء عبد المنعم سعيد ، الخبير العسكري، فيري أن الرئيس ''الإخواني'' بدأ أولى فترات الرئاسة مقتسماً السلطة مع المجلس العسكري، ولكنه استغلل أحداث رفح في الإطاحة بالمشير طنطاوي والفريق عنان والانتهاء من سلطة المجلس العسكري لينفرد بسلطة الحكم بإلغاء الاعلان الدستوري المكمل الذي أصدره المجلس العسكري، حسب وقوله.

وتابع ''أنهى الإخوان حكم المجلس العسكري تماما بتعيين السيسي، وبعد أن وفى المجلس العسكري بوعوده في عملية انتقالية للسلطة وإجراء انتخابات رئاسية واُتهم المجلس بأنه تواطأ مع الإخوان لكى يتولوا الحكم''.

وأشار سعيد إلى أن ''مخاوف وصراع الرئاسة لا محل لها من الإعراب؛ فتصريحات السيسي توضح ان للجيش كلمته الأخيرة إذا حدثت فوضى وانقسام بين طوائف الشعب سيكون موقفه مع الشعب ولكنه لن يعود لإدارة البلاد وأكد على أن عودة الجيش تعني تخلف البلاد سنوات للوراء، وهي رسائل واضحة للرئاسة''.

وأوضح الخبير العسكري أن العلاقة الآن بين مؤسسة الرئاسة والجيش قائمة على التعاون والأدوار المحددة طبقا للدستور ولا يوجد صدام واضح أو خلاف أو صراع، خاصة وان الهدف الرئيس الآن للقوات المسلحة هو إعادة بناء القوات المسلحة من خلال التدريب الشامل ورفع وتتبع العناصر الاجرامية  والحفاظ على الامن القوي للبلاد.

ويرى اللواء يسري قنديل، الخبير العسكري، أن الرئاسة على علم بأن الدولة دولة مؤسسات ولا يمكن أن يتم إلغاء دور الإعلام أو الجيش والاكتفاء بمؤسسة الرئاسة وخدها، ورغم عدم شفافية الأمور وطبيعة العلاقة بين الرئاسة والقوات المسلحة وتصريحات الرئاسة الدائمة باعترافها بدور الجيش ، الا ان هذا لا يخفي مخاوف الاخوان بعد واقعة توقيعات السيسي لتولى الحكم والتي عقبها نفي السيسي لفكرة العودة لإدارة البلاد.

ويضيف ''نأمل أن يتم توضيح طبيعة العلاقة بشكل اكبر بدلا ً من الغموض الذي يشوبها الآن والتوتر الظاهري، وعلي الطرفين التواصل لحل الازمات الراهنة والمشاكل والصعاب، ولا ننسي أنه مازال لم يتم الكشف عن قاتلي الجنود برفح وخاطفيهم بسيناء والشبهات تحوم حول الاسلاميين وهو ما يسبب توتر مستمر في العلاقات''.

''الجيش مع الشرعية''

أما عن موقف جماعة الاخوان ، فصرح قال الدكتور أحمد عارف المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين إن الجيش مع الشرعية وأكد أكثر من مرة عدم الانقلاب عليها مؤكداً أن الجيش يعلم أن هذا الشعب لن يحكمه سوى رئيس مدني.

واكد خلال تصريحات صحفية، أنه لا صحة لوجود خلاف بين الجيش والاخوان وأن الرئيس لا ينوى الإطاحة بالفريق السيسي ، بل على العكس يعملا معا لخدمة البلاد خلال المرحلة القادمة، حسب قوله.

وحول موقف الرئاسة قال عمر عامر المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إنه لن يتم الدفع بالقوات المسلحة إلى دور غير دورها المنوط بها في حماية الأمن القومي والدفاع عن الحدود المصرية.

وأوضح أنه تم الاتفاق على حماية الشرعية، مشيرا إلى أن الرئيس محمد مرسي القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهناك تنسيق وتقارب تام في كافة الأمور مع القائد العام الفريق ''السيسي''.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان