لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مصطفى المنشاوي يكتب: تمرّدوا يرحمكم الله

08:53 م الأربعاء 26 يونيو 2013

بقلم - مصطفى المنشاوي:

الشخص الذى اعتاد طوال حياته على الطاعة، في البداية تجده يقدم طاعته الكاملة للأشخاص .. وفى النهاية تجده مرغما يقدمها للأمر الواقع .

فلابد للإنسان أن يتمرّد ضد فساد ونفاق عصره ومجتمعه ، ضد الرضاء عن النفس، ضد الاستسلام إلى الواقع، ضد مبدأ '' إنقاذ ما يمكن إنقاذه '' الذى يتحول دائما بدلالة التاريخ إلى '' التفريط بما يمكن التفريط به '' .

مصر منشقة بين فئتين؛ الأولى تقدس الطاعة للأمر الواقع، والثانية تتمرّد عليه، الأولى تجد أمامها واقعا لابد من الاستسلام له، والثانية ترى أن تغيير هذا الواقع يبدأ من التمرد عليه .

الأولى تؤمن بأن الإنسان ومن ثَمَّ المجتمع لا يساوى أكثر من قيمته المعلنة فى السوق، والثانية تؤمن بأن الإنسان ومن ثَمَّ المجتمع تبدأ قيمته أولا من إرادته ، روحه ، إيمانه بمجتمعه ، بعدالة قضيته ، تمسكه بمبدأه، وأوقن بأن النهاية ستكون بانتصار المبدأ على الواقع، فمن الواقع يبدأ التمرّد ومن التمرّد يبدأ التغيير .

التمرّد بطبيعته احتجاج وتأكيد، إنه احتجاج على فساد وظلم وقهر وجهل وتعصب وانعدام الكفاءة، وبهذه الصفات فإن الاحتجاج ليس حقا فقط ولكنه واجب علينا .

ومن ناحية أخرى، فإن التمرّد هو تأكيد أيضا، إنه تأكيد بأننا مازلنا مؤمنين بإمكانية خلق مجتمع أفضل يسوده العلم والحرية، بعد تفكير عميق أدعم أصدقائي في حملة تمرد، وأرى أن التمرد فى مصرنا أقصى درجات الإيمان، وللأسف تجد دائما أعداء النجاح، وهم الآن ينشرون أقراص سياسية لمنع الحمل بأفكار جديدة وتحديات جديدة وواقع أفضل .

تمرّدوا حتى يرحمنا الله، من الجهل والفساد والظلم والقهر ، تمرّدوا حتى تعود مصر إلى سابق عهدها، تمرّدوا حتى يحكم مصر من تستحق مصر بمن يحكمها، تمردّوا بسلمية وبديمقراطية .

حركة '' تمّرد '' إما أن تكون نهاية لـ 25 يناير أو بداية ثورة جديدة .

أتمنى ألا تكون هذه بداية النهاية للتمرّد، وأن نكمل تمرّدنا على أنفسنا، فمن يصبح حرا مرة واحدة ، يظل حرا طول العمر .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان