لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

شرف المستقيل في نظام مبارك والعسكر والإخوان (بروفايل)

04:27 م الإثنين 29 أبريل 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث


كتبت-منى قطيم:

وقف في الميدان بعد يوم واحد من توليه منصبه الجديد وخطب أمام جموع المصريين وقدم وعوده لهم، لم يكن غريباُ عليهم، فهو مألوف الوجه سواء بصفة رسمية كوزير للنقل في عهد سبق وولى أو بصفة غير رسمية كمواطن مصري ثائر في الميدان لإسقاط نفس النظام الذي عمل معه يومه وغدر به بإقالة لم يعقبها حتى كلمة شكر عن ماقدمه من جهد في عمله، إنه عصام شرف وزير النقل السابق في عهد مبارك والثائر في ثورة يناير ورئيس الوزراء في الفترة الانتقالية والاستشاري لمشروع تنمية إقليم قناة السويس في عهد الإخوان.

عصام عبدالعزيز شرف أستاذ هندسة الطرق بجامعة القاهرة، الذي تعج سيرته الذاتية بالمناصب الأكاديمية، والدرجات العلمية، من البكالوريوس في الهندسة من جامعة القاهرة ثم درجتي الماجستير والدكتوراة من الولايات المتحدة الأمريكية، حتى توليه مناصب الأستاذية الجامعية في عدد من الجامعات سواء العربية أو الدولية حتى عودته للأصل ''جامعة القاهرة''، لعدد أخر من المناصب كأمين مجلس قسم الأشغال العامة بكلية الهندسة جامعة القاهرة، ثم ممثل له ثم مستشار لتحرير مجلة نقابة المهندسين المصرية، وغيرها من المناصب كعضو لمجلس بحوث النقل المصري، وشعبة النقل الداخلي بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وغيرها إلى أن وصل لمنصب مستشار وزير النقل من 2000 لعام 2001، ولذلك لم يكن بعيد عنه أن يحمل حقيبة النقل والمواصلات.

وزيرا للنقل
وبالفعل في عام 2004، كَلف الدكتور أحمد نظيف بتشكيل وزارة جديدة خلفاُ للدكتور عاطف عبيد، وكانت حقيبة النقل والموصلات من نصيب الدكتور عصام شرف، ولكن شرف الذي يصفه البعض بأنه يمضي على ورقة استقالته قبل أن يحلف يمين أي منصب جديد، لم يحتفظ بلقب وزير سوى ''17 شهرا'' بالتمام والكمال، قدم خلالهم استقالته من المنصب ثلاث مرات بسبب اعتراضه على سياسات النظام، ولكن استقالته كانت ترفض حتى تم إقالته ليبدأ همس يتعالى حول العلاقة بين الإقالة وبين حادث عبارة السلام التي كان المتهم فيها صديق لأحد رموز النظام، وأن رفض شرف التدخل في سير التحقيقات كلفه الخروج من الوزارة بلا حتى كلمة شكر عن الفترة التي قضاها كوزير.

لم يكن تقديم شرف لاستقالته قبل قرار الإقالة هو الأخير، فلقد تقدم باستقالته من منصبه كرئيس لأحد اللجان بنقابة المهندسين مرتين بسبب الحراسة الحكومية المفروضة عليها لإبعاد الإخوان، ليؤكد ''أن ضميره لا يتماشى مع جهود التسويف للقضية''.

قد تكون هذه المواقف جعلت عصام شرف من الوجوه المغضوب عليها من قبل النظام في نظر الشارع المصري، لتكتمل الصورة في ذهن المصريين مع قيام الثورة في يناير 2011، ويشارك شرف كمواطن مصري فيها، ليسقط النظام وترتفع أسهم شرف.

رئيسا للوزراء
هدوء ملامحه وحديثه وكفاءته في عمله وتاريخه الأكاديمي والبحثي، وبالطبع اشتراكه في الثورة والأحاديث حول علاقته السيئة مع النظام السابق ومواقفه التي جعلته طريد لجنتهم بكامل إرادته، قد يكون بعض هذه الأسباب أو كلها مجتمعة هي ما أعادت شرف للوزارة ولكن هذه المرة كرئيس للوزراء، خلفاُ للفريق أحمد شفيق، ليرى المصريون في شرف أول ثمار الثورة، وهي أن أصبح لمصر رئيس وزراء ثوري من التحرير.

ظهر شرف بصورة قريبة من الشعب بداية من زيارته للميدان قبل حتى حلف اليمين، وبدا للمصريين أنهم يعيشون في حلم وليس حقيقة عندما وجدوا صورة انتشرت لرئيس الوزراء وهو يتناول فطاره هو أبنائه بأحد محلات ''الفول والطعمية''، ليستبشر الجميع خير بعصر جديد بعد الثورة، إلا أن الصدام لم يلبث أن وقع بين رئيس الحكومة القادم من الميدان كما كان يقال وبين النشطاء بعد موافقته على مشروع قانون يقضي بحظر الإضرابات، ولكنه في الوقت نفسه أعلن عن تعهده بملاحقة الفاسدين ومحاكمة فاسدي عصر مبارك، ويحسب له حل أمن الدولة في عهده والإفراج عن الكثير من المعتقلين السياسيين في بداية عهده.

كما أدخلت الحكومة إصلاحات تشريعية هامة، بما في ذلك قوانين جديدة تنظّم إنشاء الأحزاب السياسية والإجراءات الانتخابية التي من شأنها أن تنظّم الانتخابات البرلمانية التي أجريت في أواخر 2011 وأوائل 2012.

لكن سرعان ما واجه شرف انتقادات سواء حول أدائه السياسي، أو تعرضه لاتهامات من البعض- ومنهم النائب السابق طلعت السادات-، بانحيازه لجماعة الإخوان المسلمين، وماهي سوى شهور لا تتخطى الثمانية حتى زادت الاحتجاجات ضد شرف وحكومته، وأصبح لا مفر من النهاية المحتومة بتقديم الاستقالة، وبالفعل كما أكد ''أن يجب على الجميع تغليب المصلحة العامة ومصلحة الوطن''، وقدم استقالته ليأتي بعده الدكتور كمال الجنزوري.

استقالة أخرى
أقل من عامين وتقدم شرف باستقالة أخرى، لكن هذه المرة في ظل حكم الإخوان المسلمين الذي حسب شرف عليهم يوما ما، حيث تقدم شرف باستقالته هو والفريق الاستشاري لمشروع تنمية إقليم قناة السويس، والسبب هو الاعتراض على أخذ المشروع منحنى غير المقرر له.

وختتم  شرف استقالته بالقول'' إن المشروع ــ تنمية إقليم قناة السويس ــ هو أفضل مشروعات المستقبل لجمهورية مصر العربية، وأن تجريده من خصوصيته هذه لن يفضي إلى مصلحة مصر، بل يصب حتما في صالح بلاد أخرى، من ذوات المشاريع الملاحية واللوجستية المنافسة''.

 

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج