لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تحليل- صلاح عبد المقصود.. وزير ''الإيحاءات''

04:14 م الثلاثاء 16 أبريل 2013

كتب- محمد أبو ليلة:

كانت الساعة تدق السابعة من مساء السبت الماضي، ووزير الإعلام صلاح عبد المقصود يقف في أحدى قاعات فندق براميزا بالدقي، في حفل توزيع جوائز مصطفى وعلي أمين الصحفية، وأخذ عبد المقصود يتحدث للحاضرين عما شهدته الفترة الماضية من حرية في الصحافة والإعلام.

وأثناء حديثه بادرته أحدى الصحفيات بسؤال(هي فين حرية الإعلام دي؟)، لم يتمالك ''عبد المقصود'' نفسه، ورد عليها بإجابة حملة ''إيحاءات جنسية'' كما رآها البعض، حيث قال (ابقي تعالي وأنا أقولك فين)!، ثم خاطب وزير الإعلام بعض الحاضرين بقوله(ابقوا قولوا لها فين حرية الصحافة).

عدد كبير من الصحفيين الذين حضروا هذا الحفل، اعتبروا كلام وزير الإعلام إهانة وانتهاك لحرية الصحافة التي كان يتحدث عنها الوزير بنفسه ، لكن عدد أخر من المعارضين لسياسات ''عبد المقصود'' اعتبروا ما بدر عنه، نوع من أنواع التحرش الجنسي اللفظي بالصحفية؛ حيث تعتبر الكلمات التي استخدمها الوزير نوع من الإيحاءات الدارجة لدى المتحرشين جنسيا في مصر.

حالة الغضب من تصريحات وزير الإعلام زادت بدرجة جعلت عدد من النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي ''تويتر''، يطالبون بإقالته من منصبه باعتباره(متحرش) على حد تعبيرهم، إلا أن الوزير رد على هذه الانتقادات بأن عزائه أن الرسول (ص) تعرض للتشويه.

الواقعة الأولى

لكن إذا عدنا للوراء قليلا، سنجد أن هذه الواقعة ليست الأولى الذي استخدم فيها وزير الإعلام كلمات، اعتبرها البعض(ايحاءات جنسية)، ففي شهر سبتمبر الماضي ظهر وزير الإعلام ضيفا على برنامج الشارع العربي الذي تبثه قناة دبي الفضائية.

وأثناء اللقاء قالت له مقدمة البرنامج زينة يازجي'' نحن سجلنا بعض من أراء الصحفيين في وزارة الإعلام، هل تسمح لنا بعرض تلك الآراء على حضرتك''، رد الوزير بسعادة غامرة ''أهلا وسهلا بهذه الآراء بس ياريت ما تكونشي سخنة زيك''، بعدها ردت عليه المذيعة قائلة ''أنا أسئلتي هي اللي سخنة لكني باردة''.

ولم تمر تلك الكلمات أيضا مرور الكرام على وزير الإعلام، فقد قوبل بانتقادات شديدة، باعتباره يستخدم ألفاظا تتنافي مع ميثاق الشرف الصحفي والإعلامي.

تلك التصريحات جعلتنا نبحث قليلا في شخصية وزير الإعلام صلاح عبد المقصود، الذي لم تمر ثمانية أشهر على توليه هذا المنصب، فأخر منصب تولاه عبد المقصود قبل أن يصبح وزير الإعلام، كان يشغل منصب القائم بأعمال نقابة الصحفيين، قبل تولي النقيب السابق ممدوح الولي هذا المنصب.

دوره النقابي

وقد انتخب عضوا بمجلس نقابة الصحفيين منذ عام 1995 لمدة أربع دورات متتالية، وصار وكيلا لنقابة الصحفيين من 2003 حتي 2011.

لكن أحد الصحفيين المهتمين بشئون النقابة قال لنا في تصريحات خاصة لمصراوي، أن عبد المقصود اعتمد في نجاحه داخل النقابة على جماعة الإخوان المسلمين بشكل كبير.

وتابع الصحفي (الذي رفض ذكر اسمه) أن وزير الإعلام ظل فترة طويلة يشرف على مشروع العلاج داخل النقابة، مؤكدا أنه فضل هذا المنصب باعتبار أن مصالح الصحفيين مرتبطة به بشكل كبير.

وقال ''صلاح عبد المقصود شغل هذا المنصب لكي يعمل شو إعلامي ودعاية لنفسه، حيث كان يستغل منصبه من الناحية السياسية، وكان يستغل قضايا عدد من المسجونين السياسيين كي يحصل على عدد أصوات كبيرة تضمن بقاءه في النقابة''.

لكن الصحفي ذاته (الذي قابل وزير الإعلام مئات المرات أثناء عمله بالنقابة)، نفى ظهور تعبيرات إيحائية في سلوك وزير الإعلام في فترة وجوده بالنقابة، موضحا أن وزير الإعلام لا يقصد الحديث عن ايحاءات جنسية كما يردد البعض، وإنما هي ''زلة لسان''، حسبما أوضح.

بدايته

وإذا عدنا للوراء أكثر سنجد أن وزير الإعلام الذي لم يتجاوز 55 عاما، بدأ عمله الصحفي منذ عام 1979، كمحرر لعدد من المجلات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين والتي أنشأها المرشد الأسبق للجماعة عمر التلمساني، وهي(الدعوة المصرية والاعتصام والمختار الاسلامي والنور).

بالإضافة لعمله سكرتيراً لتحرير مجلة البشير 1985م، ورئيس تحرير مجلة لواء الإسلام عام 1994، وقد كان ''عبد المقصود''، من ضمن 33 قياديا بجماعة الإخوان المسلمين، الذين حوكموا عسكريا في القضية رقم ( 1995/11 جنايات عسكرية) في نوفمبر من عام 1995 .

كما ترأس مجلس إدارة مركز الإعلام العربي الذي يصدر خمس دوريات صحفية هي (الرسالة والقدس والزهور وحصاد الفكر والفرسان)، وفي هذا الوقت كان عبد المقصود عضو بمجلس نقابة الصحفيين، وكانت زوجته تعمل بدورية الزهور التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، وكان يشغل منصب رئيس مجلس إدارتها، وصمم على دخول زوجته جدول المشتغلين بالنقابة، وأخذ حكم قضائي بذلك، وفقا لتأكيدات عدد من العاملين بالنقابة.

''انتحال صفة وزير''

وفي فبراير الماضي تقدم أحدا النشطاء ببلاغ للنائب العام يتهم فيه وزير الإعلام ''صلاح عبد المقصود''، بانتحال صفة وزير، باعتبار أن وزارة الإعلام ملغاة بموجب الدستور الجديد(على حد قول البلاغ الذي حمل رقم 209 لسنة 2013 بلاغات النائب العام).

بينما أكد أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة القاهرة محمود خليل في تصريحات لمصراوي أن وجود وزير الإعلام (هو والعدم سواء)، باعتبار أن الدستور المصري الجديد نص على تشكيل مجلس وطني للإعلام وإلغاء وزارة الاعلام ووظيفة وزير الإعلام، مضيفا أن وجود(صلاح عبد المقصود) في منصبه غير شرعي ومخالف للدستور.

''أداءه ضعيف''

كما أضاف ''خليل'' أن وزير الإعلام لم يستطع وضع تصور واضح حول أداء التلفزيون الرسمي حتى الأن، موضحا أن أداء التلفزيون لم يتطور على مستوي الشكل والمضمون، وجاء بلا تصور ولا يتملك خطة واضحة لتطوير الإعلام.

وتابع: كل ما حاول أن يفعله وزير الإعلام هو تطوير قناة مصر الإخبارية من خلال إعادة هيكلتها وبناء الاستديوهات فقط لا غير، ولا أرى أن مثل هذه التطويرات السطحية ممكن أن تجعل من الخدمة الإخبارية التي تقدمها هذه القناة منافسة للقنوات الإخبارية الأخرى.

(خليل) قال أيضا: وزير الإعلام يبدو وكأنه يجهل ثقافة المجتمع المصري وثقافة المجتمعات العربية فأداءه من خلال الحوارات والكلمات التي يصرح بها في الاجتماعات العامة وأمام الرأي العام،(ركيك جدا)، ولا يأخذ في الاعتبار ردود الأفعال والكيفية التي يتعامل بها المصريون مع بعض العبارات التي ينظر إليها أنها منافية للآداب العامة، وهذه مسألة ساذجة جدا من وزير الإعلام.

مؤكدا أن وزير الإعلام كثيرا ما يقع في بعض السقطات اللفظية التي تثير بعض المعارك عليه مثل سقطة المذيعة التي وصفها بالساخنة ثم بعد ذلك سقطته الأخرى منذ أيام حينما أستخد لفظا غير لائق.

أخونة الإعلام

واستطرد ''خليل'' حديثه قائلا أن(صلاح عبد المقصود) يسعي الأن لأخونة الإعلام، مضيفا أنه قال بلسانه أن لو استطاع أن يجعل كل العاملين في ماسبيرو من الإخوان لفعل، كما أكد أن ''عبد المقصود'' يحاول أخونة ماسبيرو والإعلام المصري ولكن من خلال بعض النوافذ الإعلامية التي لا ينشغل بها الرأي العام كثيرا.

وتابع ''الدليل على ذلك الاستمرار في أخونة إذاعة القرآن الكريم، على أساس أنها إذاعة تتوجه إلى الرأي العام المصري في القرى والريف والكثير من المصريين يفضلونها، وفي الوقت نفسه لا تشغل بال الكثير من المحللين رغم أهميتها الشديدة''.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان