أم ''الشهيد الحي'': ساعدتنا النمسا.. ومصر ردها ''طلبكم مرفوض''
كتبت – هند بشندي:
لم تلتق به من قبل، لكن ذلك لم يمنعها من ان تغير صورتها الشخصية على موقع الفيس بوك وتضع مكانها صورته، ولم يجعلها تتردد ان تشارك في وقفات تضامنية تخصه. تقول إن شعورها لا يمكن ان يوصف بالكلمات.. ''كريمة'' هي واحده من عشرات الشباب الذي تضامنوا مع قضية ''معوض.''
معوض عادل أو كما يعرف بـ''الشهيد الحي''، هو شاب مصري طالب في الفرقة الرابعة بكلية الصيدلة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، يرقد في غيبوبة منذ نحو 16 شهراً بالعناية المركزة بالدور الثاني بمستشفى القصر العيني الفرنساوي، بالتحديد منذ 20 نوفمبر 2011 عندما أصيب في أحداث محمد محمود بطلقتين في الرأس اعقبها ضرب بالشوم على رأسه حتى تكسرت جميع عظام جمجمته وذلك أثناء محاولته لإسعاف المرضى هناك.
سافر معوض للعلاج بالنمسا – ليس على نفقة الدولة- وذلك لإزالة الأجهزة من عليه وعمل شق بالحنجرة وعاد بتقرير من هناك يشير لضرورة نقله لمركز للإفاقة من الغيبوبة.
كثيرون يعرفونه بـ''الشهيد الحي''، بينما حسام دائما ما يعرفه بانه ''لعيب كورة شاطر'' فحسام لم يعرفه وهو يرقد بين الأنابيب بينما عرفه وهو ملئ بالحيوية والنشاط، أثناء دورات كرة القدم التي كانت تجمعهما سوياً.
بعض أصدقائه الذين قرروا عمل عدة وقفات احتجاجية طالبوا الدولة تحمل تكاليف علاج معوض، بينما لجأ عدد آخر منهم إلى تدشين حملة تهدف لإرسال عدد كبير من التلغرافات للرئاسة تحمل نفس المطلب، بينما لجأت أسرته للقضاء من أجل إلزام الدولة بتحمل مسئوليتها والتكفل بعلاجه وسفره للخارج، وهي الدعوى التي يترافع فيها المرشح الرئاسي السابق خالد علي.
التقى مصراوي بوالدته ''نجاه صلاح الدين'' لتوضح أن أحدى مستشفيات لندن قررت أن حاله معوض تستلزم علاج بتكلفة تبلغ نحو 75 ألف جنيه استرليني، لكن بعد زيارة مستشار الرئيس فؤاد جاد الله أكثر من مره لابني وعدد من المصابين تقرر صرف 12 ألف جنيه استرليني لكل واحد منهم.
وتضيف ''الحكومة قررت هذا المبلغ كما قررت علاج معوض في الخارج لمده 15 يوم فقط، إلا أن حالته التي تستلزم علاج نحو 3 شهور وفقا للمستشفى الإنجليزي''، متسائلة ''هو عنده نزلة برد؟؟ دي غيبوبة''.
وأكدت أن الحكومة رفضت طلب الأسرة بزيادة المبلغ المقرر لعلاجه.
ووصفت الأم الأمر أنه أشبه بالدوامة، فتقول: من مجلس الوزراء لصندوق مصابي الثورة للوزراء ليرسلوني لوزارة الصحة ثم لمجلس الوزراء التي ترسلني لوزارة التعليم العالي فترد الأخيرة ''وأنا مالي''.
تؤكد والدة معوض أنه لا يوجد طريق واحد لم تلجأ اليه، فقد ذهبت لقصر الاتحادية، وتم استقبالها واستلام الورق منها مع وعدها بان ''كله هيبقي تمام'' لكن هذا لم يحدث، ومن الرئاسة لمجلس الوزراء، لكنها لم تتمكن من لقاء الدكتور هشام قنديل، ورغم انها ذهبت بصحبة ميرفت عبيد عضو مجلس الشورى بلجنة حقوق الإنسان، التي اعتصمت هناك تضامنا مع قضية معوض، وبعد ''وعد'' بتنفيذ مطلبهم وفض الاعتصام، جاء الرد ''طلبكم مرفوض''.
''مش هنسفر معوض، وبداله نسفر اتنين أحسن''، جملة صدرت من رئيس صندوق مصابي الثورة السابق حسني صابر تصفها ''نجاة'' بأنها ''مؤلمة''.
وقالت عندما سأل ''صابر'' عن معوض رد بهذا الرد، وتضيف بأنها لم تكن متواجدة أثناء هذه الواقعة لكن الحاجة خديجة الملقبة بأم الثوار ردت عليه وقالت ''لو كان ده ابنك؟؟، وانت بتدفع حاجة من جيبك.''
وتعجبت والدة معوض من رفض سفر ابنها رغم ان رئيس الصندوق اقام حفل إفطار للمجتمع المدني على باخرة عائمة، تزامنا مع توقيت رفضه. وتضيف ''لو حد شايف ان المبلغ كبير، فابني دفع دمه اللي أكتر من فلوس الدنيا كلها، ومال الدنيا ما يساويش نقطة دم سالت من ابني''.
تقول والدة معوض ''بلدي لم تقدم لنا شيء، لكن النمسا فعلت ذلك، فعند سفره للعلاج هناك بمساعدة سيدة المجتمع ''هبه السويدي''، وقفت النمسا بجانبنا وتحملت جزء من المصاريف اللازمة لعلاجه هناك''.
وتستكمل بآسى ''الفرق بينهما، ان النمسا تعرف ما هو الإنسان''، كما أشادت بوقفة الجالية المصرية هناك معها قائلة ''الأسر المصرية في النمسا كانت تعتبر معوض ابنها''.
وعن رفض أسرته قبول التبرعات، قالت ''التبرعات حاجة مؤلمة.. حقه يعالج على نفقة الدولة، وخصوصا اني افنيت عمري في التربية والتعليم ووالده أستاذ بكلية الطب كنا نلتزم بدفع الضرائب وبسداد كافة حقوق الدولة''.
واختتمت كلماتها بالتأكيد على حق معوض في العلاج، من نظرة إنسانية، ومن نظرة عملية حيث ان أوراقه مستوفية للشروط، ووفقا لتقارير الأطباء هنا وفي الخارج من الممكن علاج حالته''، موجهة كلامها للرئيس محمد مرسي ''معوض مصري''.
فيديو قد يعجبك: