جبل الحلال.. الجميع في انتظار المجهول (صور)
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
كتبت - سارة عرفة وسامي مجدي:
قلق وترقب يعيشه أهالي القرى المجاورة لجبل الحلال بشمال سيناء مع اقتراب العمليات الأمنية التي تقوم بها القوات المسلحة بالتعاون مع قوات الشرطة من المنطقة المحيطة بالجبل الواقع أغلبه في زمام قبيلة الترابين أحد أكبر القبائل السيناوية.
القلق يأتي جراء تواتر أقاويل بأن العديد من الجماعات المسلحة و''الإرهابيين''، فروا إلى الجبل تحت وطأة العمليات التي تتركز في مديني الشيخ زويد ورفح، وسقط خلالها العشرات من الجنود والضباط، والعديد من عناصر القوات المسلحة سواء قتلى أو في أيدي قوات الجيش والشرطة التي تخوض ''حربا ضد الإرهاب''، كما تقول.
ذهبنا إلى جبل الحلال الواقع في وسط سيناء، بعد أيام عدة قضيناها نستقصي حقيقة الأوضاع في مدن وقرى الشيخ زويد ورفح والعريش، ومعرفة تأثير وسير العمليات في تلك المناطق التي تشهد حملات أمنية بشكل شبه يومي ردا على الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة على الأكمنة الأمنية واصطياد ضابط هنا أو جندي هناك، علاوة على عبوات ناسفة تزرع في طريق مدرعة جيش أو شرطة تصيب حينا وتخطأ حينا أخر، الأمر الذي يقع معه ضحايا من المدنيين والأبرياء في كثير من الأحيان.
مزارع الزيتون
خلال طريقنا إلى الجبل، شاهدنا الكثير من مزارع الزيتون التي أجبر الجيش والشرطة أصحابها - أو قاموا هم - بتقطيعها حول الأكمنة الأمنية، بعد أن استخدمها ''الإرهابيون'' في شن هجماتهم ضد القوات ''التي لا تعلم من أين تأتيها الهجمات ولا أي عدو تحارب''، على حسب ما قال مصدر عسكري قريب الصلة بدائرة صنع القرار داخل المؤسسة العسكرية.
ذلك المصدر أوضح أن القوات تواجه العديد من الجبهات بدءً من ''تجار المخدرات والمهربين الذين أزعجهم تواجد الجيش والشرطة في تلك المناطق التي بقت خارج السيطرة الأمنية منذ ثورة يناير 2011 وحتى وقعت مجزرة رفح الأولى. وقتها بدأت القوات المسلحة في التحرك لكن ليس بالقوة المطلوبة لمواجهة تلك الجماعات أي كانت نوعها''، أو ما يطلق عليهم ''التكفيريين أو الإرهابيين'' الذين خرجوا من القمقم، كما قال مصدر عسكري على مستوى عالٍ في أعقاب عزل الرئيس السابق محمد مرسي الذي وفر لهم هو وجماعته مناخا أفضل يتحركوا فيه، هذا بخلاف من عليهم أحكاما قضائية واجبة النفاذ''.
شاهدنا أيضا بيوتا وعششا تهدمت وسيارات دفع رباعي ودرجات نارية أُحرقت خلال العمليات، وبعها مازال مكانه شاهدا على المداهمات والهجمات ضد القوات، كما كان هناك بالقرب من كمين المزرعة وطريق مطار العريش.
وقد وعدت القوات المساحة بتعويض أهالي سيناء الذين أضيروا ''دون قصد'' في العمليات، واكد ذلك الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة في احتفالية بانتصارات أكتوبر يوم 2 من الشهر الجاري.
''لا إرهابيين''
وينفي أهالي قرى الجبل وجود ''إرهابيين'' أو أي جماعات مسلحة في بطن الجبل. مؤكدين أن أحدا لا يستطيع دخوله أو الإقامة به؛ فالطبيعة الوعرة للجبل وصعوبة الوصول لمداخلة تجعل الاختباء فيه والهروب من قوات الأمن أمر بالغ الصعوبة دون تنسيق مع القبائل المتاخمة لحدوده التي تمتد على مسافة 50 كيلو متر.
رمضان أبو مسوح الترباني، من قبيلة الترابين، قال إن قبيلته مسؤولة مسؤولية كاملة عن جبل الحلال ولا أحد يدخله أو يخرج منه دون علمهم، مشيرا إلى أن الترابين على استعداد لاصطحاب أي قوات سواء من الجيش والشرطة لتفتيش الجبل.
وأكد مسوح أن جبل الحلال مازال يستخدم كفزاعة كما كان يفعل نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، ملفتا إلى أن هناك عدم تعاون من قبل الجيش والداخلية مع عواقل مشايخ القبائل، الأمر الذي نفته مصادر أمنية بمديرية أمن شمال سيناء ووزارة الداخلية بالقاهرة، مؤكدة أن التعاون قائم على قدم وساق مع مشايخ وعواقل القبائل وهناك تنسيقا يتم معهم بشأن العمليات التي تجرى في نطاق سيطرتهم.
إلا أن أحد لواءات الشرطة قال إن المشكلة تكمن في أن بعض مشايخ القبائل وعواقلها لديهم مطالب يريدون تنفيذها، مثلا الإفراج عن بعض مسجونين جنائيا في قضايا مخدرات وتهريب، فضلا عن مطالب تملك الأراضي.
تجولنا مع خمسة من شباب الترابين لمدة جاوزت الثلاث ساعات في الجبل من واديه إلى أعلى قممه، ولم نجد أي أثر لأحد سوى العاملين في الكسارات التي تحيط بالجبل، وعددها نحو 28 كسارة، كما ذكر الشيخ مزعم الترباني في لقاء سابق مع مصراوي.
الشيخ مزعم قال أيضا في اللقاء السابق أن ''الحكومة هي المسؤولة في الأساس عما يجري في سيناء، وما يتردد الآن سببه ما جرى من مواجهات دامية بين الأمن وقبيلة الترابين في أعقاب أحدث شرم الشيخ وطابا في 2004 و2005''، مشيرًا إلى أن هذه الأحداث وقع فيها أربعة من الترابين.
بنى الشيخ مزعم، وهو من عواقل الترابين، ''قعدة'' على منطقة عالية في الجبل بالقرب من كسارة يمتلكها، اعتاد أن يعود إليها بين الحين والآخر لقضاء بعض الوقت، وأوصل إليها الكهرباء ووضع بها تليفزيون وطبق ''دش''، فضلا عن ''عدة'' شاي ''لزوم القعدة'' كما قيل لنا.
يشتكي أغلب من تحدثنا معهم من قبيلة الترابين من ''عدم تعاون الشرطة والجيش'' معهم، ويقولون إن ''القوات المسلحة تسير على نفس نهج النظام السابق في تعامله مع البدو؛ فبعد أن كنا نتمنى أن تتولى القوات المسلحة إدارة سيناء، بات هناك حالة واضحة من الاحتقان بين كثير من البدو والجيش''.
ويضيف المجاهد السيناوي عبد الله الترباني، من قرية المقضبة، التابعة لمدينة القسيمة بشمال سيناء، أنه لا يوجد أحدا في سيناء يعادي الجيش لكن الداخلية بأفعالها هي السبب وراء حالة الاحتقان هذه، على حد قوله.
وذكر رمضان مسوح وهو شاب في عقده الرابع، مثالا رأى أنه يزيد من حالة الاحتقان بين الدولة والبدو، ومفادها أن أحد ضباط الشرطة في رمضان الماضي أراد لنساء البدو ان يكشفن عن وجوههن خلال مرورهن بالأكمنة الأمنية بالعريش، مما سبب حالة من الغضب بين البدو، الذين اشتكوا هذا الضابط لقياداته فتم نقله من سيناء كلها، حسبما قال.
ويشير إلى أن مثل هذه الحوادث هي التي تباعد بين قوات الأمن سواء من الجيش أو الشرطة والبدو، مرجعا ذلك إلى أن أغلب الضباط الموجودين في سيناء لا يعرفون عادات البدو ولا تقاليدهم، فضلا عن انعدام التنمية في تلك القرى التي تفتقد لأبسط الخدمات.
''لا وجود للدولة في حياتنا، فاكتفائنا ذاتيًا وتم تهميشنا 30 سنة وأكثر، فالقرى لا يوجد بها وحدة صحية، وأولانا يقطعون عدة كيلو مترات على اقدامهم حتى يصوا لمدارسهم، وهناك مناطق تبعد عنها نحو 20 كيلو متر''، هكذا قال مسوح الترباني.
الجزيرة
أغلب من جلسنا إليهم يستمعون إلى ما تبثه وتقوله قناة الجزيرة مباشر مصر، المعروفة بمساندتها لجماعة الإخوان المسلمين، دون ان يتحقق هو منه بنفسه أو من اقربائه، فهم يرددون أن الجيش أحرق المنازل والمساجد في قرى الشيخ زويد خاصة قرية المهدية، رغم أن واحدا ممن تحدثنا إليهم في قرية وادي العمر القريبة من معبر العوجة على الحدود الشرقية لم يذهب إلى الشيخ زويد من أكثر من عام ونصف العام.
وفي اتصال هاتفي نفى أحد كبار المشايخ في سيناء، رفض ذكر اسمه نظرا لتلقيه تهديدات من الجماعات المسلحة ''التكفيرية''، كما يقول، أن يكون الجيش مس المساجد في الشيخ زويد أو رفح أو أي مكان في سيناء، موضحا أن الجماعات المسلحة هي التي فجرت وأطلقت النار على جنود كانوا أعلى مئذنة مسجد بالقرب من الشيخ زويد لمراقبة الأوضاع الأمنية وتتبع ''التكفيريين''.
هذا الشيخ لم ينكر في ذات الوقت أن هناك ''تجاوزات'' من القوات، لكنه رأى أنها ''مقبولة''، في ظل ''المجهول'' الذي تواجهه القوات سواء من الجيش أو الشرطة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: