لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

خبراء عن الإعلانات الخادشة للحياء: المجتمع انفلت ولم يعد له ضابط

05:02 م الجمعة 18 أكتوبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - أشرف بيومي:

الإعلام هو من يشكل الذوق العام.. هكذا عبر أحد الخبراء ردًا على سؤال مصراوي حول الإعلانات التي تعرض عبر الفضائيات، والتي تغزو البيت والأسرة المصرية لتغير من بعض المفاهيم الثابتة وتهدد القيم المجتمعية الثابتة لدى المواطن المصري، حيث عبر الكثيرون عن عدم رضاهم للشكل الذي يتم به تقديم الإعلانات عبر شاشة الشاشة الصغيرة التي من المفترض أن تلتف حولها الأسرة المصرية.

إعلانات يعاقب عليها القانون

في البداية أوضح الدكتور سامي الشريف، عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة، أنه في ظل مجتمع منفلت أمنيا وسياسيا وإعلاميا لا ينبغي أن نسأل عن آداب الإعلام، فالمجتمع أصلا منفلت وليس به ضوابط أو حتي شكل للدولة.

وأضاف الشريف أن كل هذه الإعلانات يُعاقب عليها القانون؛ لو أننا دولة محترمة، مضيفا ''يجب أن يكون هناك ضوابط للإعلان الذي لا يخدش حياء الأسرة ولا يتعارض مع قيم وعادات وتقاليد المجتمع السائدة والأعراف المتداولة داخل أي مجتمع والتي تحكم أداء العمل الإعلامي بكافة أشكاله ومن أهمها الإعلان''.

وتابع الشريف حديثه قائلا ''لكن في حالة البلاد الأن لا يوجد من يحاكم أي قناة ولا يوجد من يحاكم أي مادة إعلانية تصدر ويظل الضحية هو المشاهد والنشأ والأطفال''.

وأضاف ''لابد من إعادة النظر في هيكلة الإعلام من جديد، ووضع قوانين من قبل الإعلاميين أنفسهم ويلتزمون بها، ويكون هناك حساب للمخطئ أو من يتجاوز تلك الضوابط لأنها إذا أُهدرت لن يكون هناك التزام''.

(استهياف) المشاهد

وعن تأثير تلك الإعلانات علي مجتمعنا أشار سامي الشريف أنها بالطبع تعود بالسلب علينا، فهناك مجتمعات أوروبية رأسمالية قائمة على النظام الاقتصادي الحر تمنع الإعلانات نهائيا ولكن هناك دول أخري تسمح بها ولكن بضوابط.

وأضاف ''في بريطانيا مثلا لا يجوز الإعلان عن منتج غذائي به فيتامين دون تصريح من وزارة الصحة، والتي تحدد نسبته وتُرسل تقرير بذلك''.

واختتم الشريف حديثه قائلا ''ولكن الحالة التي نمر بها الأن داخل مصر كارثية فنحن نري إعلانات أدوية  لمعالجة السرطان وفيروس سي والقصور الجنسي والكبد والسكر والسمنة وأدوية للتخسيس وأخري للنحافة، دون ضابط، وهي إعلانات هزيلة وبها ''استهياف'' للقراء والمشاهدين''.

بينما رفض الدكتور سامي عبد العزيز، عميد كلية الإعلام الأسبق والخبير الإعلاني، التعليق على الموضوع نظرا لتدني مستوي الإعلانات في مصر قائلا ''في الحقيقة أنا أصبحت أمتنع عن التعليق على هذا الشكل من أشكال الإعلان بأمانة لما بها من انحطاط''.

تغيير أذواق الشعوب

من جانبها، أشارت الدكتورة عزة كريم، أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية أن الإعلام هو من يشكل الذوق، لذلك عندما يُعرض نوع معين من الإعلانات يبدأ الناس في الاستجابة لما هو موجود والذي يلبي جميع الأذواق.

وبالنسبة للأغاني الشعبية البذيئة، قالت كريم أن سبب استماع الجمهور لها هو عدم وجود بديل مناسب، مضيفة أن الإعلام هو الذي ينشر أي أنواع من الفنون سواء من خلال الإذاعة أو التليفزيون أو الكليبات إلي أخره، وان الإعلام هو من يخلق ألفاظ ونوعيات جديدة من الفن سواء هابط أو غير هابط.

وأضافت خبيرة علم الاجتماع أن الاستقرار يخلق ذوق غير مباشر، بمعني أن الاستمرار في سماع أو مشاهدة شيء معين أكثر من مرة يجعلك تتكيف مع الواقع المحيط بك وإلا ستُعادي المجتمع وذلك من الممكن أن يصيب الإنسان بحالة نفسية.

وتابعت كريم حديثها قائلة ''إن ما يحدث في التليفزيون هو أساس إهدار وتلوث الذوق في مصر، حيث أصبح المحتوي كله ألفاظ سيئة وأخلاقيات وقيم متدنية إذا من أين سيتكون ذوق الإنسان والسبب في ذلك ما خلقه إعلامنا''.

واختتمت كريم حديثها قائلة ''الشعب ليس ذوقه متدنيا، ولكن الإعلان بما يركز عليه هو السبب في ذلك، لذلك لابد أن نغير في أسلوب جميع وسائل الإعلام وبعدها سيتغير تماما أذواق الشعب''.

هزة في قيم المجتمع

وبدوره يري الدكتور جلال الشاذلي، أستاذ علم الاجتماع، أن الأغنية أحد أشكال الثقافة الموجودة في المجتمع، وكذلك الإعلانات، من المفترض أنهم يعكسوا واقع المجتمع لأنهم إفراز للواقع المعاش.

وأضاف ''المشكلة تكمن في المجتمع نفسه بصفة عامة فالجميع يعيش حالة من التراجع في القيم الأصيلة التي تشكل الثوابت بالنسبة للمجتمع وحدثت هزة في هذه القيم''.

وتابع حديثه قائلا ''من المعروف أن الطبقة المتوسطة هي التي تشكل قاعدة المجتمع وتوجهه بعيدا عن الطبقة العليا، لكن في الفترة الأخيرة حدث انحسار لتلك الطبقة التي تُعتبر حامية القيم، فقد تأكلت ونتيجة لذلك أصبح المجتمع في حالة فوضي قيمية، فالمرجعية للقيم الأصيلة تُستمد من الجماعة والأن أصبح لكل فرد قيًمه و''كل فرد شغال بدماغه''.

وأردف قائلا: ''دائما في غيبة الحسن يسود السيء، فعندما أُقبل على سلعة رديئة يكون السبب عدم وجود بدائل جيدة مطروحة في السوق''.

وأكمل خبير علم الاجتماع ''في ظل الانفتاح على العالم الخارجي وطبيعة الجيل وثورة الاتصالات والمعلومات الموجودة أدت لتحرر الناس من القيم المجتمعية الأصيلة والتي يعتبرونها رجعية، ويطلقوا علي من يتمسكوا بالأصالة مصطلح(دقة قديمة)''.

واختتم حديثه قائلاً: ''نحن نحتاج في نهاية الأمر أن نُزيد من عوامل المناعة التي تحافظ علي القيم الأصيلة في ظل ما يحدث من تيارات داخلية وخارجية''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج