''مصراوى''يرصد المخاوف المتوقعة من العلاقات المصرية الإيرانية
كتب - نور عبد القادر:
عقب الإعلان عن زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لمصر في السابع من فبراير المقبل، لحضور قمة منظمة التعاون الإسلامي، وسبق ذلك زيارة وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي والتي التقى خلالها الرئيس مرسي وسلمه رسالة من الرئيس نجاد، من اجل التأكيد على تفعيل الجهود المصرية وتفعيل الدور الإيراني في مجال المبادرة الرباعية الدولية لوقف نزيف الدم السوري.
وفتحت تلك الزيارات الباب أمام عودة العلاقات (المصرية- الايرانية) والتى ظلت غائبة على مدار الثلاثين عاما الماضية، وبدأت مرة اخرى في العودة مع بدء الزيارات بين البلدين وحول الموقف الدولى من تلك العلاقة والمخاوف الاقليمية والدولية وتأثيرها على وضع مصر الدولى وما يجب ان تكون عليه شكل العلاقة بين البلدين يتحدث المعنين بتلك القضية .
مخاوف المد الشيعى و استغلال مصر كحليف
يرى اللواء حمدي بخيت الخبير العسكرى، أن البعض متخوف من عودة العلاقات المصرية الايرانية وتأثيرها على وضع مصر دوليا واقليميا وعربيا وكذلك بعض المخاوف الممتعلقة بالمد الشيعى وهى امور زرعها النظام السابق، وحقيقة القول ان إيران بدأت الان فى عودة علاقتها بمصر بالآونة الاخيرة رغبة منها في تخفيف الضغط عليها الذي تتعرض له بسبب الهجوم على برنامجها النووى وعلاقتها السيئة بدولة إسرائيل والولايات المتحدة الامريكية وبعد انهيار سوريا لم يعد لها حليف ومن ثما تريد أن تكون مصر دولة حليفة لها من اجل تخفيف حدة الصراع بينها وبينن الطرف الآخر.
مطالب بضوابط وعلاقة دولة لا جماعة
وعن وضع مصريشرح ''حمدي'': ''مصر مستعدة لتلك العلاقة ولكن لابد ان تكون في إطار مدروس بحيث يحمي الأمن القومي للبلاد والمصالح المصرية مع الدول العربة والدول الاوربية ومن ثمما لابد أن تكون بشكل متوازن ولا يكون علاقتها بإيران علاقة دولة بجماعة ولكن علاقة دولة بدولة ومن ثما لا يتم إستنساخ الحرس الثورى والقمع الايرانى للمعارضين أو توتر العلاقات المصرية مع الدول الآخرى ومن ثما فقدان الدور المصري لريادته، فمصر بها نطام دولة به جيش وشرطة ومخابرات مصرية لديها رؤية للأمن القومى على قياة البلاد مراعاتها عند التعاون مع إيران''.
مراعاة البعد العسكري والاستراتيجي والدولي لمصر
ويطالب ''بخيت'' بضرورة أن تكون شروط تلك العلاقة ومتطلباتها علنية أمام الشعب ومراعاة مصلحة الشعب وليس مصلحة فرد أو جماعة حاكمة، وان لا يتم الرضوخ للاغراءات الاقتصادية التى تقدمها إيران لمصر في الوقت الحالى على حساب وضع مصر دوليا وعلاقتها بالدول العربية ووضعها بالشرق الاوسط واتفاقيتها الدولية، ومن ثما لايجب ان يخضع القرار السياسي والدولى لمصر للضغط الاقتصادى لايران وهذا بحاجة لتشريعات هامة لضبط تلك الامور، وان يتم مراعاة البعد العسكرى والاستخباراتى والشرطى والامنى لمصر وان لايكون عرضة للاختراق او التغيير حتى لو حدث تعاون عسكرى او امنى أو غيره.
الصراع طائفى يفتت الدول العربية
وحول مخاوف المد الشيعي أكد: '' من الصعب أن يحدث ذلك لأن مصر دولة سنية وتلك الخزعبلات زرعها النظام السابق والامريكان من اجل تبرير قطع العلاقات بين الدول العربية وتصوير الصراع على أنه صراع طائفى من اجل تفتيت الدول العربية''.
خوف من الضغط الاقتصادي على القرار السياسي
ويكمل اللواء كمال عامر، الخبير العسكري، أن المخاوف الصدارة من بعض الشخصيات هى مخاوف وطنية والبعض لديه الحق من خشية التأثير على القرار السياسي بسب الضغط الاقتصداى او أن تكون تلك العلاقات مبنية على مصالح فردية وليس مصلحة الوطن، ولهذا لابد من وجود ضوابط يحددها كل طرف وأذا استجابت إيران لتلك الضوابط من الممكن السماح بالتبادل الاقتصادى والتمثيل الدبلوماسى.
مصر لن تتورط في حرب أو ترحب بنظام الأسد
ويعلق حول مخاطر تلك العلاقات قائلا: '' إن المخاوف الاساسية هى توتر العلاقات بين مصر ودول الخليج ودولة السعودية والذين لايرحوبن بوجود علاقات مصرية أيرانية، ولهذا على الادارة المصرية مراعاة ذلك وتحقيق التوازن بما لا يؤثر على العلاقات مع دول الخليج، ومن جهة آخري مخاوف إسرائيل وامريكا من تلك العلاقة، وهنا لابد من الـتاكيد أن مصر لن تتورط في حرب من أجل طهران ولن تكون حليف عسكرى لها اوتتخلى عن معاهات السلام التى أبرمتها مع دولة إسرائيل أو تتورط في حرب أو توافق على استمرار نظام الاسد، وهذا يتوقف على دور الادراة المصرية في دراسة تلك المخاوف فس ضوء المصالح العليا للبلاد''
تأخرت ثلاثون عاما ولابد من تكوين تحالف عربي
وفي المجمل، يؤكد دكتور محمد منصور، الباحث السياسي، أن العلاقات المصرية الايرانية تأخرت ثلاثون عاما ً وأنه أن الان لان تكون مصر مع إيران وتركيا والسعودية رباعى عربي من اجل حل الازمة السورية وتشكيل جبهة عربية قوية للضغط من اجل القضية الفلسطنية وهناك قضايا اخرى بحاجة لحسمها وضغط دولى، خاصة وان التحالف بين الدول العربية الان وبعد ثورات الربيع العربي يشكل خوف كبير لاسرائيل وامريكا وهو ما يجب أن تسعى له مصر وإيران دون أن يأتى على مكانة مصر كدول لها دور عربي واقليمى لا يجب أن تنتزعه أيران او غيرها، وعلى مصر ان تستفيد من علاقتها بإيران بأن يكون لها دور في حل الازمة السورية لا ستعادة دورها الدولى ''
ويطالب ''منصور'' لابد من التخلص من المخاوف الطائفية من العلاقات بين البلدين ونتخلص من فوبيا الشيعة فهو وهم صنعته امريكا لايهام العرب بان الصراع هو طاثفى سنى شيعى ولكنه صراع عربي إسرائيلى ، وللعلم لن تتورط مصر في حرب بسسب إيران ولكن من المممكن ان تلعب مصر دور الوسيط بين إيران وواشنطن .
أما دكتور إبراهيم عناني، أستاذ القانون الدولى ، فيلمح إلى أن علاقة مصر مع إيران ستكون قائمة على مصالح متبادلة مع ألاخذ في الاعتباروضع مصر والخلافات بين إيران والدول العربية، وتسعى إيران ان تكون مصر وسيط بينها وبين الدول العربية والغربية وتسعى مصر للاستفادة الاقتصادية من إيران وحل الازمة السورية، ولا يوجد مخاوف من النشاط النووى لايران ولكن على العكس من الممكن ان تستفيد مصر بأن تقتحم المجال النووى وبالتلى لاتصبح إسرائيل هى الدولة النووية الوحيدة يالشرق الاوسط ومن ثما نتخلص من الذعر الاسرائيلى، لان إسرائيل لابد ان تجد دولة تنافسها نوويا ً مم يؤدى لتحجيم تجاوزتها مع الفلسطنين، ولن تتأثر علاقة مصر بدول الخليج لان إيران نفسها هناك علاقات تربطها بدول خليجية''
ويتفائل ''نبيل '' بانه من الممكن أن تتمكن مصر من القيام بدول الوسيط بين تركيا والسعودية وإيران لتشيكل رباعى قوى عربي من اجل الضغط الدولي واستعادة دور العرب دوليا ً.
فيديو قد يعجبك: