إعلان

''أزمة الخنازير'' تحاصر ''مجدي يعقوب''.. والمركز: هذا النوع الأفضل

12:13 م الخميس 27 سبتمبر 2012

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تحقيق - هبة محسن:

تعاني منظومة الصحة في مصر من مشاكل عديدة ربما تبدأ هذه المشاكل من مرحلة التعليم مروراً بمستوي المؤسسات الصحية ومستوي التمريض وغيرها الكثير والكثير من المشاكل التي يعاني منها القطاع الصحي في مصر.

وفي وسط هذا الزخم من المشاكل تظهر نقاط مضيئة تعيد إحياء الأمل لصحة المصريين، ومن ضمن هذه النقاط المضيئة مركز ''مجدي يعقوب'' للقلب بأسوان؛ وهو أول مركز متخصص لأبحاث وعلاج أمراض القلب في جنوب مصر.

أثيرت مؤخراً قضية استخدام المركز لـ''الخنازير'' في صناعة صمامات القلب، وقد خرجت هذه الدعوة من بعض نواب حزب النور السلفي وبعض الأطباء في مستشفى أسوان التعليمي.

استخدام صمامات الخنزير في العالم

وحول هذا الموضوع تؤكد الدراسات العلمية أن الصمامات التى تؤخذ من قلب الخنزير تكون كاملة ولا تخضع لأي جراحات قبل زرعها في قلب الإنسان ونسب نجاح عملية الزرع تكون كبيرة، أما الصمامات التي تؤخذ من البقر علي سبيل المثال تخضع لعمليات تحضيرية قبل زرعها في قلب الإنسان؛ حيث تقسم إلي ثلاث أقسام ليتم انتزاع الجزء المراد منها ونسب نجاحها تكون أقل.

يؤكد نقيب الأطباء السابق وجراح القلب الدكتور حمدي السيد أن العالم أجمع يستخدم الخنازير منذ عشرات السنين وحتي قبل ظهور الدكتور مجدي يعقوب علي الساحة الطبية.

وأوضح السيد :'' أن أنسجة الخنازير وحركة قلبه هي الأقرب لأنسجة الإنسان وحركة قلب البشر، ومقارنة بأي حيوان أخر مثل الأبقار فإن الخنازير أفضل وأكثر آمنا في زراعة الصمامات'' .

وأضاف أن هناك عشرات الفتاوي التي خرجت في السنوات الماضية لتجيز استخدام صمامات القلب من الخنزير، وما يثار من جدل حول هذا الأمر الآن لابد من تجاهله لأنه غير مبرر ولا يعكس سوي إفلاس فكري وعلمي لأصحابه.

ويري أخصائي القلب والأوعية الدموية الدكتور وليد محمد عبد المنعم أن هناك 4 أنواع من الصمامات علي مستوي العالم الأولي مصنعة من المعدن وهذا النوع يحتاج بعد زراعته إلي تناول المريض أدوية السيولة مدي الحياة ومتابعة دورية لحالة القلب ولا تصلح لمرضي الضغط وكبار السن.

وأضاف :'' أن النوع الثاني مصنع من الأبقار، والنوع الثالث مصنع من الخنازير ولا يحتاج المريض بعد زراعتهما إلي تناول أدوية للسيولة ولا يوجد فروق كبيرة بينهما''، وتابع قائلاً:'' أن النوع الرابع من الصمامات مصنع من الجثث ولكنه غير مستخدم في مصر'' .

الحقيقة من داخل مركز مجدي يعقوب

ومن داخل مركز مجدي يعقوب للقلب كان لنا حديث مع أخصائي القلب والأوعية الدموية الدكتور جهاد جمال عبد السلام وقال أن المتعارف عليه طبياً أن الصمام في قلب الإنسان يتم استبداله بعدما يتلف بصمام معدني ولكن لهذا النوع من الصمامات عيوبه حيث أنه يعرض الإنسان للجلطات بشكل مستمر ولذلك لابد من أن يتناول المريض أدوية لعلاج السيولة مدي الحياة وهذا أمر صعب ومتعب للمريض ولا يجنبه بشكل كامل لمشكلة التجلط.

وأضاف أن أخر ما توصل إليه العلم  في بريطانيا وأمريكا في هذا الشأن هو استبدال الصمامات المعدن بأخري من الأنسجة المستخرجة من ''الخنازير'' وهو ما يجنب المريض بشكل كامل لمشكلة الجلطات المستمرة ويغنيه عن تناول أدوية السيولة.

وأكد عبد السلام قائلاً:'' أن مركز مجدي يعقوب هو الوحيد في مصر الذي يستخدم هذا النوع من صمامات القلب علي الرغم من ارتفاع تكلفته والتي قد تصل إلي أضعاف تكلفة الصمام المعدن، كما أنه لا يتم تصنيعه في مصر بل يتم استيراده من الخارج ويأتي به الدكتور مجدي يعقوب بنفسه إلي مصر لصعوبة استيراده''، مشيراً إلى أن استخدام صمامات البقر أمر متوقف علي حجم صمام البقر والذي يختلف عن حجم صمام الإنسان ومدي تقبل الإنسان لهذا النوع من الصمامات.

وعن ما يثار بشان تحريم استخدام صمام الخنزير، فيري أخصائي القلب والأوعية الدموية أن من يروجون لهذا الأمر ينظرون له بنظرة بعيدة تماماً عن العلم، كما أن الخنزير يستخدم في صناعة بعض العقاقير وأيضاً أنواع أخري من الحيوان يستخدمها الإنسان في أمور عدة بحياته فلماذا لا ينظرون لهذا، مشيراً إلي أن مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة سبق وأن أفتي بجواز استخدام صمامات الخنزير وهو من كبار المتبرعين للمركز حيث تبرع مؤخراً بأجهزة يقدر ثمنها بالملايين.
 
وأوضح عبد السلام أن المشاكل بين المركز وبين مستشفى أسوان التعليمي نشبت منذ ثلاث سنوات لأهداف خاصة بعدد من الأطباء في المستشفى ولكنها سرعان ما انتهت، نافياً ما يتردد بشان حصول المركز علي مقابل مادي من المرضي حيث أن المريض يأتي إلي المركز يتلقى العلاج اللازم بدون اي مقابل ويسأل في هذا المرضي بالمركز.

وأكد الدكتور جهاد عبد السلام أن أعداد المرضي في المركز تتضاعف سنوياً، ومن المتوقع أن تتضاعف الأعداد إلي ثلاثة أضعاف في العام المقبل.

الحكم الشرعي لاستخدام صمامات الخنزير

أما عن الحكم الشرعي لزراعة صمامات قلب الخنزير في الإنسان هناك جدل فقهي دائر في هذه المسألة منذ أن أصدر مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة فتواه التي تبيح استخدام صمامات القلب المأخوذة من الخنزير حيث أن المواد المأخوذة من الخنزير تحول بعد استخراجها إلي مواد أخري جيلاتينية أو إسفنجية جديدة لا تعتبر خنزير.
 
وهناك من عارضوا هذه الفتوي بشدة مستندين إلي إجماع العلماء علي عدم طهارة الخنزير، أما المؤيدين فيستندون إلي مبدأ الحنفية والشافعية ''الضرورات تبيح المحظورات'' والتداوي يكون بمنزلة الضرورة ويباح فيه تناول المحرمات.

بينما أكد رئيس لجنة الفتوي السابق - الشيخ عبد الحميد الأطرش - قائلاً:'' أن الخنزير من الأمور المنصوص عليها في الحرمة، فلا يجوز استخدامه لقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ''لا جعل الله شفاء أمتي فيما حرم عليهم''، ولكن إذا اقتضت الضرورة فيمكن استخدامه في التداوي في أضيق الحدود وإذا كان لا يوجد بديل له مثل استخدامه في صناعة الأنسولين'' .

وأشار إلي أن صمامات القلب المأخوذة من الخنزير يمكن استبدالها بأخري مأخوذة من أي حيوان أخر، مشدداً علي أن من يفتي بجواز استخدام صمامات القلب المصنعة من الخنازير بشكل عام يتحمل آثم فتواه.

مركز مجدي يعقوب للقلب بأسوان
مركز مجدي يعقوب للقلب بأسوان
مركز مجدي يعقوب للقلب بأسوان

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج