ذكرى 30 عام على ''صبرا وشتيلا''.. ولايزال الجناة طلقاء
كتبت - يسرا سلامة:
ثلاثة أيام من بحور الدم والجثث والأشلاء.. ثلاثة أيام كانت مجزرة للمدنيين العزل فى مخيمي اللاجئين الفلسطينيين ''صبرا وشتيلا'' في لبنان، والذى جمع بين الشعبين فى الألم والدم والذكرى المؤلمة للمجزرة التى تمت على يد الجيش الصهيونى، وبمشاركة مجموعة من الجناح العسكري لحزب الكتائب اللبناني آنذاك، المجزرة التى بدأت منذ 16 إلى 18 سبتمبر فى عام 1982.
ربما لم تحظ ذكرى نكبة مجزرة ''صبرا وشتيلا'' بنفس الاهتمام الإعلامي مثلما تفعل سابقتها ذكرى الحادى عشر من سبتمبر، بالرغم من أن عدد ضحايا صبرا وشتيلا أضعاف أعداد من راحوا فى انفجار برجى التجارة العالمى؛ حيث قدر عدد الشهداء وقتها بما بين 3500 و5000 شهيد، لكن ليس فقط الإعلام من يظلم ''صبرا وشتيلا''، فإلى الأن ترفض إسرائيل المتورطة فى المجزرة الكشف عن الوثائق فى تلك المجزرة، بالرغم من مرور ثلاثين عاماَ عليها.
يعتبر مخيم ''صبرا وشتيلا'' أكبر مخيم للإيواء فى الشرق الأوسط، والذى جمع الفارين والهاربيين من العدوان الإسرائيلي؛ حيث كان الهدف الأساس للمجزرة بث الرعب في نفوس الفلسطينيين لدفعهم إلى الهجرة خارج لبنان، وتأجيج الفتن الداخلية هناك، واستكمال الضربة التي وجهها الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 للوجود الفلسطيني في لبنان، وقام جيش الاحتلال وقتها بتطويق المخيم وقتل الأطفال والنساء، ثم دخلت الجرافات الإسرائيلية لجرف المخيم وهدم المنازل، وتمت المجزرة بعد ''ضمانات دولية'' بحماية المخيم، لكن الدول الضامنة كانت تشاهد المجزرة وتركت الأبرياء يواجهون القتل، والجناة طلقاء.
شهد مخيم ''صبرا وشتيلا'' ألواناَ مختلفة من القتل والتعذيب، وتمت على إثرها إقالة وزير الدفاع الإسرائيلي فى حينه ''آرييل شارون''، بعد قرار الحكومة الإسرائيلية بتشكيل لجنة خاصة سميت ''لجنة كاهان''، نسبة إلى قرار رئيس المحكمة العليا ''إسحاق كاهان''، وبالرغم من إقالة ''شارون'' ،إلا أنها اعتبرت أن وزير الدفاع الإسرائيلي يتحمل مسئولية غير مباشرة عن المذبحة مع بعض العسكريين الإسرائيليين بتجاهل إمكانية وقوع المجزرة، او لإيقافها حين بدأت.
ويعلق الكاتب الصحفى البريطانى ''روبرت فيسك'' فى ذكرى مجزرة ''صبرا وشتيلا'' ويقول:'' إن مدينة صبرا وشتيلا ستبقى ذكرى للمجرمين الذين فلتوا من العقاب.. فى كل زيارة أتوجه فيها للمكان أشتم رائحة الظلم لمقتل المئات دون أن يتم محاكمة أحد''.
فيديو قد يعجبك: