اسرار وخبايا عالم ''بودي جاردات'' شارع الهرم
كتبت - نور عبد القادر:
يرى الكثيرون ان مهنتهم سيئة السمعة، فغالبا ما يتبادر للأذهان أنه بلطجية، وما زاد الامر سوء ان بعضهم يلجأ للعمل بكباريهات وصالات شارع الهرم وغيرها من الملاهي الليلية بمختلف أنحاء الجمهورية.
''مصراوي'' اقتحم عالم بودي جاردات ''شارع الهرم'' للكشف عن طبيعة العمل في هذا المجال ولماذا يوصفون بالبلطجية، وهل ما يشاع عنهم حقيقة أم كذب.
تحاورنا مع مدير إحدى شركات الامن وصاحب صالة لكمال الاجسام والمسؤل الاشهر عن توريد البودي جاردات لكباريهات وصالات شارع الهرم - الذى رفض ذكر اسمه خشية الإضرار بمصالحه وعلاقاته بالبودى جاردات - ورغم كونه شخص ضئيل الحجم ونحيل المظهر، الا أنه من أكثر الاشخاص المشهورين بالتعامل مع البودي جاردات والعمل كوسيط بينهم وبين أصحاب الصالات، ويؤكد أن نجاحه في التعامل معهم يرجع لقدرته على استخدام العقل والشخصية القوية وليس العضلات.
وتابع ''بشارع الهرم قرابة خمسة عشر صالة وبكل صالة يتعاقد صاحبها مع قرابة ستة أفراد من البودي جارد للعمل معه وتأمين الصالة، وتختلف طبيعة عمل البودى جارد بالصالة حسب نوع التعاقد ونوع البودى جارد وطبيعة المهام الموكلة له، فيبدأ يوم العمل بالصالة من قرابة السادسة وحتى الساعات الاولي من الصباح ويتم توزيع البودي جارد ما بين تأمين مداخل الصالة وتأمين الصالة من الداخل وتأمين أفراد العمل من مضيفات وفتيات الصالة والبار خشية التعرض لمضايقات خارج حدود وطبيعة عملهم، على سبيل المثال تعرضهن للضرب من قبل احد الزبائن''.
وأضاف ''ان مهام البودي جارد عبارة عن تعليمات من صاحب الصالة مثل ''أرمي فلان برة'' اذا حدثت مشاجرة، أو ''هات فلوس من فلان'' اذا رفض شخص تسديد الفاتورة أو تـامين الراقصة والمطربين وأفراد الفرقة الموسيقة أذا تعرضوا لمضايقات، هذا بالأضافة لتأمين مداخل ومخارج الصالة في حالة رغبة صاحب الصالة منع البعض من الدخول للصالة هناك تعليمات توجه للبودى جارد بذلك وليس له علاقة بما يدور خارج أو أمام الصالة''.
ولبودي جاردات شارع الهرم مواصفات خاصة ربما تكون شكلية أكثر منها بدنية فيوضح ''بودي جارد شارع الهرم لابد وأن يكون ضخم البنيان وطوله يتعدى 170 سم وعرضه قرابة 50 سم ووزنه يتعدى 100 كيلو، شيك ومتعلم، وقد يحمل سلاح صوت للترهيب فقط، فكل ما يهم صاحب الصالة المظهر الضخم للعضلات ولا يهم إذا كان لديه قوة بدنية أم كان هذا نتيجة لحقن العضلات''.
ويكمل ان نطاق عمل بودي جاردات شارع الهرم الذين يتعدى أعداهم 300 شخص لا يتوقف على الكباريهات بالهرم وأنما هناك كباريهات بطريق الاسكندرية الصحراوي كذلك قد يعملوا بصالات الخمور بمنطقة وسط البلد ويتم طلبهم في تأمين بعض الراقصات ومطربي الكباريهات فقد اصبحت وجاهة وموضة لدى أكثرهم، كذلك يتم الاستعانة بهم في تأمين حفلات لمدة يوم أو تأمين أفراح أو نقل أموال أو نقل مستتندات وأثناء الحملات الانتخابية لتأمين السراديق والمرشحين.
وحول أجورهم فهى مابين 5 الى 10 الاف شهريا نتيجة تأمين الكباريهات و500 والف جنية لتأمين الحفلة أو الفرح الواحد.
ويضيف أن عالم البودي جارد ملئ بالأسرار فالبعض يعتقد أنهم بلطجية وهذا حديث غير صحيح، ففيهم أشخاص يقضون نهارهم فى التدرب بصالات كمال الاجسام ورفع الاثقال للحصول على لياقة ومهارات قتالية وبعدهم يسعى للالتحاق ببطولات وبالتالي يبحثون عن أى فرص عمل من أجل الانفاق على تدريبهم، حيث نفقات التدريب تتعدى الالف جنيه شهريا، بالاضافة الى نفقات الطعام فأغلبهم يلزم عليه تناول الطعام 6 مرات يومياً ويتناول ما يقارب 3 دجاجات يوميا، وهو أمر مكلف ماديا، لهذا يبحثون عن أى فرصة عمل لتوفير ذلك، وتجد هؤلاء يخجلون من ذكر طبيعة عملهم بالكباريهات فالامر بالنسبة لهم مرحلة مؤقتة.
وعلى الجانب الاخر تجد من يستهوى تلك المهنة ويتخدها وسيلة للبلطجة ويتباهي بها وهؤلاء يحملون أرواحهم على اكتافهم ولا يهمهم جراء أفعالهم، وهو ربما لا يكون مدربين او لديهم مهارات الفنون القتالية فهم ''جسم فيل وعقل نملة'' ويستخدمون مظهرهم لارهاب الاخرون ولا يمكنك التعامل معهم الا بحدز فهو يكملون مظهرهم باستخدام الاسلحة غالبا ما يكون لهم أنشطة غير قانونية.
ويؤكد أن البودي جارد بشارع الهرم من الممكن أن تطلبه شركات الأمن للعمل فى الحرسات الخاصة لشخصيات كسياسين وفنانين وشخصيات عامة ولكن هذا في نطاق ضيق فقليل منهم من يملك المهارات البدنية والقتالية التي تمكنه من الحراسة الخاصة مثل الذكاء والحذر والانتباة والخبرة والتدريب على حمل الاسلحة وأنواعها وأستخدام الأجهزة اللاسلكية وغيرها من مستلزمات الحراسة الخاصة وغالبا ً ماتكون أجسامهم معقولة وليست ''منفوخة'' كبودي جاردات شارع الهرم ويشترط حصولهم على دوات تدريبية في مجال الحراسة الشخصية من المعهد الامني التابع لاكاديمة الشرطة.
اقرأ أيضا:
فيديو قد يعجبك: