أطفأت نور العيون وأشعلت الحرائق.. ننشر حصيلة ضحايا الألعاب النارية في المحافظات

كتب – فادي الصاوي:

في ليالي رمضان، حيث تتزين السماء بالأضواء المتلألئة، يرتفع صوت آخر، ليس صوت المآذن ولا تراتيل التراويح، بل صوت انفجارات الألعاب النارية، التي تحول فرحة الصغار إلى كابوس يطارد الكبار.

من أقصى شمال البلاد إلى أقصى الجنوب، تتكرر مشاهد الألم والدموع، حيث تحيل هذه الألعاب حياة الأسر إلى جحيم لا يطاق، عيون فقدت بريقها، وأجساد تشوهت بحروق لا تندمل، ومنازل تحولت إلى رماد، وأرواح زهقت في لحظات طيش.

"ياسمين" تفقد بريق عينيها في بني سويف

في بني سويف، تحولت طفولة "ياسمين" ذات الخمسة أعوام إلى مأساة، بعد أن فقدت بريق عينيها، إثر انفجار صاروخ ألعاب نارية في عينها اليسرى، بينما كانت تلهو أمام منزلها، وبتوقيع الكشف الطبي عليها داخل مستشفى رمد بنى سويف، تبينّ إصابتها بقرحة بالعين اليسرى وحروق بالوجه.

طفل يفقد مقلة عينه في الوادي الجديد

وفي الوادي الجديد، استقبل مستشفى الخارجة التخصصي طفلًا يبلغ من العمر 12 عامًا، مصابًا بانفجار في مقلة عينه اليمنى، بسبب صاروخ ألعاب نارية، واستدعت حالة الطفل الحرجة إلى تحويله لمستشفى أسيوط الجامعي لتلقي العلاج.

أسرة كاملة تحترق في الإسماعيلية

لم تقتصر الإصابات على الأطفال فقط، ففي الإسماعيلية، أصيبت أسرة مكونة من أربعة أفراد بحروق خطيرة، بعد انفجار صواريخ ألعاب نارية داخل منزلهم أثناء الإفطار، ولسوء الحظ، لفظت إحدى الضحايا أنفاسها الأخيرة متأثرة بجراحها.

مشاجرة دامية في قنا

وفي قنا، تحولت الألعاب النارية إلى فتيل لأزمة دامية، حيث اندلعت مشاجرة بين عائلتين بسببها، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين.

حرائق وخسائر مادية في الشرقية

وفي الشرقية، تسببت الألعاب النارية في نشوب حريق بمحل مفروشات، مما أدى إلى خسائر تُقدر بنحو 100 ألف جنيه، بعد أن أشعل الأطفال سلك المواعين وتطاير الشرر الذي التهم جزءًا كبيرًا من تجارة صاحب المحل.

الفيوم تتحرك لمواجهة خطر الألعاب النارية

لم تقف محافظة الفيوم مكتوفة الأيدي أمام مخاطر الألعاب النارية، بل شنت أجهزتها الأمنية، بالتعاون مع مديرية التموين، حملات مكثفة على محال بيع الصواريخ وألعاب الأطفال، بهدف ضبط ومصادرة المواد الخطرة التي تسببت في ترويع المواطنين، وأدت إلى إصابات جسيمة، مثل حالة "عم خالد" الذي أصيب في عينه أثناء جلوسه بمنزله.

بدورهم أصدر عدد من المحافظين، توجيهاتهم إلى الأجهزة المعنية لتنفيذ حملات ميدانية مكثفة ومتواصلة على الأسواق والمحلات، لضبط أي مخالفات تتعلق ببيع الألعاب النارية، والتنسيق المستمر بين كافة الجهات المختصة لمتابعة أماكن تداولها، ومنع دخولها تمامًا إلى الأسواق.

وشدد المحافظون، على أهمية التعاون والتنسيق بين مسؤولي المحليات والأجهزة الأمنية بمديرية الأمن، لضمان التنفيذ الفعّال لقرار حظر تداول الألعاب النارية، والتصدي لهذه الظاهرة حفاظًا على سلامة المواطنين ومنع أي أضرار قد تنجم عنها.