الوادي الجديد تحتفل بمرور 1085 عامًا على إنشاء الجامع الأزهر -صور

الوادي الجديد - محمد الباريسي:

إحتفلت محافظة الوادي الجديد، اليوم الخميس، السادس من شهر رمضان المبارك باليوم العالمي للأزهر الشريف، وذلك بمناسبة إقامة أول صلاة جمعة فى الجامع الأزهر الشريف عام ٣٦١ هجرية ٩٧٢ ميلادية، وذلك بحضور القيادات التنفيذية والشعبية وكوكبة من كبار علماء وقيادات الأزهر الشريف والأوقاف ورجال الدين.

ونظمت الوادي الجديد، الاحتفال بالقاعة الرئيسية بالوحدة المحلية لمركز ومدينة الخارجة، وتضمن الاحتفال مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات على مدار اليوم، يستهدف التعريف بتاريخ الجامع الأزهر، وهيئاته العلمية والتعليمية المختلفة، وأبرز شيوخه وعلمائه، ومواقف الأزهر من قضايا الأمة قديمًا وحديثًا، وأفلام وثائقية عن الأزهر وتاريخه.

ومن جانبه وجه الدكتور مجدي بدوي رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الوادي الجديد الأزهرية، تحية لشيوخ وعلماء الأزهر على مر العصور وتحية لشيخه الجليل إمام المسلمين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب لجهوده العظيمة والجليلة لخدمة الإسلام والمسلمين فى أنحاء المعمورة.

وقال رئيس منطقة الوادي الجديد الأزهرية، إن الأزهر أقدم جامعة عالمية متكاملة، ومن أهم المساجد الجامعة في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي، احتضنت أروقته الملايين من طلاب العلم ومعلميه، حتى غدا قِبلة العلم لكل المسلمين، ومنهل الوسطية، ومنارة الإسلام الشامخة، وقد تجاوز عمره الألف سنة، متحملًا مسؤوليته العلمية والدينية والوطنية والحضارية تجاه الشعب والأمة الإسلامية كلها، فكان لها رمزًا حضاريًا، ومرجعًا علميًا رئيسًا، ومنبرًا دعويًا صادقًا.

وقال مجدي، إنه منذ أن صار الجامع الأزهر جامعة علمية سارت الدراسة فيه سيرًا فطريًا سلسًا، دون تقنين أو تعقيد، فكان الطالب يفد إلى ساحته تحدوه الرغبة في طلب العلم، ولا تصده عن رغبته قيود السن، ولا يقف في وجهه عدد السنوات التى قضاها في الدرس، وإنما يتردد على من يشاء من الأساتذة، ينهل من فيض علمهم ما أراد من السنين، ففي بداية الأمر كانت الدراسة في الجامع الأزهر تقوم على تعليم العلوم الدينية والعربية، ولم تكن به امتحانات أو شهادات، وإنما كان الشيخ يُخصَص له عمودٌ بالجامع الأزهر، ويلقى عنده دروسه في وقت معين من كل يوم، ويستمع إليه من شاء من المجاورين أو غيرهم دون قيد، فيجلسون حوله في حلقات, يسمعون له ويكتبون ما يمليه، فإذا أنس أحد الطلبة من نفسه استيعابًا للدروس ذهب إلى الشيخ وأسمعه ما حفظه أو فهمه، ويناقشه الشيخ فيه, فإذا وُفِّق الطالب في المناقشة يجيزه الشيخ، وكان عماد الدراسة إذ ذاك النقاش والحوار بين الطلبة وأساتذتهم بما يثقف العقل وينمى ملكة الفهم، وظلوا على ذلك مدة طويلة إلى أن اقتضى الحال وضع قوانين خاصة للأزهر وطلبته وعلمائه وإدارته والدراسة فيه.

وأكد الدكتور عمر عبد الكريم مدير عام منطقة الدعوة والإعلام الديني بالوادي الجديد، أن إحتفال الأزهر الشريف هذا العام بمرور 1085 عاما على إنشاء هذا الصرح الكبير قلعة العلم وحصن الإسلام المنيع عبر العصور، ومنارة الإسلام الوسطى ونشر وتعليم علوم الدين والشريعة الإسلامية واللغة العربية وآدابها .

وقال مدير وعظ الوادى الجديد، إن الأزهر الشريف بحمد الله تعالى وفضله وعونه كان ومازال وسيظل يؤدى واجبه تجاه الأمة الإسلامية على أكمل وجه كما ينبغى أن تؤدى الأمانة والرسالة المنوط بها جامعا وجامعة فى رعاية طلاب العلم والدارسين المصريين والوافدين الذين ينهلون من بحر علومه منذ نشأته وحتى اليوم، ويقف الأزهر الشريف شامخا مهيبا على مر العصور والأجيال فخرا لمصر والعالم العربى ومثار إعجاب وإجلال للعالم كله مستمدا عالميته من عالمية رسالة الإسلام.

ولفت عمر، إلي أن الأزهر الشريف يعتبر القوة الناعمة الأهم لمصر والعالم العربى والإسلامى فى نشر صحيح الدين و صورة الإسلام السمحة والتصدى للأفكار الضالة والتطرف والتعصب.

وفي ذات السياق أوضح الدكتور مختار عيسى دياب وكيل وزارة الأوقاف بالوادي الجديد، إن الجامع الأزهر هو أقدم جامعة متكاملة الأركان في العالم من حيث أعضاء هيئة التدريس في مختلف التخصصات والمذاهب الفقهية، وطلاب من شتى بقاع العالم، وكتب دراسية، ومكتبات عامة، ومسكن جامعي تتوفر به كافة سُبُل الإعاشة بالمجان، وهو رائد التقدم والازدهار، وعنوان قدرة الشعب المصري خاصة والشعوب العربية والإسلامية عامة على السبق الحضاري والإنجاز العلمي، فلم يكن عطاؤه على مدى القرون قاصرًا على علوم الشريعة واللغة، وإنما امتد سخاؤه لعلوم الدنيا التي تفيد الإنسانية جمعاء.

كما تضمن الحفل كلمة عن جهود علماء الأزهر الشريف في نشر مبادئ الأخوة الإنسانية ألقاها الدكتور عبدالمحسن وهبه عميد كلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر فرع أسيوط وعميد كلية البنات الأزهرية بالوادي الجديد.

وألقت إحدي واعظات منطقة الدعوة والإعلام الديني بالوادي الجديد، كلمة عن دور المرأة في المحافظة على الأسرة ضد التحديات المعاصرة بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الفقرات الشعرية لفتيات الأزهر الشريف.

أما القس تواضروس زغلول ممثل الكنيسة ألقي كلمة عن بيت العائلة ودوره في المحافظة والتعاون بين الأزهر والكنيسة، وكذا ألقى ممثل المنظمة العالمية لخريجي الأزهر كلمة عن جهود الأزهر الشريف في دعم مبادئ الأخوة الإنسانية حول العالم من خلال بعثاته، فيما ألقى ممثل أروقة الأزهر بالوادي الجديد كلمة عن دور أروقة الأزهر الشريف في نشر العلوم الشرعية والعربية وتحفيظ القرآن الكريم وتعليم أحكامه عبر التاريخ.

كان المجلس الأعلى للأزهر قد قرر فى مايو 2018 برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، اعتبار مناسبة افتتاح الجامع الأزهر فى السابع من رمضان عام 361هـ يومًا سنويًّا للاحتفال بذكرى تأسيس الجامع الأزهر.