إعلان

الكيلو وصل 50 قرشًا.. الطماطم علف للمواشي والبط في سوهاج- فيديو وصور

03:03 م الأربعاء 19 فبراير 2025

سوهاج- عمار عبدالواحد:

لم يكن العم عبدالعزيز، المزارع الستيني، يتخيل أن موسم الطماطم هذا العام سيكون موسم الخسارة والانكسار، فمنذ شهور كان يراقب شتلاته الصغيرة وهي تنمو، يرويها بعرقه وأمله، يحسب الأيام حتى يأتي وقت الحصاد، حصاد الذهب الأحمر، ليعوض ديونه ويؤمن مستقبل وقوت أسرته، لكنه لم يكن يعلم أن كل هذا الجهد سينتهي بسقوط المحصول على الأرض، دون أن يجد حتى من يجمعه؛ بسبب رخص سعره الذي وصل لـ 50 قرشًا للكيلو على أرضه.

إذ فوجئ المزارعون في سوهاج بانهيار أسعار الطماطم إلى حد لم يشهدوه من قبل، حيث وصل سعر الكيلو للمستهلك إلى 2 جنيه، وهو مبلغ لا يغطي حتى تكلفة جنيهات قليلة من الشتلات والأسمدة والمبيدات التي دفعوها طوال فترة الزراعة، فضلًا عن تكاليف العمالة والنقل، فكانت النتيجة أن كثيرًا منهم قرروا ترك المحصول في الحقول حتى جف النبات، بينما لجأ آخرون إلى استخدامه كعلف للمواشي والبط وغيرها من الطيور، في مشهد يختصر حجم الخسارة واليأس.

كان عم عبدالعزيز محمد أحمد، 65 عامًا مزارع من قرية حاجر مشطا التابعة لمركز ومدينة طهطا شمالي محافظة سوهاج، يأمل أن يحقق هذا الموسم دخلًا كبيرًا، يزوج نجله الشاب "أحمد" الذي يساعده في زراعة أرضه بمحاصيل البصل والطماطم والفول والقمح؛ خاصة بعد وصول سعرها خلال الشهور الماضية لـ 40 جنيهًا، ما يمكنه من سداد الديون التي تراكمت عليه بعد شراء المستلزمات الزراعية للمحصول، لكنه الآن يقف في حقله، ينظر إلى الطماطم المتناثرة على الأرض تطأها الأقدام دون جمع، متسائلًا كيف يمكنه الاستمرار، هل يعيد زراعة الطماطم العام القادم؟ وهو يعلم أن المصير قد يكون نفسه، أم يبحث عن محصول آخر، قد لا يكون أكثر استقرارًا، في ظل الظروف البيئية الخاصة بطبيعة أرضه الصحراوية.

أزمة الطماطم في سوهاج التي تتميز بزراعة مساحات شاسعة من المحصول خاصة في المناطق الصحراوية التي تحد المحافظة من الجهة الغربية، ليست جديدة، لكنها هذا العام كانت أقسى من أي وقت مضى، نظرًا لبيع المحصول بأسعار الزمن الجميل في مقابل ارتفاع تكاليف الإنتاج، مع غياب وسائل التخزين والتصنيع، واستمرار تذبذب الأسعار.

ويخشى مزارعو الطماطم بسوهاج أن يتحول الأمر إلى كارثة سنوية تقضي على مصدر رزقهم، مطالبين بتوفير حلول حقيقية، سواء عن طريق إنشاء مصانع لتصنيع الطماطم، أو فتح عمليات التصدير.

"حسن السوق ولا حسن البضاعة" هذا المثل أو المقولة الشعبية التي يتوارثها البعض منذ أجيال بعيدة، جسدت حال مزارعي محصول الطماطم خاصة في محافظة سوهاج، التي تتميز بزراعتها لمساحات شاسعة في المناطق الصحراوية، بعد زيادة الإنتاج وضعف إقبال المواطنين على الشراء.

"خسارة الفدان أكتر من 60 ألف جنيه، ولو جمعت المحصول ووديته السوق مش هيغطي حتى ثمن العمال".. بهذه الكلمات يصف العم عبدالعزيز محمد أحمد، أحد مزارعي الطماطم حاله بعدما اضطر إلى ترك محصول 5 أفدنة في الأرض حتى جفَّ عِرش النبات وبدأت الطماطم تتساقط على الأرض، مضيفًا "بدل ما أرميه، بقدم الطماطم علف للمواشي والبط وغيرها من الطيور المنزلية، وأرخص من البرسيم والذرة والتبن، خاصة بعد وصول سعر كيلو الطماطم إلى 50 قرشًا على الأرض قبل جمعه.

فيما يقول الحاج حسن يونس، أحد المزارعين بقرية حاجر مشطا إن مزارع الطماطم يجد نفسه في مواجهة أزمة متكررة كل عام، حيث تبدأ الأسعار مرتفعة في بداية الموسم، ثم تنهار فجأة مع زيادة المعروض، ما يؤدي إلى خسائر فادحة، مضيفًا أن المزارع يبيع عداية الطماطم في الشادر وزن 30 كيلو بـ 40 جنيها للشادر، مشيرًا إلى أنه بعد طرح مصاريفها من عمالة جمع وتحميل ونقل لا يتبقى غير جنيهات قليلة تدخل جيب صاحب الطماطم.

وتابع "يونس" أن أزمة انخفاض سعر الطماطم لم تؤثر فقط على المزارعين، إذ أن انخفاض الأسعار بهذا الشكل قد يبدو جيدًا للمستهلك، لكنه في الواقع يهدد استمرار زراعة الطماطم في المواسم المقبلة.

وعرضت الصفحة الرسمية لـ"مصراوي" بثًا مباشرًا بعنوان "بعد وصول سعر الكيلو 2 جنيه.. "مصراوي" داخل حقول الطماطم بسوهاج".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان