إعلان

"أحلام الناي والكولة".. قصة شاب صعيدي وصل إلى العالمية بالموسيقى: فرق كاظم الساهر وجورج وسوف زبائني- فيديو وصور

11:32 ص الثلاثاء 11 فبراير 2025

المنيا-جمال محمد:

من داخل حجرة بسيطة في منزله الصغير، نجح أحد شباب مركز سمالوط بمحافظة المنيا في الوصول إلى العالمية، وطرق أبواب كبار العازفين في الوطن العربي وبعض الدول الأجنبية، ليُبهرهم بصنعته التي بات يحترفها ويلفت نظر الكثيرين إليه.

"كمية من خشب الغاب .. معدات تقطيع .. كشاف إضاءة.. ومنزل صغير في حي شعبي" مجموعة من الأدوات التي كانت كفيلة بأن تغير حياة الشاب جرجس صبري في اكتشاف موهبته الدفينة لتصنيع اثنين من آلات العزف العريقة وهما الناي والكولة، ويسير على خطى الفراعنة الذين دونوا مئات المنحوتات على جدران المعابد في التي تعكس استخدامهم لتلك الآلات الموسيقية الهامة.

مصراوي التقى الشاب جرجس، والذي يحكي لنا مسيرته مع تصنيع آلتي الناي والكولة وصولاً لتصديرها لأكثر من 10 دول حول العالم بحسب الطلب من محبيه هناك ، ويقول: عرفت الناي والكولة منذ 17 سنة، بعد أن أهداني أخي الأكبر ناي، وبالفعل تعلمت عليه فترة حتى عشقته، وبدأت أعزف مع بعض الفرق الموسيقية ولكن الأمر لم يكن مُربح مادياً بشكل جيد.

يضيف صبري: بدأت أفكر في الدخول لعالم تصنيع الناي، ولماذا لا يوجد إلا القلائل جدا الذين يصنعوهنا، وبالفعل تعرفت على أحد الأصدقاء من أمريكا يدعى "محب" وبدأ يعطيني نصائح حول تصنيع الناي والكولة ولم يبخل عليّ بشىء، ومعها بدأت أنا أذاكر جيدا وقمت بشراء عدة كتب والاستماع للفيديوهات عبر اليوتيوب حتى أصبحت متمكنا في تصنيعها.

وعن عشقه لآلة الناي قال: "هي آلة نفخ ولها صلة مباشرة بالعازف وبنعرف نطلع أحاسيسنا من خلالها، وأنا اعشق الآلة الحزينة من صغري ولذلك أحببت الآلة جدا ومعها الكولة التي تشبهها إلى حد كبير".

يستكمل الشاب المنياوي الموهوب حديثه عن تصنيع تلك الآلات الموسيقية الدقيقة قائلاً: بنعتمد على نبات الخيرزان أو كما نسميه في الصعيد نبات الغاب، وهو يُزرع على حواف النيل أو بمحيط بعض الجنائن، ونقوم بشرائه ثم نجففه لمدة عامين في الظل وليس الشمس، ثم ننظفة ونستصلحه، وبعدها نبدأ بعمل المقايسات اللازمة التي تعلمتها من خلال الكتب المتخصصة في تصنيع الناي التي درستها، ثم نقوم بعمل مبسم الناي، ثم صندوق الصوت، وتظبيط جريان الهواء، ثم عمل الثقوب والفتحات، مشيراً إلى أن عود نبات الغاب يجب أن يكون ذو مواصفات خاصة وحالته جيدة، وفي بداية رحلته كان يُخطىء التنفيذ ولكن مع استمرار المحاولات أصبح يجيد تصنيعه بشكل احترافي.

وعن أشهر الدول التي يقوم جرجس بالتصدير لها قال إن له بعض الزملاء والعازفين الذين يصدر لهم الآلات في دول: أمريكا وكندا والأرجنتين وتونس والمغرب والجزائر، وذلك من خلال التواصل معهم عبر صفحات التواصل الاجتماعي وبالفعل قاموا بتجريب آلتي الناي والكولة من تصنيعه وأبدوا إعجابهم الشديد بهما.

كما أوضح الشاب أن فرقة المطرب كاظم الساهر تعاملوا معه وقاموا بشراء آلات الناي منه عدة مرات، وكذلك ماهر عامر الموسيقار بفرقة جورج وسوف، وسعيد بقار والعديد من العازفين في فرق أخرى حول العالم.

واختتم جرجس: أحلم بانتشار آلتي الناي والكولة، والحفاظ على هذا التراث والمدون على جدران معابدنا منذ آلاف السنين ولهما صوت موسيقي مميز وجذاب وكانت هامة في عصر المصري القديم، مؤكداً أن آلات الغرب سيطرت بشكل كبير على أسواق الدول الشرقية ويجب مواجهة ذلك باستعادة أمجادنا وآلاتنا الموسيقية الأهم والأجمل صوتاً في العالم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان