من الإسماعيلية للأقصر.. جريمتا قطع رأس هزتا مصر: لماذا اختلف رد فعل المارة؟
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
محافظات - فادي الصاوي:
أعادت جريمة الأقصر المروعة، التي اشتهرت إعلاميًا بواقعة "قطع الرأس"، إلى الأذهان شبح الجريمة المشابهة التي هزت محافظة الإسماعيلية في عام 2021، حيث تكرر مشهد القتل البشع بطريقة تقشعر لها الأبدان، الأمر الذي أثار تساؤلات حول الرابط بين الجريمتين، وردود الفعل المتباينة للمواطنين الذين شاهدوا لحظات ارتكاب هاتين الجريمتين.
جريمة الأقصر
يوم الثلاثاء الماضي، شهدت منطقة أبو الجود، ذبح "س. ر." 38 عاما، "حجاج .ك" 58 عاما، موظف بمديرية التضامن الاجتماعي تصادف مروره بالمنطقة.
وقال شهود عيان، إن الجاني طارد بعض المارة في الشارع بآلة حادة قبل أن يتمكن من الإمساك بالضحية وقطع رقبته وأمسك برأسه وهدد بقتل أي شخص يقترب منه، ونتيجة لهذا التهديد وقف الناس يشاهدون في ذهول ولم يتخذوا أي ردة فعل إيجابية تجاه القاتل.
الذبح في الإسماعيلية
تعد هذه الواقعة استنساخًا لواقعة الإسماعيلية التي حدثت عام 2021، حيث أقدم شاب على قتل رجل ثم فصل رأسه عن جسده، قبل أن يتجول في المدينة حاملا رأس الضحية في يد والساطور الذي استخدمه في قطع رأسه في اليد الأخرى، وهو يهذي بكلمات غير مفهومة، أمام المواطنين وفي وضح النهار. وأصيب مواطنان اثنان أثناء محاولتهما الإمساك بالقاتل قبل وصول الشرطة، التي ألقت القبض على القاتل. وأوضحت في بيان أنه مهتز نفسيا سبق حجزه بإحدى المصحات للعلاج من الإدمان، وكشفت التحريات أنه كان يعمل بمحل موبيليا خاص بشقيق المجنى عليه.
هل هناك ارتباط بين الذبح في الإسماعيلية والأقصر؟
فى تفسيره للمشهدين، أكد الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، لـ"مصراوي"، أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين جريمتي القتل اللتين وقعتا في الإسماعيلية والأقصر، مشيرًا إلى أن العنف المتزايد في وسائل الإعلام والمجتمع يؤثر سلبًا على سلوك الأفراد.
وأوضح هندي، أن التعود على مشاهدة العنف يولد لدى الفرد تبلدًا حسيًا وفقدانًا للقيم، مما يجعله غير قادر على التمييز بين الصواب والخطأ، وقد يدفعه إلى تقليد السلوكيات العنيفة التي يشاهدها.
وأضاف أن "الجرائم التي وقعت في الإسماعيلية والأقصر تحمل طابعًا داعشيًا، وهذا يدل على تأثير المحتوى المتطرف على اللاوعي، والذي يمكن أن يستعيده الفرد في أي وقت، خاصة تحت تأثير المخدرات.
لماذا اختلفت ردود فعل المارة في جريمتي الأقصر والإسماعيلية؟
رغم وحشية الجريمتين، إلا أنهما أفرزتا ردود فعل متباينة تمامًا من قبل الذين شاهدوهما، فبينما ساد التفرج واللامبالاة في واقعة الأقصر، اندلعت موجة غضب وحراك في واقعة الإسماعيلية.
يشير هذا التباين إلى تعقيدات ردود الفعل الاجتماعية تجاه العنف، حيث تلعب عوامل متعددة دورًا في هذا، بما في ذلك ظاهرة التنميل العاطفي، التي قد تكون قد ساهمت في تبلد المشاعر لدى البعض تجاه هذه الجرائم المروعة.
ويعرف علماء النفس "التنميل العاطفي"، بأنه مصطلح يشير إلى حالة نفسية يمر بها الفرد حيث يصبح أقل حساسية تجاه المشاعر والأحداث المؤثرة حوله. بمعنى آخر، هو فقدان القدرة على الشعور بعمق أو الاستجابة بشكل قوي للمواقف الانفعالية، سواء كانت إيجابية أو سلبية.
وكشفت دراسة بحثية بعنوان "التمييز بين أعراض الخدر العاطفي لاضطراب ما بعد الصدمة واضطراب الاكتئاب الشديد"، نشرتها مجلة الاضطرابات العاطفية، أن الخدر أو التنميل العاطفي يتميز بثلاثة أعراض رئيسية؛ فقدان الاهتمام، والانفصال عن الآخرين، والافتقار إلى الاستجابة العاطفية.
فيما وصفت "باميلا مادسن باميلا مادسن، مؤسسة ومديرة مركز Sea Change Psychotherapy. Sea Change، شعور الأشخاص الذين يعانون من الخدر العاطفي "بالفراغ" أو "الانفصال" أو "الانقطاع عن العالم الخارجي".
وفي تفسيرها لتباين ردود فعل المواطنين تجاه جريمتي الإسماعيلية والأقصر، أوضحت الدكتورة إيمان عبد الله، استشاري الصحة النفسية، في تصريح سابق لـ"مصراوي"، أن الخوف والصدمة يُساهمان في تبلد مشاعر المتفرجين، ما يجعلهم عاجزين عن اتخاذ ردود أفعال حاسمة، وعادةً لا يدركون الموقف إلا بعد مرور بعض الوقت، وذكرت أن ظاهرة "التنميل العاطفي"، تُصيب الأشخاص نتيجة الاعتياد على مشاهدة العنف سواء في الأفلام أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
فيديو قد يعجبك: