لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

يوم مفتوح على شواطئ بلا بوابات.. متعة شباب السويس في حضن الطبيعة بالسخنة

03:43 م الأحد 25 أغسطس 2024

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

السويس - حسام الدين أحمد:

تمتد أكثر من 120 قرية سياحية وفندق من منطقة الأدبية إلى الزعفرانة بخليج السويس، تختلف أسعارها والخدمات التي تقدمها والبرامج الترفيهية، إلا أن قضاء يوما مفتوحا على الشاطئ دون عبور بوابات له متعة خاصة، مع السباحة والغوص واكتشاف ما لن تراه في الشواطئ العادية.

أجواء التخييم وتناول طعام البحر الطازج صيد يدك مطهو على الحطب له متعة خاصة لا تقدمها أفخم الفنادق بالسخنة، ولن تجدها في شاليه بقرية سياحية، مشهد الُشعاب المرجانية وبديع خلق الله في الكائنات البحرية التي تعيش حولها كفيل لجعل رحلتك الأولى تعارف جديد مع البحر، وسحر يجذبك لتجدد الرحلة لترى جمال لا تستطيع أن تمنع عينيك منه.

عشاق البحر والتخييم

يقول هشام سمير الناشط البيئي،:"إن مجموعات من شباب السويس يخرجون في رحلات ترفيهية، يقصدون الأماكن المفتوحة بالسخنة خاصة منطقة الملفات"، يضيف: "أنه وأصدقاءه يجدون متعتهم في ذلك، ويتراوح عدد المشاركين من 15 إلى 30 فردا، وفي بعض الأحيان يزيد العدد في الرحلة عن ذلك".

يخبرنا الناشط البيئي، أن عشاق البحر وأجواء التخييم لا حاجة لهم لجدول أو مواعيد، تكفي رسائل متبادلة على احدى برامج الدردشة لتحديد الوقت والتجهيزات وتقسيم الأدوار كل ذلك في دقائق يتبعها بساعات الانطلاق قاصدين الشواطئ المفتوحة، وهي لا تكن رملية ناعمة ولكن بين الرملية والصخرية بالسخنة.

آذان الفجر

يضيف هشام: "أن الرحلات في كل مرة ينضم لها صديق جديد، أو زميل عمل يستمتع ويستفيد ويتعرف على جانب وجه آخر للاستماع بعيدا عن الشاليهات والقرى السياحية، سواء كان يرافقهم بسيارته أو يستقل سيارة صديق آخر بالرحلة".

يوضح هشام سمير، أن الرحلة تبدأ مع آذان الفجر، بالتجمع عند مسجد صلاح نسيم بجوار شركة المعمل، يدخل رفقاء الرحلة للصلاة، وبعد الفجر ينطلقوا في مسار يحدده قائد أول سيارة حيث لديه خبرة أكثر بالطريق وأفضل أماكن تخييم، وإن تأخر أحد عن الركب فهناك نقاط وقرائن دالة على الطريق يمكن الانتظار عندها لحين وصول الأصدقاء واستكمال الرحلة.

يقطع رفقاء الرحلة من 80 إلى 90 كيلو، وصولا إلى المناطق المفتوحة قبل أو بعد بورتو السخنة، يقصدون منطقة بين الطريق والبحر، هناك شاطئ صخري تغطية رمال خفيفة هو غايتهم، يخبرنا سمير أنه بعد الوصول إلى المكان المنشود تصطف السيارات بجوار بعضها، يخرج رفقاء الرحلة الخيام ويبدأوا في نصبها، ثم يعدوا الإفطار، وجبة بسيطة بين الخبز والجبن.

رجل كشافة

يساعد هشام بما يمتلكه من مهارة وخبرة بالعمل الكشفي في تثبيت الخيام ووضعها باتجاه يسمح بمرور الهواء خلالها، ثم يجمع بقايا الأخشاب وجذوع الشجر طرح البحر والحطب، نصف ساعة يستغرقها الخشب بفعل الريح ليتحول إلى فحم مشتعل وجمر لإعداد أكواب من الشاي والقهوة لهما مذاق خاص.

حملة نظافة

بينما يسوي الحطب الشاي والقهوة، يبدأ الرجال في جمع المخلفات والاكياس والبلاستيك، بعضها ألقت به الريح، وأخرى لفظها البحر، اعتادوا على تلك الخطوة حتى أنهم يحضرون أكياس سوداء لجمع المخلفات، سواء عقب الوصول للمكان، أو قبل مغادرته ليكون نظيف لمن يصل المكان بعدهم.

غير مهيأة للسباحة

"الاستمتاع يبدأ مع الوصول للمكان، لكن المتعة الأكبر مع النزول للمياه".. يصف محمد علي صياد هاوي وأحد المشاركين في الرحلات بصورة مستمرة، إن الشواطئ الصخرية تعتبر بيئة بكر، لم تخطوها أقدام البشر كثيرا وهي غير مهيأة للسباحة بسبب طبيعة الصخور، لذلك أيضا هي بيئة بحرية ممتازة للشعاب المرجانية.

سنوركلينج

يُحضر محمد علي معداته، يرتدي الزعانف والنظارة لزوم السنوركلينج، ثم يتحسس الطريق فوق الصخور وصولا للمياه، ينزل بضع أمتار حتى يغطيه البحر، الحياة تحت الماء مختلفة، منظر الشعاب المرجانية والأسماك الملونة حولها من عائلة المرجان خلاب، الكائنات البحرية الأخرى تنتشر بشكل غير منتظم وكأنها ترسم لوحة جمالية لمشهد أبدع الله صورته وخلقه.

يحرص بعض المشاركين في الرحلة على إحضار معدات بسيطة للصيد، سواء كانت سنانير أو السخوه، يقول علي أنها أداة لصيد السمك عبارة عن شبك من السلك أسطواني الشكل ومثبت في آخره طبق، يمكن وضع رغيف خبز، ويدخل السمك من الأعلى وينزل للأسفل ليأكل ولا يستطيع الخروج.

يؤكد المشاركين في الرحلات أن الصيد غايته المتعة، ووسيلة لتوفير ما يكفي من طعام لهذه الرحلة فقط، لا أحد يعود بالصيد، لذلك يصطادون فقط ما يكفيهم.

بعد ساعة يبدأ محمد في سحب السخوه، يخرج السمك الكبير ويعيد الصغيرة للمياه، بينما يتولى من استمتع برياضة السنوركلينج جلب البصر، وهو حيوان بحري رخو يعيش في صدفة كبيرة الحجم، ولا يمثل صيده أي خطورة على البيئة البحرية طالما بالحد المسموح.

ثقافة وتوعية

يخبرنا محمد علي أن اليوم يتخلله توعية بالبيئة البحرية، يتناوب فيها المشاركين الحديث كُل عما يعرفه، والكائنات الممنوع صيدها مثل خيار البحر، فهو المسؤول عن تنقية المياه من الشوائب، وبدونه لن تصبح المياه حول الشعاب المرجانية بهذا النقاء، وكذلك التوعية بشكل الأسماك الضارة، والأسماك الممنوع صيدها المهددة بالانقراض.

التحضير للطعام

يجمع كل فرد ما اصطاده سواء سمك أو بصر واصداف أخري، تبدأ عملية التسوية، يشرف عليها علاء الدين عبد المنعم أكبر المشاركين سنا والخبير في المأكولات البحرية، يبدأ بتنظيف البُصر، إذ يستغرق وقت أطول في التسوية، وبعد تقطيعه وتجهيزه يطهوه إما بطريقة الشوربة، أو مدفون في الأرز الذي أحضروه في الرحلة، والتسوية على الحطب، بعد صنع حفره صغيرة تستقر داخلها أوعية الطعام ومن تحتها الجمر.

المتعة في المكان المكشوف

يقول علاء عبد المنعم: "إن أغلب المشاركين لديهم أماكن في السخنه، وليس من الصعب عليهم توفير شاليه في القرى السياحية، إلا أن المتعة في المكان المفتوح الاختلاط بالطبيعة بهذا الشكل، لا تقارن بشاليه أو حمام سباحة، أو حتى الشواطئ الخاصة".

المشاركة متاحة بشرط

ويضيف علاء: أنه شارك في 3 رحلات، ومنعته وعكة صحية من الخروج في الرحلة الرابعة، ويؤكد أن المشاركة مفتوحة لكل من يرغب ولكن بشرط الالتزام بالقواعد العامة، ومصلحة المجموعة، والحرص على المشاركة إضافة إلى مراعاة الآداب العامة وترك المكان نظيف.

العودة

في الخامسة والنصف ينتهي اليوم، ويبدأ المشاركين في جمع متاعهم وفك الخيام، وجمع بقايا الطعام والمخلفات في أكياس مخصصة لذلك، يحرصون على ترك المكان نظيفا وعلى حالة أفضل مما كان وقت الوصول، ومع دقات السادسة مساء يغادرون للعودة إلى السويس.

فيديو قد يعجبك: