إعلان

سَن السكاكين في القيسارية.. أصوات المطارق والأحجار تعانق بهجة العيد في أسيوط (صور)

02:23 م السبت 15 يونيو 2024

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أسيوط ـ محمود عجمي:

مع حلول نسائم عيد الأضحى المبارك، تتعالى أصوات المطارق والأحجار في منطقة "القيسارية" بحي غرب مدينة أسيوط، لتُعلن عن بدء موسم "سَن" وبيع السكاكين والسواطير، استعدادًا لاستقبال الأضحية الكريمة وأداء شعيرة سنوية مباركة تجمع أفراد العائلة وتُدخل الفرح والبهجة إلى بيوتهم.

في مدينة أسيوط، تُعد منطقة "القيسارية"، قبلة المواطنين والتجار للتسوق وشراء احتياجاتهم من أدوات الجزارة، إذ تتوافد جموع الأهالي من مختلف أنحاء المدينة على هذه المنطقة العتيقة، حاملين معهم سكاكينهم وسواطيرهم، راغبين في إعادة صقلها وإحياء حدّها استعدادًا لمهمة عظيمة تنتظرهم.

"مصراوي" أجرى جولة داخل محال بيع وسَن السكاكين والسواطير بالقيسارية لرصد مظاهر الاستعداد لعيد الأضحى المبارك.

لا يقتصر شراء معدات الذبح في "القيسارية" على مجرد عملية تجارية، بل هو تقليد موروث عن الأجداد، يُضفي لمسة خاصة على موسم الأضاحي؛ ففي هذه المنطقة، يزاول العديد من الحرفيين مهنة صناعة السكاكين والسواطير منذ أجيال، مستخدمين خبراتهم ومهاراتهم المتوارثة لتقديم منتجات عالية الجودة تلبي احتياجات الزبائن.

ووسط هذا المشهد النابض بالحياة، يقف الحاج "حسن محمد"، أحد أقدم الحدادين في أسيوط، شامخا كهرم من الخبرة والحرفية، يمسك بيده سكينًا عتيقة، ويبدأ رحلةَ تحويلها من مجرد قطعة معدنية إلى أداة حادة جاهزة لذبح الأضحية.

بمهارة فائقة ودقة متناهية، يدير الحاج حسن السكين على حجر السن الدائر، تاركًا وراءه شرارات تتراقص في الهواء، كأنها تُنشد نغمة احتفالية بقدوم العيد؛ يُخبرنا الحاج حسن، الذي ورث مهنة "سَن" السكاكين من أجداده، أن هذه الحرفة تتطلب صبرًا ودقة وخبرة واسعة، فكل سكين لها طبيعتها الخاصة.

يُضيف: "تُعدّ مرحلة الجلخ هي الخطوة الأولى في عملية السَن، حيث يتم استخدام ماكينة خاصة لفتح حدّ السكين، ثم تأتي مرحلة تنعيم السلاح على حجر السن، مع مراعاة تبريده بالماء من حين لآخر، وأخيرًا تمر السكينة بمرحلة التنعيم النهائية، لتصبح جاهزةً لمهمتها لذبح الأضاحي".

وعن أسعار سَن السكين والساطور، يوضح الحاج حسن أنّها تتراوح بين 5 وحتى 10 جنيهات، حسب نوع السكين وحجمها وخامة تصنيعها؛ أما أسعار السكين والساطور البلدي تبدأ من 5 جنيهات وحتى 30 جنيهًا، أما المستوردة تتراوح سعرها من 20 جنيه وحتى 250 جنيه بحسب الحجم".

ولكن على الرغم من رواج هذه الحرفة خلال موسم الأضاحي، إلا أنّها تُخفي وراءها مخاطر حيثُ قد يتعرّض الحرفيون لجروح أو قطع في أيديهم أثناء العمل؛ لذا يُحذّر الحاج حسن جميع ممارسي هذه الحرفة من ضرورة اتّباع أصول السلامة المهنية، خاصةً خلال فترات الذروة، حفاظًا على صحتهم وسلامتهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان