لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لغز أغرب مقبرة في الإسكندرية.. ملك مجهول في حجرة دفن مفقودة- صور

02:51 م الثلاثاء 13 فبراير 2024

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية - محمد البدري:

رغم ثرائها بالاكتشافات الأثرية، لاتزال الإسكندرية تحوي العديد من الألغاز المحيرة المرتبطة بعصر مؤسسيها الأوائل، ومن بين أكثرها غموضا مقبرة ملكية من القرن الثالث قبل الميلاد، تقع في قلب مقابر اللاتين بمنطقة الشاطبي، شكلت المقبرة لغزا محيرا للباحثين بداية من محاولة تحديد هوية صاحبها المفقود أو باختلاف طريقة تأسيسها ومكوناتها إذ شيدت بالكامل من المرمر الثمين الذي أكسبها لقب "مقبرة الألباستر المرمرية".

مصراوي رصد عن قرب "مقبرة الألباستر المرمرية" خلال جولة أجراها بمدافن اللاتين بمنطقة الشاطبى وسط الإسكندرية،والتي لا تزال أسرارها تشكل لغزا محيرا حتى اليوم، ويعرض التقرير التالي أبرز المعلومات المعروفة عن المقبرة.

وجدوها مفككة.. وصدفة قادت لاكتشافها

أوضحت الباحثة الأثرية منى عبدالله أن مقبرة الألباستر المرمرية اكتشفت عن طريق الصدفة عام 1907 أثناء أعمال توسعة مقابر الكاثوليك اللاتينية التي كانت موجودة بهذه المنطقة، وخلال ذلك جرى العثور على قطع من الألباستر الثمين - المرمر- المكون لجسم المقبرة وكانت عبارة عن أجزاء مفككة وجدت على عمق يترواح بين مترين وثلاثة أمتار تحت الأرض، واكتسبت المقبرة اسمها من نوع الأحجار المكونة منها.

تضيف الباحثة الأثرية، أنه في ذلك الوقت كان عالم الآثار الإيطالي "إيفاريستو بريشيا" يشغل منصب مدير المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، وجرى إبلاغه بالاكتشاف ليبدأ بمعاينة كتل الألباستر المعثور عليها مع لجنة من الآثاريين، واستكمل الحفائر إلا أنه لم يصل لشيء جديد ليوقف البحث بعدها واكتفى بتوثيقها في السجلات الأثرية.

أثارت فضول الباحثين

بعد مرور قرابة 25 عاما من تاريخ الاكتشاف جذب غموض المقبرة اهتمام العالم الأثري "أدرياني" حتى بدأ دراستها والعمل على ترميمها بالكامل خلال فترة الثلاثينات حتى نجح في إعادة تركيبها من جديد بنفس الشكل الذي كانت عليه قبل أكثر من ألفين سنة.

7سنوات لتجميع مكوناتها

استمرت عملية ترميم المقبرة وإعادتها إلى صورتها الأولى قرابة 7 أعوام في الفترة بين عامي 1936 و1943، تمكن خلالها "أدرياني" من إنشاء سلم في الجهة الجنوبية من المقبرة وإعداد المنطقة المحيطة للزيارة.

خيط الوصول لمقابر البطالمة

في الوقت نفسه واصل أدرياني العمل على بحثه الذي ربط بين مقبرة الألباستر وبين البحث عن مقابر ملوك البطالمة الذين تولوا الحكم بعد الإسكندر الأكبر إلا أنه لم يعثر على أي شيء آخر يضارع المقبرة في ثرائها.

مقبرة ملك مجهول وحجرة دفن مفقودة

كشفت أعمال البحث والدراسة أن المقبرة مقدونية ملكية بنيت على الطراز الركامي وذلك وفقا لتصميم الردهة الأمامية المصنوعة من الأحجار الثمينة،

إلا أنه لم يتم العثور على أي علامة تدل على هوية صاحب المقبرة، وما زاد الأمر غموضا أنه لم يتم العثور على حجرة الدفن منذ وقت اكتشافها وإعادة ترميمها.

وبحسب خبراء الآثار بالإسكندرية كانت تحتوي الغرفة المفقودة على تابوت الدفن والنقوش الدالة على الشخصية الملكية التي أنشئت من أجلها المقبرة، إلا أن اختفاء النقوش حال دون تحديد هوية صاحبها الملكي حتى يومنا هذا، فيما لم يتم الكشف بعد عن سبب اختفاء حجرة الدفن.

المقبرة الوحيدة فوق الأرض

تعتبر مقبرة الألباستر المرمرية، الوحيدة في الإسكندرية المبنية فوق سطح الأرض وليست محفورة أومنحوتة تحت سطح الأرض كما هو معتاد، وذلك بعكس بقية المقابر الأثرية في المدينة والتي تأخذ شكل الفناء المحاط من جميع الجهات بحجرات تنتهي بفتحات للدفن على الطراز البطلمي أو تأخذ شكل الفتحات المستطيلة والذي استمر استخدامها بشكل كبير في مقابر الكتاكومب خلال العصر الروماني، كما تعد الأثر البطلمي الوحيد الذي يتكون بالكامل من مادة الألباستر الثمين.

غموض المقبرة يعيد محاولات البحث بعد 91 سنة

بعد مرور نحو 91 عاما على اكتشاف المقبرة و45 عاما على إعادة ترميمها، عادت أعمال الحفر والتنقيب في الموقع عام 1998 على يد عالم الآثار المصري الدكتور فوزي الفخراني والذي استمر في عمله ثلاث سنوات حتى عام 2001، امتدت خلالها الحفائر على طول الممر الشمالي المؤدي للمقبرة وحولها وصولا إلى أرجاء مشتل البلدية الواقع جهة الجنوب دون الوصول إلى شيء جديد سوى بئر من العصر البيزنطي لا يضاهي ثراء المقبرة.

وفي أواخر عام 2002 أجرى رئيس البعثة الفرنسية الأثرية "جان ايف امبريور" محاولات متكررة مع فريقه في أرض اللاتين وقام بمسحها بالكامل باستخدام الأجهزة الحديثة وذلك حتى منتصف عام 2004، ولم يسفر البحث سوى عن العثور على بعض الأبار التي تعود للعصر البيزنطي مثل البئر الذي كشف عنه الدكتور فوزي الفخراني، شرق المقبرة إلا أنه لم يُعثر على شيء خلاف ذلك.

وقال الدكتور إسلام عاصم، أستاذ الإرشاد السياحي والتاريخ الحديث والمعاصر، إن أحد الآراء المتداولة بين الباحثين تشير إلى أن "مقبرة الألباستر" تخص أحد ملوك البطالمة أو كبار رجال الدولة الذين تولوا الحكم بعد وفاة الإسكندر المقدوني.

فيديو قد يعجبك: