"ندى" من دفاتر المدرسة إلى مطبخ الاحتراف: السر في الخلطة

الشرقية - ياسمين عزت:

في مرحلة من حياتها تتأرجح بين الطموحات الشخصية والمسؤوليات العملية، تسعى شابة في منتصف العشرينات جاهدة لتحقيق أهدافها بعيدًا عن الاعتماد على ظروفها المريحة، رغم أنها الابنة الوحيدة والمدللة لأسرتها، لا تسمح لتوافر كافة احتياجاتها بأن يعيق طموحها، تجمع بين عملين أو أكثر، وتستثمر وقتها في الدراسة واكتساب الخبرات العملية من خلال المشروعات الصغيرة التي تخوضها.

ندى المسلمي شابة تبلغ من العمر 25 عاما من أبناء مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية تقول لمصراوي، إنها تقضي الوقت في صحبة والدتها سواء في العمل أو المنزل، إذ بدأت مشروعها الخاص بطهي وتجهيز الوجبات السريعة على عربة متحركة "بايك"، ففي البيت يجهزان سويا خلطات ووصفات الطعام بينما في محل عملها تساعدها والدتها وتقف بجانبها حتى انتهاء اليوم.

تشير ندى إلى أنها تخرجت في كلية الآداب جامعة الزقازيق ولرغبتها في التدريس حصلت على شهادات في كلية التربية بذات الجامعة وبعد إنهاء الدراسات العليا اتجهت لتدريس اللغة العربية للمرحلة الابتدائية والإعدادية، وبعد مرور عدة سنوات في التدريس قررت أن تزود مصادر الدخل باقتحام عالم الشيفات وطهي المأكولات.

توضح ندى أنها الابنة الوحيدة والمدللة لأسرتها رفقة شقيقها الوحيد كما تفي أسرتها بكافة احتياجاتها، إلا أنها تحب العمل وتطوير ذاتها على الدوام، فبدأت باكتساب الخبرات العلمية بالحصول على شهادات من كلية التربية لتمكينها من التدريس كما حصلت على دورات تدريبية في اللغات والحاسب الآلي، وقررت أن تبدأ مشروعها الخاص بتجهيز "بايك" عربة متنقلة لبيع المأكولات.

تشير ندى إلى رفض والدتها عندما ناقشتها في الفكرة منذ 4 أعوام خشية عليها من تواجدها في الشارع والتعرض للمضايقات، إلا أن الأم وافقت أمام إصرار ابنتها وللاطمئنان عليها نزلا سويا لخوض التجربة، لكن ندى أرادت أن تقدم مأكولات ومنتجات مختلفة تتميز وتنفرد بها وتستطيع عمل رواجا لعملها.

فكرت ندى في تجهيز وطهي وجبات سريعة يحبها الأطفال والشباب تلك التي لا تستغرق في إعدادها وقت طويل وفي المقابل لا ينتظر الزبون هو الآخر وقت طويل. جاءتها فكرة عمل قائمة أطعمة مثل الهوت دوج والبطاطس المقلية والوصفات السريعة المرغوبة كل هذا بصحبة والدتها في كل خطواتها.

بعد مرور 4 سنوات نجح مشروع ندى وقررت فتح مكان آخر لعملها هذا بالإضافة إلى عملها كمدرسة لغة عربية، تضيف ندى أنها تتشاور مع والدتها في المنزل بشأن المأكولات والوصفات وصوصات الطعام بود وعندما يتفقان يطلقا فكرة التنفيذ ثم يعملان سويا في محل عملهما لبيع المأكولات، تقول ندى أنهما صديقتين ليست علاقة أم وابنتها فقط.

تختتم ندى في حديثها أنها تسعى دائما للتعلم واكتساب الخبرات وباقتحامها سوق العمل اكتسبت خبرات عديدة والتعرف على شخصيات مختلفة صقلت مهاراتها وتتمنى التوسع في مشروعها وفتح فروع كثيرة نجحت في افتتاح فرعين رفقة والدتها، وتود أن تتبنى الفتيات فكرة عمل مشروع خاص بها لتستطيع الاستقلال بذاتها وتحقيق دخل يكفي احتياجاتها والمسؤولين منها سواء أسرتها أو عائلتها.