لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بين الصخور والرمال.. رحلة في عالم ألعاب أطفال البدو بجنوب سيناء

02:43 م الخميس 28 نوفمبر 2024

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

جنوب سيناء – رضا السيد:

في قلب الصحراء والجبال، حيث الطبيعة البكر والجمال الخلاب، يعيش أبناء قبائل بدو سيناء حياة بسيطة مليئة بالتحديات والمغامرات، فبعيدًا عن صخب المدن وألعاب الفيديو الحديثة، يكتشف أطفال البدو متعة الحياة في أحضان الطبيعة، ويتعلمون قيمًا سامية كالاعتماد على النفس والمسؤولية. فبين الوديان الشاهقة والأشجار المعمرة، يمارس هؤلاء الأطفال ألعابًا بدائية تحفز خيالهم وتقوي جسدهم، متوارثين بذلك تراثًا ثقافياً غنيًا.

يقول حميد سالم، من سكان وادي الطور، إن الحياة البدائية والتجول داخل الوديان بالنسبة للقبائل البدوية كبسولة الحياة التي اعتادوا عليها ولا يستطيعون العيش في المدن، مؤكدًا أن بعض المواطنين يعيشون في المدن خلال فترة الدراسة لوجود فرصة أفضل لتعليم أبنائهم، ويحرصون على أن يعودوا إلى الوديان والتجمعات البدوية في العطلات الأسبوعية والصيفية.

وأكد "حميد" لـ مصراوي، أن الآباء يحرصون على تنشئة الأبناء منذ الصغر على حياة البدواة والترحال بين الوديان، ويتحمل الطفل مسئولية والدته وأخواته في غياب الأب، إضافة إلى أن الأب يحرص على اصطحاب أطفاله الأولاد خلال رحلاته وجولاته داخل الوديان، ليكون على دراية كاملة بالدروب والوديان الجبلية، وغرس التراث الثقافي الخاص بالعادات والتقاليد التي يتوارثها الأجيال.

وأوضح أن أطفال البدو يعتادون منذ الصغر على الحياة البدوية، بل هم من يفضلون قضاء الأعياد والمناسبات المختلفة في الوديان والقرى، يلهون مع بعضهم من خلال ألعاب بدائية بسيطة، وهذه الألعاب تجعلهم يشعرون بالمرح، ويفضلونها عن الذهاب إلى الملاهي داخل المدن.

وأشار إلى أن الأطفال يستخدمون الأشياء الطبيعية في الألعاب، مثل الأشجار، الجبال، الأحجار، وذلك من خلال وضع حبل على فرع شجرة ضخمة ويحول الحبل إلى مرجيحة يستمتعون بها لساعات عديدة.

على جانب آخر قال الطفل موسى صالح، صاحب الـ 11 عامًا، إنه يجد متعة في التزحلق على الجبال، من خلال لعبة "الزحليقة"، مشيرًا إلى أنه يستخدم زجاجات المياه الفارغة كشبشب في قدميه ينزلق به من فوق الجبل مع أصدقائه، إضافة إلى لعبة "الحجلة"، و"القطة العمياء" و"كرة في النص" والـ"7 طوبات"، و"خلاويص"، وغيرها من الألعاب البدائية، مؤكدًا أنه وأصدقائه يفضلون هذه الألعاب ويفرحون عندما يعودون إلى الوادي في الإجازات، ليستمتعوا بها.

وأكد أن هذه الحياة والألعاب تعلمهم الثقة بالنفس واكتشاف الطبيعة والمغامرة، كونهم يتجولون بحرية داخل العمق الجبلي ليجنوا الأعشاب الطبيعية، ويعتمدون خلال العودة على آثار أقدامهم، لافتًا إلى أن الولد في القبيلة يتحمل مسئولية أمن وحماية أسرته في حالة سفر الأب لمكان آخر حتى يعود.

فيديو قد يعجبك: