لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

استراحة عميد الأدب العربي.. سر الحب الأبدي في صحراء المنيا -صور

04:06 م الأحد 24 نوفمبر 2024

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

المنيا- جمال محمد:

ينطلق المؤتمر العام لأدباء مصر في دورته الـ 36، مساء اليوم الأحد، والذي تقام فعالياتها بجامعة المنيا، ويحمل اسم الكاتب الكبير جمال الغيطاني، ومع انطلاق ذلك المؤتمر والذي يضم عشرات الأدباء من مصر والدول العربية، لا ننسى عميد الأدب العربي طه حسين ابن مركز مغاغة بمحافظة المنيا، واستراحته الفريدة التي تم بناؤها في صحراء ملوي الغربية بجوار آثار ومقابر تونا الجبل، لتشهد كتابة بعض أعماله الفريدة، وتصوير فيلما سينمائيًا محبوبا لدى الجميع، فضلًا عن كونها آخر ما تبقى للأديب الكبير في مسقط رأسه بالمنيا.

"مصراوي" يسرد فى السطور التالية، حكاية استراحة عميد الأدب العربي في المنيا، التي يعشقها الكثيرين.

أكثر من 90 عامًا هو عمر استراحة طه حسين بمنطقة تونا الجبل الأثرية، والتي تم بنائها في ثلاثينيات القرن الماضي، بعد أن قرر عالم الآثار الكبير الدكتور سامي جبرة رئيس قسم الآثار بجامعة القاهرة، أن يجعلها استراحة لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، والذي كان يشغل حينها منصب عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة، ليقضي فيها إجازته الصيفية كل عام، وتحولت تلك الاستراحة لمقر دائم لاستقبال "حسين" كل عام، و قبلة للمثقفين والأدباء العرب والأجانب من أصدقائه، ولرؤية ما هو جديد من اكتشافات أثرية في تلك المنطقة التي كانت محل العديد من الاكتشافات حينذاك.

مهندس فرنسي وضع التصميم

قام أحد المهندسين المعماريين الفرنسيين ويدعى "بيريز" بوضع تصميم الاستراحة، وكذلك استراحة الدكتور سامي جبرة في نفس المكان، وتتكون استراحة الدكتور طه حسين من طابقين، ويوجد في الطابق الأول غرفة وصالة كبيرة وحمام ومطبخ، وفي الطابق الثاني صالة متوسطة وغرفتين وحمامان، وتحاط بسور من الطوب اللبن.

كما يحاط بالاستراحة شجر الكافور الذي كان يحبه عميد الأدب العربي، وكان يقضي في تلك الاستراحة فترة تقارب الثلاثة أشهر سنويًا، يبدع فيها بكتاباته العديدة، من ثلاثينات القرن الماضي وحتى عام 1952 مع قيام الثورة، وكتب فيها روايته الشهيرة "دعاء الكروان"، والتي تحولت لفيلم سينمائي فيما بعد.

فاتن حمامة وأحمد مظهر

شهدت استراحة طه حسين بتونا الجبل تصوير واحد من أشهر الأفلام المصرية، إذ تم فيه تصوير جزءًا من فيلم "دعاء الكروان" عام 1959 للفنان أحمد مظهر، وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، إذ ذاع صيت منطقة تونا الجبل واستراحة طه حسين بشكل كبير، وجعلت العديد من الفنانين والمثقفين يتوافدون لرؤيتها، إلى أن تم تصوير الفيلم هناك، ويعد ذلك الفيلم من أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وحقق الفيلم رواجًا كبيرًا للمنطقة الأثرية.

مقبرة إيزادورا

أحد مفتشي الآثار بتونا الجبل، أوضح أنه منذ أن عمل في المنطقة طوال سنوات طويلة ويردد جميع من سبقوه حب الدكتور طه حسين لتونا الجبل، وخاصة مقبرة أول شهيدة في الحب "إيزادورا" وكيف كان يقضي عميد الأدب العربي ساعات طويلة داخل تلك المقبرة ويعيد استماع قصة العاشقين "إيزادورا وحابي " أصحاب أقدم قصة حب منذ 2000 عام.

وأشار المفتش، إلى أن قصة إيزادورا هي تتلخص في كونها ابنة الملك الحاكم للمنطقة في ذلك الوقت، وذات الأصول الإغريقية، وكان هناك أحد أفراد الجيش ويدعى "حابي" كان يعشقها، وكانت تعيش مع والدها في قصر بالناحية الشرقية للنيل، بينما يعيش محبوبها الضابط بالناحية الغربية لمدينة ملوي، وبدأت قصة الحب بينهما حينما خرجت لمشاهدة الاحتفالات الخاصة برمز الحكمة "تحوتي" وكانت تبلغ من العمر 16 سنة تقريبا، وأخذا يتقابلان لمدة 3 سنوات بالقرب من ضفاف النيل، وسط ترقب وخوف أن يراها والدها الملك أو الحراس، وظل الأمر هكذا إلى أن وصلت الأنباء لوالدها بأنها تقابل أحد الضباط في الخفاء، بأمر الحراس بأن يتعقبوها ويمنعونها من مقابلة الضابط مرة أخرى، إلى أن قامت بالانتحار بإلقاء نفسها في النيل وفارقت الحياة حزنًا على حبيبها، وتم تحنيط جثتها وعمل مقبرة جميلة لها، وتقع على بعد أمتار من استراحة طه حسين.

آخر ما يتبقى لطه حسين

تعد تلك الاستراحة آخر ما تبقى للدكتور طه حسين في مسقط رأسه بالمنيا، وكان سبق أن زارها اللواء عصام البديوي محافظ المنيا الأسبق منذ 7 سنوات، وعرض أن تتحول إلى مكتبة كبيرة تضم كتبه ومؤلفاته وتتحول لمزار كبير، ولكن لم تتم الفكرة، فيما زارها الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة السابق على هامش إكتشاف أثري جديد هناك منذ عدة سنوات، وأعلن حينها عن وضع خطة لتحويل الاستراحة لمتحفًا يضم متعلقات طه حسين ويحكي حياة الأديب، إلا أن ذلك لم يحدث حتى غادر منصبه.

فيديو قد يعجبك: