لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"بيهددوني بالطرد وأنا عايزة أموت هنا".. قصة العذراء ذات الـ 93 عامًا في المنوفية (صور)

06:19 م الأحد 17 نوفمبر 2024

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

المنوفية- أحمد الباهي:

على عصا خشبية تتوكأ عليها، صعدت الحاجة "اعتماد السيد الدسوقي" 93 عامًا، درجين في سُلّم منزلها المتهالك، إلى الطبقة الأرضية من الشارع الذي دفن جزءًا من دارها القديمة.

بخمار وجلباب أسود دارج ارتدائه في زمانها، جلست على قطعة أسمنتية مخصصة للجلوس على أعتاب المنزل، سندت ظهرها على ونيس رحلتها الطويلة، ذلك البيت الذي تقاسم معها دهرًا من الزمن؛ تساقطت خلاله بعض أوراهما؛ هي والمنزل، الذي تؤنس العجوز بابه أحيانًا لكي لا يظن المارة أنه خاويًا.

"أنا ورثت الدار عن أبويا الله يرحمه واتولدت هنا من 93 سنة. معرفش مكان تاني واهم دلوقتي عايزين يمشوني منه"؛ تقول الحاجة اعتماد، في حديثها لـ"مصراوي"، وقد طلبت منها الوحدة المحلية أخيرًا إخلاء دار كونه يقع ضمن نطاق أملاك الدولة، على حد قولها.

تعيش الحاجة اعتماد وحيدة في تلك الدار، وليس لديها عائل يصرف عليها، ولا أبناء إذ لا تزال عذراء لم يسع لها الزواج ولم ترغبه.

"ما أملكش غير معاش السادات عايشه عليه هو ومساعدات ولاد الحلال والدار زي ما أنت شايف قدم وعجز زيي بس ما أعرفش غيره ولا أقدر أسيبه".

لا تريد الحاجة اعتماد أكثر من حياتها الهادئة التي تعيش. "مش عايزة حاجة من الناس.. سيبوني في الدار لحالي لحد ما يجي وقتي وأسيب الدنيا".

وقد كشف عادل متولي، محامي وهو جار الحاجة اعتماد، عن تهديدها بالطرد من دارها التي وُلدت فيها، فقال: "الست دي ما تعرفش بيت تاني ليها غير ده، عاشت بعد وفاة والدها فيه وما اتجوزتش، وصعب يخرجوها منه دلوقتي".

ويؤكد "متولي" على أن السيدة اعتماد لديها المستندات التي تثبت تاريخ ملكيتها للأرض بتاريخ وضع يد سابق على قانون أملاك الدولة فضلًا عن عقد بيع عرفي من مالك الأرض للمرحوم والدها، مضيفًا: "على الأقل يسيبوها في البيت اللي بيؤيها لحد ما ربنا يفتكرها.. الست مواليد 1932".

في ذات السياق، صرح مصدر مسؤول بمجلس مدينة قويسنا، لـ"مصراوي"، أن دار الحاجة اعتماد مُلاصقة تمامًا لموقع محطة الصرف الجاري إنشائها، مشيرًا إلى أن أوراق الوحدة المحلية بقرية ميت أبو شيخة تثبت أن تلك الدار أملاك دولة للوحدة المحلية، ويجب نزع ملكيتها.

لكنه مع ذلك، أكد أن الوحدة المحلية تبحث سُبل أخرى لحل هذه الأزمة حرصًا على السيدة، لافتًا إلى أن الدار مُعرضة للسقوط، وتواجدها السيدة اعتماد فيها يعني تهديد حياتها.

فيديو قد يعجبك: