لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

رحلة إلى قمة الإيمان.. سياح يتحدون الصعاب من أجل شروق الشمس على جبل موسى -صور

10:33 ص الإثنين 21 أكتوبر 2024

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

جنوب سيناء – رضا السيد:

في قلب صحراء سيناء، حيث التقاء السماء بالأرض، تقع مدينة سانت كاترين، تلك المدينة المقدسة التي تحمل في أحشائها أسرار التاريخ وألغاز الطبيعة. ومن بين تلك الأسرار، رحلة شاقة تتحدى فيها النفوس وتختبر الإيمان، وهي رحلة صعود جبل موسى، أعلى قمة في مصر.

لماذا جبل موسى؟

جبل موسى ليس مجرد جبل، بل هو مكان مقدس يحمل في طياته قصة التقاء الله بنبيه موسى، حيث تلقى الوصايا العشر. هذا الإرث الديني يجعل من صعود الجبل تجربة روحانية بالدرجة الأولى، حيث يسعى الزوار من مختلف الديانات إلى تقصي الآثار التاريخية والدينية، والوقوف على المكان الذي شهد أحداثاً عظيمة.

رحلة شاقة:

لا تخلو رحلة صعود جبل موسى من التحديات، فمسار الصعود طويل وشاق، ويتطلب لياقة بدنية جيدة وعزيمة قوية، ويبدأ الصعود عادة في منتصف الليل، حيث يرافق الزوار مرشدون سياحيون يرشدونهم إلى الطريق الصحيح. وعلى طول الطريق، تتناوب فترات المشي مع فترات الراحة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة وسماء سيناء المرصعة بالنجوم.

شروق الشمس: لحظة سحرية

تصل القافلة إلى القمة قبل شروق الشمس بوقت قصير، حيث ينتظر الزوار بفارغ الصبر تلك اللحظة الساحرة. وعندما تبدأ الشمس في الظهور من خلف الجبال، يعم الصمت المكان، ولا يسمع إلا همسات الدعاء والشكر. إنها لحظة تأمل وتدبر، حيث يشعر الزائر بصغر حجمه أمام عظمة الخالق.

من جانبه قال رمضان الجبالي، دليل بدوي "مرشد سياحي"، إن السياحة بالمدينة تصل إلى ذروتها مع بداية الموسم السياحي الشتوي، فعلى الرغم من شدة برودة الطقس بالمدينة والتي تصل درجة الحرارة بها أحيانًا إلى 3 تحت الصفر، إلا أن السائحين من مختلف جنسيات العالم يحرصون على زيارتها والاستمتاع بأجوائها الشتوية الفريدة التي تأخذ طابع روحاني، إضافة إلى مشاهدة مناظر خلابة ترسمها الطبيعة من خلال تحول المدينة الجبلية الصفراء إلى مدينة بيضاء تكسوها الثلوج بداية من الطرق والمنازل والأشجار حتى قمم الجبال.

وأوضح "رمضان" في تصريح اليوم، أن أحد الأفواج السياحية التي ترددت على المدينة أمس صعدوا جبل موسى مساءً وظلوا على قمة الجبل على مدار الليل على الرغم من شدة برودة الطقس على قمة الجبل لرصد عملية شروق الشمس وهى تشق السحب في لوحة فنية خلابة ترسمها الطبيعة، لافتًا إلى أن السائحين يشعرون بسعادة بالغة وروحانيات وهدوء خلال تواجدهم على القمة، وهذه الروحانيات تجعلهم لا يشعرون بتعب وإرهاق رحلة الصعود التي تكون محفوفة بالمخاطر.

وأشار إلى أن السائحين يحرصون على أداء الطقوس الدينية بأعلى قمة الجبل نتيجة لزيادة الطاقة الروحانية، والشعور بعظمة وقدرة الخالق عز وجل، لافتًا إلى أن السائحين الأجانب يؤدون طقوسهم داخل الكنيسة التي توجد على قمة الجبل، بينما يؤدي المسلمون الصلاة خارج الكنيسة.

على جانب آخر، قال مبروك الغمريني، رئيس المدينة، إن المدينة استقبلت أمس 430 سائحًا من مختلف جنسيات العالم، وحرص 170 سائحا على صعود الجبل مساءً لقضاء الليل على قمة الجبل والاستمتاع بمشهد الشروق، ثم الهبوط لزيارة دير سانت كاترين واستكمال برنامجهم السياحي بالمدينة، بينما اكتفى الـ 260 سائحا الأخرين بزيارة الدير، والمناطق السياحية، ثم القيام بالتجول داخل الوديان للاستمتاع بالطبيعة الجبلية الخلابة التي تشتهر بها المدينة، واكتشاف الطبيعة ومشاهدة عيون المياه التي تزين الجبال، والأشجار المثمرة والنباتات الطبيعة التي تنمو داخل الوديان لتحولها إلى واحة خضراء.

وأكد رئيس المدينة، أن المدينة استقبلت اليوم 300 سائح أجنبي من المترددين على مدن خليج العقبة السياحية "شرم الشيخ، دهب، نويبع، طابا"، لزيارة المناطق السياحية الدينية والأثرية بالمدينة ثم العودة مرة أخرى إلى المنتجعات السياحية لاستكمال برامجهم السياحية بجنوب سيناء.

رحلة صعود جبل موسى ليست مجرد مغامرة، بل هي تجربة روحانية فريدة من نوعها، فرصة للتقرب من الله، واكتشاف الذات، والاستمتاع بجمال الطبيعة. وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها، إلا أن هذه الرحلة تبقى محفورة في ذاكرة كل من قام بها.

فيديو قد يعجبك: