"متنا مرتين".. طالبتان فلسطينيتان بالمنوفية: هكذا فقدنا 26 فردًا من عائلتنا في غزة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
المنوفية - أحمد الباهي:
"كنت بستعد لزفافي وأهلي كانوا جايين.. كل شي تم قصفه.. أحلامي والكبار والصغار.. نساء وشيوخًا ورجال.. اللي بيصير في غزة فوق الوصف والوجع.. عائلات كاملة تُباد في بلدي".
تترقب "آية العاروقي" أخبار الحرب على غزة لحظة بلحظة، تنظر في كل عاجل على التلفاز بقلب مرتجف، يخشى أن يسمع في اللحظة القادمة خبر ارتقاء فرد جديد من العائلة. فهناك ليس من الموت فرار، والكل ينتظر الدور في طابور الشهداء، كما يؤمن أبناء القطاع.
قبل 6 سنوات، انتقلت "آية" وشقيقتها "ريفان" إلى المنوفية مُحملتين بآمال أسرتهما. تقول: "كانوا يقولون لنا: نحن نستثمر في تعليمكما المهندسة آية وشقيقتتها الدكتورة ريفان.. سنرفع رؤوسنا عاليًا مع عودتكما". تخرجت "آية" في كلية الهندسة الإلكترونية بمنوف، وتدرس "ريفان" بالفرقة الرابعة في كلية الطب البشري بجامعة المنوفية، واستقرت حياتهما في مصر حتى إذا بدأت "آية" الاستعداد لعقد قرانها فاندلعت الحرب وبدأ الموت يطارد في القاهرة أحلام الشقيقتين وفي غزة أجساد عائلتهما.
"متنا مرتين"؛ تقول "آية" بينما تروي تفاصيل تأكدها من فقدان 26 فردًا من عائلتها في قصف استهدف منزلهم في غزة. تضيف: "كانت أمي على تواصل دائم معي منذ اندلاع الحرب. اطمأن عليها وعلى الأسرة التي اضطرت مع اشتداد الغارات على إخلاء منزلنا في منطقة الزهراء بوادي غزة نزوحًا إلى الجنوب".
في تمام الساعة 10:47 من يوم 7 أكتوبر الماضي بدأ الاحتلال الإسرائيلي أولى طلعات طائراته المقاتلة قصفًا للقطاع، مطالبًا سكان القطاع الذين يبلغون قرابة 2.5 مليون نسمة، نصفهم تقريبًا من الأطفال، بالنزوح جنوبًا، معلنًا كل الشمال والوسط منطقة عمليات، دون استثناء لمنازل المدنيين أو منشآتهم الحيوية، مروجًا لمزاعم أن حركة حماس تستخدمهم كدروع بشرية، لتبرير عدد ضحايا هجماته.
"مع اشتداد الغارات، قررت عائلتي النزوح إلى المناطق الآمنة في الجنوب. ذهبوا إلى بيت عمي، وفي صباح اليوم التالي علمنا بقصف منزلنا الذي تحول ركامًا، وكذلك منزل جدتي لأمي، لكن الحمد لله كان الجميع بخير في منزل عمي بمنطقة الزوايدة في الجنوب.. أسرتي وخالي وأولاده والجميع لم يُصابوا.. اكتشفنا لاحقًا كذب الاحتلال وأن لا مكان آمن في كل القطاع".
بعد أيام قليلة، قُصف منزل العم في منطقة الزوايدة. تقول "آية": "تلقيت اتصالًا من عمتي يؤكد وفاة عمي. هنا انحبست أنفاسنا أنا وريفان. صرخت لعمتي: أمي وأبي وشقيقاي هناك عند عمي. هل تأكدتي من القصف؟، فأكدت الخبر".
هنا لم تتوقف اتصالات "آية و"ريفان" بكل من هو في محيط الحدث تلتمسان أي أخبار عن الأسرة حتى تأكدتا من نبأ الصاعقة.
مات الجميع.. الأب والأم والشقيقان والعم والخال وأولادهما.. الكل ارتقى شهيدًا.
تقول "آية": "الحمدلله إن أهلي شهداء ومكانهم الجنة إن شاء الله.. بس حرام اللي بيصير فينا.. لحد دلوقتي لسه بنتابع أخبار انتشال جثامين أقاربي من تحت الأنقاض.. لسه باقي 3 أطفال تحت الركام.. الاحتلال لم يرحم طفلًا ولا كبيرًا ولا سيدة ولا حتى طبيب ومُسعف وصحفي.. الكل في غزة مشروع شهيد بيد احتلال يبيد شعبنا".
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى من أبناء الشعب الفلسطيني نتيجة العدوان المتواصل على القطاع والضفة الغربية، إلى 10 آلاف و468 شهيدًا، وأكثر من 27 ألف جريح، بينما توقف 18 مستشفى من أصل 35 تضم مرافق للمرضى الداخليين عن العمل، كما تم إغلاق 71% من جميع مرافق الرعاية الأولية في جميع أنحاء غزة بسبب الأضرار أو نقص الوقود.
كما سجلت الوزارة 130 اعتداءً على القطاع الصحي، حيث استشهد 192 من الكوادر الصحية، و36 من الدفاع المدني، وجرح أكثر من 120، بينما تضررت 50 سيارة إسعاف بينها 40 تعطلت عن العمل بشكل كامل، وتم إغلاق 18 من أصل 35 مستشفى في قطاع غزة، و51 من أصل 72 مركز رعاية صحية أولية بسبب الأضرار الناجمة عن القصف أو نقص الوقود، وتم الطلب من 24 مستشفى بالإخلاء في شمال قطاع غزة (السعة الإجمالية لهذه المشافي 2000 سرير).
فيديو قد يعجبك: