ضحت بنفسها لإنقاذ أطفالها.. حريق يدمر حياة "شيرين": "جسمي اتشوه وعيالي مهددين بالإعاقة"
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
سوهاج- عمار عبدالواحد:
بجسد شوهته الحروق جلست صاحبة الـ26 عامًا على سرير وضع في حجرة صغيرة مسقوفة بجريد النخل والعروق الخشبية، استُقطع جزء منها للحمام وآخر للمطبخ، بالطابق الثاني من منزل ريفي بسيط تروي فصول مأساتها التي بدأت منذ اشتعال النيران بمسكنها وامتدت إليها وأبنائها، في شهر أكتوبر من عام 2021.
"كنت بجهز الفطار لأطفالي وفجأة سمعت صوت انفجار أعقبه حريق في المكان، لتمتد النيران لجسدي بطريقة منعتني من الخروج وإنقاذ أولادي" بهذه الكلمات بدأت "شيرين قاعود" حديثها لـ"مصراوي"، مضيفًة أنه وسط صراخها واستغاثاتها هرولت ابنتها الكبرى "ح. م" 6 أعوام في الصف الأول الابتدائي لتحتمي بالحمام خوفًا من النيران، وبعد محاولات الخروج من المسكن والتغلب على آلام الإصابة بالحروق المتفرقة استطعت فتح الباب وإخراج أطفالي.
"الحروق شوهت وجههي والجزء العلوي من جسدي بطريقة بشعة جعلتني لا أستطيع الخروج من المنزل إلا بارتداء النقاب، حتى لا ينظر إلىَّ أحد بنظرة تؤذيني نفسيًا، كما أن الحروق منعتي من تحريك رقبتي بحرية في كل الاتجاهات، والتهمت غالبية أذناي وجعلتهما ملتصقتين برأسي".
وتابعت السيدة التي لم تتجاوز الثلاثين ربيعًا من عمرها أن ابنتها الثانية "آ" 5 أعوام أصيبت بحروق في ظهرها بداية من كتفيها حتى قدميها ويديها وأنها تخشى تنمر زملائها خاصة أنها ستلتحق بالمدرسة العام المقبل، وأنها بسبب إصابتها رفضت أن تلحقها حتى في إحدى حضانات جمعيات المجتمع المدني بالقرية.
"ابني 3 أعوام الوحيد على بنتين وهو أملي في الدنيا والنار بهدلت جسمه خاصة يديه ورأسه"، بهذه الكلمات تحدثت ابنة قرية برخيل بالبلينا بعينين تملأهما الدموع عن معاناة ابنها بسبب الحريق وقلة ذات اليد وظروفهم المعيشية الصعبة، مضيفًة أن ابنها يعاني من التصاق أذنيه في رأسه وإعاقة في يده بسبب الحروق، كما أن غالبية شعره احترق، موضحًة أن الأطباء التي تتردد عليهم لعلاجها وأبنائها أفادوا بأنه لابد من إجراء عمليات ابنها في هذا السن الصغير حتى لا يصبح معاق اليد ومشوه الرأس.
وتابعت اتقاضى مساعدات تكافل وكرامة وقدرها 350 جنيهًا، مضيفًة أنها لا تكفي مراهم وعلاج الحروق لها ولأطفالها، خاصة أن زوجها يعمل أُجري باليومية، ولا يستطيع الإنفاق على أسرته، وأنها تعيش بالكاد على مساعدات أهل الخير، الذين أمدوها ببعض البطاطين بعد احتراق محتويات مسكنهم بالكامل، والتي ما زالت آثار الحريق شاهدة على جدرانه وسقفه ونوافذه.
وناشدت "شيرين قاعود" الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتكليف المسؤولين بعلاجها وأبنائها؛ وإعادة تأهيل مسكنهم الذي أتلفته النيران؛ خاصة أن حياتها الزوجية أصبحت مهددة؛ بسبب تلك التشوهات التي طالت غالبية جسدها.
فيديو قد يعجبك: