لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الطريق لحبل المشنقة.. القصة الكاملة لمقتل مهندس الدقهلية.. "تسلسل زمني"

06:36 م الخميس 17 فبراير 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الدقهلية - رامي محمود:

مع بداية شهر سبتمبر من العام المنصرم انتشرت منشورات على صفحات التواصل الإجتماعي تظهر صورة شاب فى العقد الثالث من عمره، من قرية ميت عنتر التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية، اختفى في ظروف غامضة، قبل أن تتكشف جريمة قتل راح ضحيتها أحمد عاطف المعروف بمهندس الدقهلية.

قلق بين الأسرة.. والأمن يبدأ رحلة البحث

مع ازدياد حالة القلق بين أسرة أحمد عاطف الشربيني الزيني، "مهندس الدقهلية" بدأت الأجهزة الأمنية فى توسيع دائرة البحث والاشتباه لتتوصل إلى أن الشخص المغيب كان فى لقاء مع أحد أصدقائه والذي يعد شريكه فى استثمار بعض الأموال لتبدأ خيوط وتفاصيل الواقعة فى الظهور واحد تلو الآخر.

بدأت الأجهزة الأمنية فى استجواب عدد من الأشخاص ممن لهم علاقة بالشاب المختفي من بينهم "م.أ.م"، 32 عامًا، ، صاحب شركة بلاستيك، ومقيم في تقسيم ‏الكاكولا مركز طلخا بمحافظة الدقهلية، والذي أكد خلال استجوابه أنه كان يرافق الشاب الثلاثيني لإعطائه مبلغ 80 ألف جنيه كجزء من الأموال المستحقة للمجني عليه ولكن بسبب تعطل سيارته أعلى كوبري الجامعة انصرف الأخير ليلحق بزوجته في المستشفى الذي تمكث به لإجراء عملية الولادة، الأمر الذي أثار الشكوك.

المجني عليه يظهر بعد 11 يومًا

في يوم 11 من الشهر ذاته ومع استمرار جهود أجهزة الأمن بمديرية أمن الدقهلية فى البحث، ورود بلاغ لقسم شرطة أول المنصورة من عامل حفار تابع لإحدى شركات المقاولات المسند لها تنفيذ أعمال إنشاء حارة جديدة بكوبري الجامعة بعثوره على جثة شاب خلال قيامه بأعمال الحفر بمياه نهر النيل وتوسيع العمق لتصطحب الأجهزة الأمنية والد المجني عليه لتكون المفاجأة ان الجمان المعثور عليه هي لنجله.

الداخلية تعلن تفاصيل الواقعة:

مع ظهور الجثمان استمر إنكار المتهم بواقعة إلقاء المجني عليه فى نهر النيل أو معرفة ما يجري ليستمر الغموض حتى اليوم الثالث من إعلان وفاة المتهم لتصدر وزارة الداخلية بيانا، تعلن فيه اعتراف المتهم تفصيليا بالواقعة وأنه على إثر خلافه مع المجني عليه وتعثر فى سداد مديونياته لديه قام بالتواصل مع تليفونيا واخبره عن تجهيزه لمبلغ من المال وطلب مقابلته ليبدأ فى اصطحابه والتفكير فى التخلص منه.

استدراج وغدر

وفقًا لاعترافات المتهم فى محضر الشرطة أكد أنه فشل في سداد مديونياته لدى المجني عليه المقدرة بـ670 ألف جنيه والتي كانت نظير تعاملات واستثمارات فيما بينهما وبسبب تحصل المجني عليه على شيكات وإيصالات أمانة بلغت 5 إيصالات ليبدأ في التفكير في حيلة للتخلص منه.

استأجر سيارة وتواصل مع المتهم وأبلغه تدبير مبلغ من المال ثم قابله بصحبة زميل آخر لهما قام بإنزاله وتركه فى أحد المقاهي بمدينة طلخا، ثم انصرفا سويا "المتهم والمجني عليه".

بدأ المتهم في السير رفقة المجني عليه بالسيارة، فى عدة اتجاهات وتناول القهوة سويا بأحد الأكشاك على طريق المنصورة الدائرى إلى أن وصلا إلى كوبري الجامعة وتعلل بتعطل السيارة وأثناء وقوف المجني عليه بالقرب من سور الكوبري قام بدفعه بكلتا يديه ليسقط فى المياه نظرا لعلمه المسبق بعدم إجادة المتوفى للسباحة ليلقي مصرعه.

المتهم يعترف أمام النيابة :

مع اعتراف المتهم بدأت نيابة طلخا فى مباشرة التحقيقات، لتتطابق أقواله مع ما أورده فى محضر الشرطة لتقرر النيابة العامة حبسه إلى أن قرر المحامي العام لنيابة جنوب المنصورة المستشار علاء السعدني، إحالة المتهم لمحكمة الجنايات المختصة وتحديد جلسة 11 يناير الماضي لنظر أولى جلسات محاكمته.

وورد بأمر إحالة المتهم أنه في يوم 1/9/ 2021 بدائرة مركز شرطة طلخا- محافظة الدقهلية، ‏قتل المجني عليه "أحمد عاطف الشربيني حامد الزيني"، عمدا مع سبق الإصرار بأن بيت النية ‏وعقد عزما قاطعا على قتله لما فاض به صدره من غيظ ونفسا تبرأت منها معاني الإنسانية ‏وصون الحقوق وقلبا بزغ عنه بغضاؤه فاستدرج المجنى عليه موهما إياه بسداد المستحقات ‏المالية له إلى المكان المرموق سلف مستترا بستار الليل وما إن وضعه بموضعه ومن خلفه مياه ‏النيل الغائرة فدفعة بكلتا يديه ملقيا بحمل جسده إلى الماء بقصد إزهاق روحه محدثا به الإصابات ‏الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية فأنهى مقدروه من الانفاس، وذلك على النحو المبين ‏بالتحقيقات‏‎ .‎

ووجه إلى المتهم اتهاما آخر بأنه تقدمت على تلك الجناية جناية أخرى سبقتها، وفي المكان ‏وفي رابطة زمنية واحدة، خطف المجني عليه، وكان ذلك، وكان ذلك بطريق التحيل الواقع عليه ‏بأن استماله بشرك الحيلة موهما إياه بسداد المستحقات المالية الخاصة به وما أن انطلت عليه ‏فتمكن من اقتياده بداخل السيارة الرقيمة "د س ي 1769" وإبقائه بها لإقصائه بعيدا عن ذويه وأعين الرقباء وليتمم الجريمة محل الاتهام السابق، وعلى النحو المبين ‏بالتحقيقات.

أول ظهور للمتهم بع الجريمة:

مع بدء أولى جلسات المحاكمة داخل قاعة محكمة جنايات المنصورة يظهر المتهم في قفص الإتهام ثابتا لتكون المواجهة الأولى بين المتهم وأسرة المجني عليه التي ظهرت بعض المناوشات فيما بينهم لتنتهي بصمت اسرة المجني عليه.

تلي ممثل النيابة العامة مرافعته أمام هيئة المحكمة التي ترأسها المستشار ممدوح عبدالدايم، رئيس محكمة جنايات المنصورة، ليسأل القاضي المتهم هل ارتكب واقعة قتل المجني علية؟.. ليجيب قائلا:"محصلش" وتستمع المحكمة لمرافعة المحامي الذي طلب باستدعاء الطبيبة الشرعية القائمة على مناظرة جثة المجنى عليه، وتشريحها مستنداً في ذلك إلى قولها إنه تعذر عليها معرفة الكيفية التي أدت لسبب الوفاة، في حين أن هناك من المظاهر البادية على جثة المتوفي، تنال من الإقرار و الاعتراف المنسوب للمتهم، والتي تنال من صحة التحريات التى تتطابق مع قول المتهم فيما صوره رئيس المباحث.

وأضاف محامى المتهم، أن الطبيبة الشرعية لم توجد في تقريرها، حال الزرقة الرمية الموزعة في جثة المجنى عليه، وأنها أكدت في الورقة رقم 123 من تقريرها، أنه تعذر عليها معرفة كيفية وفاة المجنى عليه.

كما طلب محامي المتهم سؤال عامل الحفار شاهد الإثبات السادس، حيث رفضت المحكمة طلبات الدفاع، ونبهت على الدفاع بالمرافعة استنادا إلى أن الواقعة واضحة من التحقيقات.

إحالة للمفتي

مع انتهاء هيئة المحكمة من سماع مرافعة المتهم والمدعين بالحق المدني أصدرت المحكمة قرارها بإحالة أوراق المتهم الى فضيلة مفتي الجمهورية وحددت جلسة 17 من فبراير لورود الرأي الشرعي لفضيلة مفتي الجمهورية لتتعالى تكبيرات وتهليلات أسرة المجني عليه داخل قاعة المحكمة.

الإعدام شنقا للقاتل

بدأت جلسة اليوم بحضور عدد كبير من أسرة المجني عليه ليزهر رئيس المحكمة على المنصة معلنا النطق بالحكم بإعدام المتهم شنقا وبدلا من التهليلات وتكبيرات أسرة المجني عليه في الجلسة السابقة ظهر صوت جلي من داخل القفص خلال تلاوة الحكم لينطق المهم قائلا:" أقسم بالله العظيم ماقتلتة، والله انا برئ من دمه " لتخرج أسرة المجني عليه خارج القاعة معلنين عودة حق نجلهم.

والد مهندس الدقهلية يبكي في مكان الجريمة بعد الحكم بإعدام المتهم

مع إسدال محكمة جنايات المنصورة الستار على القضية بإصدار حكمها بالإعدام شنقا للمهم، توجهت أسرة المجني عليه إلى مكان العثور على جثمانه والذي شهد ارتكاب الجريمة لتقف الأم فى حالة بكاء أعلي الكوبري بمكان الواقعة ناعية نجلها .

وقالت والدة المجني عليه :"كنت بتحايل على أبو أحمد يجيبني اشوف مكان إلقاء ابني وجيت النهارده ومش متخيلة ابني اترمي من المسافة دي كلها.

وظلت والدة المجني عليه تردد الأدعية لنجلها من المكان الذي شهد الجريمة قائلة:"ارتاح يأحمد حقك رجع وربنا جاب لنا حقنا".

فيديو قد يعجبك: