الكشف عن بقايا مبنى استخدمه المصريون القدماء في التعدين بجنوب سيناء (صور)
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
جنوب سيناء - رضا السيد:
توصلت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة وادي النصب في جنوب سيناء، إلى الكشف عن بقايا مبنى، كان يستخدم كمقر لقائد بعثات التعدين المصرية بسيناء خلال عصر الدولة الوسطى، وذلك ضمن مشروع تنمية سيناء 2021-2022.
قال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان اليوم الإثنين، إن هذه البعثة هي الأولى التي تقوم بأعمال الحفائر بهذه المنطقة، والمقر الذي كشفت عنه يقع في منطقة متميزة وسط الوادي، ويتوسط مناطق تعدين النحاس والفيروز. وهو عبارة عن مبنى مربع الشكل يتكون من كتل حجرية ضخمة من الحجر الرملي ذو أرضية من بلاطات حجرية، ويمتد على مساحة 225 م2 تقريبًا.
وأوضح الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن الدراسات المبدئية على المبنى تشير إلى أنه وقت تشييد المبنى كان يتكون من طابقين؛ الأول به صالتين وغرفتين وحمام ومطبخ، بالإضافة إلى سلم يؤدي إلى الطابق الثاني. وفي منتصف بعض الغرف داخل الطابق الأول عثرت البعثة على عدد من قواعد لأعمدة، ما يشير إلى أنها كانت تستخدم لتثبيت وحمل السقف.
ومن جانبه، قال الدكتور مصطفى نور الدين رئيس البعثة ومدير المركز العلمي للتدريب بجنوب سيناء والبحر الأحمر، إن الدراسة أثبتت أيضًا أن هذا المقر كان يستخدم منذ تشييده خلال عصر الدولة الوسطى كمقر لبعثات التعدين، ولكن جرى هجره خلال عصر الانتقال الثاني، ثم أُعيد استخدامه خلال عصر الدولة الحديثة، ثم أهمل مرة أخرى.
وأوضح أن الدلائل الأثرية والعلمية تشير إلى أن المبنى جرى استغلاله في العصر الروماني، وجرى تنفيذ بعض التعديلات الداخلية على المبنى من عمل مدخل له من الجهة الشمال وإضافة جدران فاصلة بين الصالات، واستخدام بعض الغرف كورش لصهر النحاس.
ولفت إلى أن البعثة عثرت في الطبقات العليا من المبنى على أفران لصهر النحاس ومناطق تجهيز المعادن، بالإضافة إلى أربعة سبائك من النحاس يتراوح وزن الواحدة منها ما بين 1200إلى 1300 جرام.
كما عثرت البعثة داخل إحدى الغرف على ورشة لتجهيز الفيروز تحتوي على أحجار لتشكيل وتجهيز وتنظيف الفيروز، والتي مازالت تستخدم مثيلاتها إلى الآن.
وقد عثرت البعثة أيضًا في المنطقة المجاورة للمبنى على ثلاثة مغارات لاستخراج خام النحاس، منها مغارة على سفح جبل النصب تم تنظيفها، وبقايا ورشة لصهر واستخلاص النحاس.
ومن جانبه، قال الدكتور هشام محمد حسين المشرف على شؤون المجلس الأعلى للآثار بجنوب سيناء، إن وادي النصب يمثل مركز عمليات تجهيز خام النحاس بجنوب سيناء، وتوجد كميات ضخمة من خبث النحاس، يرجح أنها تبلغ ما يوازي100 ألف طن.
ويشتهر هذا الوادي بوجود نقوش من عصر الدولة الحديثة منها نقش للملك مرنبتاح، والكتابات السينائية.
ومن المعروف أن قادة بعثات التعدين بجنوب سيناء كانوا من كبار موظفي الدولة، وورد في نقوش سيناء ألقاب هؤلاء القادة (حاكم مصر السفلى - مستشار الملك في الدلتا - حاكم ثارو).
فيديو قد يعجبك: