لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

580 حالة عقر في 4 أشهر.. "الكلاب" تثير أزمة بالسويس - تعرف على القصة الكاملة

03:54 م الخميس 16 سبتمبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

السويس - حسام الدين أحمد:

واحدة من أبرز المشكلات البيئية في السويس، هي الكلاب الضالة التي أصبحت تحتل المركز الأول، بعد كثرة حوادث عقر الأطفال، بينما تراجعت مشكلة الغربان بشكل نسبي والتي ظلت تؤرق السوايسة لسنوات طويلة.

بعد تعدد الشكاوى أمام اللواء عبد المجيد صقر محافظ السويس، وجه في اجتماع المجلس التنفيذي قبل نحو عام، مدير عام مديرية الطب البيطري بتكثيف العمل لمكافحة الكلاب الضالة بنطاق أحياء السويس بالتنسيق مع رؤساء الأحياء.

نقاش مجتمعي

في الشهور الماضية أولى اللواء صقر اهتماما كبيرا بذلك الملف، وكان ضمن الموضوعات المطروحة للنقاش مع أعضاء مجلس النواب والشيوخ، حضور مسؤولي الطب البيطري في كل اجتماع، إذ يبحث المحافظ دوما مع الجهات المعنية سبل القضاء على الكلاب، بما يحفظ التوازن البيئي ويقي المواطنين شرورها، والبحث في الأساليب الحديثة للقضاء عليها وبشكل علمي.

كثف الطب البيطري في السويس جهوده التي بدأت قبل سنوات للتخلص من الكلاب، إلا أن بعض الحملات لا تجدي نفعا على المدى الطويل إذ سرعان ما استوعبت الكلاب الأمر وتناقصت الأعداد النافقة تدريجيا، كون الكلاب الكبيرة ذكية ولديها حاسة شم قوية للغاية، وبمرور الوقت ترفض تناول الأطعمة التي مات أصدقائها بعد أكلها، بحسب الدكتورة عزيزة عثمان مدير الطب البيطري السابق.

الكلاب الصغيرة

وتوضح عزيزة عثمان أن تلك الحملات قضت على الكلاب الصغيرة فهي لم تعي درس الطُعم المسموم، واستمرت الكلاب الكبيرة في التكاثر والتناسل في فصل الصيف وإنتاج أعداد أخرى، مما جعل المواطنين لا يشعرون بجهد تلك الحملات، خاصة مع ولادة الإناث لأعداد مضاعفة تصل في المرة الواحدة لـ"11 جرو" صغير.

صناديق القمامة

الأمر دفع الدكتور طارق ذكي مدير الطب الوقائي لتغيير الطُعم المستخدم، فاستبدل رؤوس الدجاج بأمعائها التي تثير شهية الكلاب، فضلا عن أنها تغطي على رائحة السم، وأتى ذلك بنتائج إيجابية في مدن الإسكان الاجتماعي والضواحي المقامة على أطراف المدينة، خاصة بحي عتاقة وبحي فيصل إذ نفقت أعداد كبيرة من الكلاب.

لكن في حيي الأربعين والسويس، لم يشعر المواطنين بجهود تلك الحملات رغم نفوق أعداد كبيرة أيضا في تلك الأماكن، القائمين على الأمر في الطب البيطري والمتابعين للأماكن التي تستهدفها الحملات أجمعوا على أن السبب وراء ذلك هو وفرة ما يتغذى عليه الكلاب حول صناديق القمامة، فهي توفر نسبة كبيرة من مخلفات الطعام التي تلقيها الأسر، لذلك فالحيوانات الضالة لا تشعر بالجوع مدة طويلة لتضطر لأكل الطعوم المسمومة بكثرة.

وتنتشر الكلاب في تلك الأحياء بين الضواحي والمناطق السكنية المزدحمة وتتجمع دوما قرب صناديق القمامة، وتتناسل ويزداد عددها، بينما في القطاع الريفي يقل عدد الكلاب، فربات البيوت بريف السويس تلقي مخلفات الطعام للطيور والدواجن التي تربيها، لذلك لم تعد الكلاب منتشرة بصورة كبيرة هناك ويبقي منها العدد الذي لا يتجاوز الحد الأمن.

توازن بيئي

"لا تستهدف حملات الطب البيطري القضاء على كل الكلاب، وإنما نسبة منها فقط تشمل تلك النسبة الكلاب العقورة التي تهاجم المواطنين" يقول مصدر مسؤول بالطب البيطري في السويس.

ويضيف المصدر غير المخول له بالتصريح، أن غياب الكلاب سوف يساهم في زيادة عدد القطط والضواري الأخرى كالثعالب خاصة بالقطاع الريفي في حيي الجناين وفيصل والتي تقتات على ما يربيه الأهالي من الدواجن، فضلا عن نزوح الذئاب والتي تستوطن الأماكن الصحراوية المفتوحة.

النظافة على الأحياء

مشكلة القمامة ليست مستحدثة في السويس، وإنما تفاقمت بفعل زيادة عدد المواطنين، وزيادة مناوبات إفراغ الحاويات والصناديق، فقبل نحو عام ونصف حين كانت مسؤولية النظافة في عهدة جهاز التجميل والنظافة كانت الصناديق تفرغ مرتين يوميا، لكن بعد حل الجهاز وتوزيع المعدات والسيارات على الأحياء زادت الفترة وتصل في بعض الأحيان لأكثر من يوم.

بات مشهد صناديق القمامة الممتلئة وحولها أكياس القمامة، عاديا في أعين المواطنين، يرون أنهم لا حيلة لهم فلا مكان في الصناديق لتستوعب أكياس أكثر، فيلقون ما في أيديهم بجوار الصناديق، بينما عيون الكلاب تراقب ذلك وتذهب لتمزق الأكياس بحثا عن فضلات الطعام.

4 حالات يوميا

لا يشغل المواطنين سوى أن يصبحوا أمنين لا تتعدى عليهم الكلاب، ووفقا للحصر العدد لحالات العقر يكشف مصدر مسؤول إن هناك أكثر من 580 حالة عقر بالمحافظة في الفترة من يناير وحتى أبريل الماضي بمتوسط 4 حالات يوميا في الضواحي المختلفة، وأغلب المصابين الأطفال تستهدفهم الكلاب كونهم أصغر حجما والٌأقل مقاومة لها.

هدف سهل

من بين هؤلاء، الطفل عمر محمد 5 سنوات، إذ خرج رفقة والدته وفجأة خرج كلب من أسفل سيارة متوقفة، وظل يحدق في الطفل، همت الأم أسماء محمد بالإسراع بخطواتها، إلا أنها فجأة شعرت بأبنها يسحب من يدها، لتنظر وتفاجئ بالكلب ينهش وجهه.

تدخل المارة حتى أنقذوا الطفل من فك الكلب، إلا ان الهجوم الذي لم يستغرق ثواني معدودة، أسفر عن جرح قطعي بالجانب الأيمن امتد من جانب العين وحتى فم الطفل، وقطعت اسنان الكلب عصب وجه الطفل مع تكسير عظام الفك.

أجرى الطفل عملية لتركيب مسامير وشرائح لإعادة تثبيت الفك، كما خضع علمية تجميل أخرى قبل 4 أشهر.

لم يختلف الموقف كثيرا مع الطفل زياد، فكان الطفل في طريق العودة لمنزله هم بعبور الطريق للعودة وأثناء ذلك كانت بضع كلاب تتشاجر وسط الطريق، وما إن عبر الطفل حتى هاجمته الكلاب، وعندما تدخل شاب لانقاذه عقره كلب في يده وتقول أم الطفل أن ابنها أصيب بجروح في الفخذ والمقعدة وقدميه التي شوهتها أسنان الكلاب.

لم يسلم الكبار من هجمات الكلاب، فتقول هبه خالد، أن صديقتها تعرضت لهجوم من الكلاب عندما كانت في زيارة لها، إذ تعرض لها الكلاب لها فور ترجلها من السيارة، ومزقوا ملابسها وكادوا أن يفترسوها، لولا تدخل شابين رشقوا الكلاب بالحجارة، ربما لم تنهش الكلاب جسدها، إلا ان الحادث ترك فيها أثرا نفسيا صعبا.

العطلة الأسبوعية

توضح هبة أن الكلاب تسيطر على شوارع يوم الجمعة مع هدوء حركة الشارع، وتستقر في عقار تحت الإنشاء بجوار منزلها، وسبق أن تعرضت ابنتها لموقف مشابه، إذ كانت مع والدها وهمت ركوب السيارة معه وفوجئت بكلب يقترب منها وكاد أن يعقرها لولا تدخل والدها.

ويقول محمد أبو عمار، مقيم بمنطقة الصباح أن أكثر من 35 كلب تتجمع أسفل العقار، وجرى الكلاب دوما خلف السيارات وتتجمع حول صناديق القمامة، كما تطارد الأطفال والموظفين خلال توجههم لأعمالهم.

فيديو قد يعجبك: