صراخ الأطفال كشف جريمة وضح النار بالأقصر.. "حطما جمجمته بالشاكوش" وأشعلا فيه النيران

الأقصر – محمد محروس:

كان نهارًا عاديًا هادئًا في قرية الشيخ فُضيل التابعة لمركز إسنا جنوبي غرب محافظة الأقصر، المزارعون يحرثون في أراضيهم، والأطفال يلهون في أحد الشوارع الجانبية، والصبية يتبادلون الحديث حول مباراة لكرة القدم، قبل أن يصرخ أحدهم " في جثة هنا"، ليهرول الجميع في حالة ذعر نحو المكان.

لم يتعرف المذعورين على صاحب الجثة التي شوهت النار كل معالمها، وبدت رأسها مهشمة بشكل لم يتحمل المجتمعون أن يطيلوا النظر إليها، فقاموا بتغطيتها ببعض الأوراق قبل أن تحضر قوات الشرطة ويجرى نقلها إلى مشرحة مستشفى إسنا التخصصي لتشريح الجثة وتحديد هوية صاحبها وسبب الوفاة.

اكتنف الغموض هذه الواقعة الغريبة على القرية الهادئة الذي يربط الود بين عائلاتها، ما أثار حفيظة ضباط مباحث مركز إسنا حتى استطاعوا في ساعات قليلة تحديد هوية المجني عليه من خلال بلاغ اختفاء للمدعو"ي.ا.ا"، ويبلغ 41 عامًا من أهالي منطقة نجع أبو سعيد، ومن ثم السير في اتجاه البحث في قائمة الذين تربطهم علاقة به حتى توصلوا إلى خلافات أسرية نشبت بينه وبين شقيقين يدعيان "ح.م.ع"، 40عامًا، و"ط.م.ع"، 30عامًا.

في يوم الحادثة خططا المتهمين لجريمتهما، فاستدرج أحدهما المجني عليه لموقع الحادث بعيدًا عن أعين سكان القرية بينما كان الآخر ينتظره في مكان الواقعة، وفجأة أوقعه أحدهما أرضًا وتولي الآخر مهمة تهشيم رأسه بـ" شاكوش" بينما حاول المجني عليه أن يستجديهم ليعفوا عنه ويرحموا ضعفه، لكنهما لم تأخذهما به رأفة، وواصلوا ارتكاب جريمتهما بدم بارد.

وبعد أن انتهيا من تهشيم رأسه وتأكدت وفاته قام أحدهما بسكب " جركن بنزين" على الجثة، وأشعل الآخر عود كبريت وألقاه على الجثة فأمسكت فيها النيران حتى شوهت كل معالمها، ليفر بعدها المتهمين هاربين، في محاولة منهما للهرب من العدالة.

وبعد أن توصلت تحريات المباحث إلى مرتكبي الواقعة وألقي القبض عليهما، أقرا أمام النيابة بارتكاب الواقعة بدافع خلافات أسرية، ثم قام المتهمان بتمثيل جريمتهما أمام فريقي النيابة والأدلة الجنائية، ليسدل الستار عن الجريمة التي هزت قرية الشيخ فُضيل التي غاب عنها هذا النوع من الجرائم منذ سنوات عديدة.