تهدئة أم اعتذار خفي.. القصة الكاملة لأزمة "شيطنة المحامين" في البحيرة

البحيرة - أحمد نصرة:

على مدار اليومين الماضيين تصدرت أزمة محافظ البحيرة مع المحامين اهتمام الرأي العام في المحافظة. ذلك حتى أسدل الستار عليها بجلسة جمعت الطرفين، انتهت ببيان مشترك، يؤكد تقدير الجهاز الإداري وعلى رأسه المحافظ للمحامين ودورهم.

شيطنة المحامين.. بدايات الأزمة

بدأت الأزمة باتهام من أحد المحامين، قال إن المحافظ تعمد الإساءة له ولأبناء مهنته. مشيرًا إلى أنه خلال مقابلة جمعته بالمحافظ في مكتبه، خاطبه المحافظ اللواء هشام آمنة قائلاً: "لو كنت أعرف إنك محامي مكنتش دخلتك مكتبي، المحامين شياطين، لا أحبهم ولا أحب التعامل معهم"، وفق ما ادعى المحامي.

هذا الأمر دفع بجمال خطاب، رئيس لجنة الحريات السابق بنقابة محامي البحيرة، إلى قيادة حملة مطالبة بالتحقيق في الاتهامات الواردة بحق المحافظ. مطالبًا النقابة باتخاذ موقف قوي في حالة ثبوت صحة الواقعة، ما تصاعدت معه الأزمة في ظل حالة احتقان بين المحامين.

النقابة: نتابع أزمة المحامين

تفاعلت نقابة محامين شمال البحيرة مع الأزمة، وأعلن نقيبها عبد المنعم: "تابعنا ما جرى تداوله من حديث على مواقع التواصل الاجتماعي من تعدي محافظ البحيرة بالقول على المحامين وعليه تواصلنا مع الزميل للحضور بدار النقابة لمناقشته للوقوف على حقيقة الأمر". بينما أكد أنه إذا تبين صحة ادعاء المحامي ستتخذ النقابة ما يلزم من إجراءات تكفل حق المحاماة والمحامين ومجلس نقابة المحامين بالبحيرة، رافضًا التجاوز بحق المحامين.

المحافظ يرد

من جانبه، أصدر المحافظ، صباح السبت، بيانًا نفى فيه صحة الاتهامات التي وجهها إليه المحامي. وقال: "أكن كل التقدير والاحترام لجميع السادة المحامين بكافة أطيافهم وعلى رأسهم نقيب المحامين وجميع أعضاء النقابة باعتبارهم جزءًا لا يتجزأ من قضائنا العادل والشامخ. فهم فرسان الكلمة وصوت الحق ونصراء للمظلومين ولدورهم الهام في إرساء العدل وتحقيق العدالة".

أضاف المحافظ أيضًا في بيانه: "شعب البحيرة العظيم لم ولن ينسى أبدًا الدور الوطني الكبير لمحامي مصر الشرفاء عبر تاريخ مشرف من العطاء المستمر وهو ما ظهر جليًا خلال ثورة 30 يونيو".

كواليس اجتماع التهدئة

لاحتواء الموقف، اجتمع اللواء هشام آمنة بوفد من المحامين، على رأسهم عبد المنعم عودة نقيب محامين شمال البحيرة، في حضور المحامي طرف المشكلة. حيث بحث اللقاء تهدئة الأجواء ونزع فتيل الأزمة. بينما أفاد مصدر -حضر اللقاء- بأن المحافظ حرص على تهدئة الأجواء وطلب الاكتفاء بالتقاط صورة جماعية ونشرها. ذلك قبل أن يتدخل أحد قيادات المحامين، بالقول: "نحن لم نأت للتصوير"، ليتفق الحضور على إصدار بيان مشترك، يعلن من خلاله المحافظ تقديره للمحامين ومهنة المحاماة، قبل أن ينتهي الاجتماع بصورة جماعية، حرص المحافظ أن يتواجد بها المحامي طرف الأزمة.

بيان مشترك

في البيان المشترك، أكد المحافظ أنه يكن كل التقدير والاحترام والود لجميع المحامين ومهنة المحاماة باعتبارهم جزءًا عزيزًا من النسيج الوطني، مشيدًا بدورهم في إقامة العدل ورفع المظالم على كاهل الشعب.

وأضاف المحافظ أن مكتبه مفتوح على مصراعيه لاستقبال المحامين وغيرهم في أي وقت على مدار اليوم، فيما أكد المحامون المشاركون في الجلسة أنهم جزء لا يتجزأ من الدولة، حاملين لهموم المواطن باعتبارهم لسان حاله، بينما أشاروا إلى أنهم في خندق واحد مع مؤسسات الدولة ابتغاء المصلحة العامة ورفعة الوطن.

ردود فعل

استقبل المحامون البيان المشترك بردود فعل متباينة، فمنهم من اعتبره انتصارًا واعتذارًا غير معلن من المحافظ، فيما رأى فيه آخرون تفريطًا في حق المحامين، ووصفه البعض بصفقة عقدها مجلس النقابة مع المحافظ على حساب كرامة المهنة.

فقال المحامي سمير البسيوني: "منا قولت هنفتح صدرنا وهنعمل مولد على الفاضي ولا هيحصل حاجه وفي الآخر عزومة وكله تمام"، بينما قال إسلام حجر: "تخيلت أنه سيكون هناك موقف قوي بعد مشاهدتي للبوستات العنترية على الفيس ولكن للأسف لم يحدث ذلك". فيما أبدى إسماعيل حمودة رضاه عن أداء مجلس النقابة، وقال: "بعيدًا عن أي حاجة إيه المطلوب أكتر من إن المحافظ اعتذر إيه تاني ممكن يتعمل".

اقرأ أيضًا

محامي يتهم محافظ البحيرة بوصفهم بالشياطين.. واللواء آمنة: "غير صحيح"

بعد "اتهام الشياطين".. جلسة ودية تنزع فتيل الأزمة بين المحامين ومحافظ البحيرة - صور