"كان نفسي ابقى زي بنات القرية".. قصة 4 شهور غيرت حياة الفتاة الزجاجية بأسيوط- فيديو وصور

أسيوطـ محمود عجمي:

داخل منزل ريفي بمركز صدفا في محافظة أسيوط، جلست أسماء إبراهيم صاحبة العشرين عامًا، على كرسي متحرك، وإلى جوارها والديها وأخواتها الذين هونوا عليها رحلتها مع مرض هشاشة العظام الذي حرمها من التعليم والاستمتاع بطفولتها.

وبثقة أخذت "أسماء" تقص حلمها لـ"مصراوي" قائلة: "ولدت بمرض الجسم الزجاجي أو هشاشة العظام وضعف النمو فكان سبب في استخدامي الكرسي المتحرك بشكل دائم، ومنذ صغري وأنا أحلم بتعلم القراءة والكتابة كفتيات القرية، ولكن ظروفي منعتني من الالتحاق بالمدرسة".

وتضيف: "عرفت أن في فصل محو الأمية فتح بالقرية وأن المشرفة تقوم بجمع بطاقة الرقم القومي لمن يرغب في الاشتراك بالفصل، فأخبرت والدي برغبتي في تعلم القراءة والكتابة والحصول على شهادة محو الأمية"؛ مشيرة إلى أن سعادتها كانت لا تقدر أثناء خروجها من المنزل والتوجه إلى الفصل المدرسي حتى انتهاء دورة محو الأمية واجتيازها؛ وأنها بالنسبة لها بداية المطاف.

واستكملت الفتاة: "كان لدي طموح في أن يكون لدي هاتف محمول حديث أدخل من خلاله على مواقع الإنترنت لأتعلم أكثر؛ فاشترى لي والدي هاتف صغير لأتواصل به مع زملائي، ووعدني بهاتف كبير بعد النجاح".

وتابعت: "كان أبي يحملني في الصباح ويذهب بي إلى الفصل وبعد انتهاء اليوم اتصل على أبي الذي يأتي ويحملني من الفصل إلى المنزل لمدة 4 أشهر، وفي أول الدراسة مكنتش باعرف امسك القلم وعلمتني الأستاذة فتحية مدرسة الفصل امسك القلم والقراءة والكتابة وتعلمت كيف استخدم التليفون والإنترنت وعملت صفحة على فيسبوك وواتساب".

وأضافت: "أمنيتي أن افتح مشروع صغير وأساعد أبي الذي يعمل باليومية ولا يوجد له دخل يكفي احتياجاتي أنا وإخوتي".

وقالت والدة "أسماء": "ابنتي منذ ولادتها وهي تعاني من هشاشة عظام بشكل شديد وذهبنا إلى الأطباء والمستشفيات لكن الكل اجمع أنه ليس لها علاج لا تستطيع الجلوس أو المشي وهي نائمة على الأرض بشكل مستمر وعندما تشعر بالضيق تطلب مني أو من والدها أن نحملها من الأرض، إلا أنها تتضرر كثيرًا أيضا عندما يحملها أحد وقد تعرضت للكسر مني ذات مرة".

وقال إبراهيم عبدالعال والد أسماء: خلال السنوات الماضية تعرضت ابنتي للكسر أكثر من مرة بسبب هشاشة العظام وذهبنا إلى الأطباء بها ولكن دون أي جدوى؛ وعندما طلبت أن تذهب حتى تتعلم كنت أحملها على كتفي واذهب بها إلى الفصل وآخر اليوم تتصل علي لأعود بها إلى المنزل".