اشتراه من يهودي وأبرز زبائنه ملكة شهيرة.. قصة صاحب مطعم "محمد أحمد" بالإسكندرية (صور)
الإسكندرية – محمد البدري:
حالة من الحزن، سادت في الإسكندرية لوفاة محمد أحمد السماك، صاحب مطعم فول "محمد أحمد"، أعادت إلى الأذهان ذكريات 65 عاما لأحد أقدم مطاعم الإسكندرية التي طبعت في ذاكرة أبناء المدينة الساحلية وزوارها، بعد أن نشر العشرات من رواد التواصل الاجتماعي تدوينات النعي متضمنة لمحات من ذكرياتهم مع المطعم.
المطعم الذي ارتبط بأذهان أبناء الإسكندرية وعشاقها لعراقته وقدمه في قلب منطقة محطة الرمل، بدأت قصته منذ عام 1956 بعد أن قرر مالكه محمد أحمد السماك، شراءه من مالكه الخواجة اليهودي بنيامين سعدي، لبدء مشروعه الخاص وذلك بعد سنوات عمل فيها بمطعم والده أحمد السماك الذي كان يملكه في منطقة المنشية.
اشتراه من الخواجة بنيامين
ووفقًا لتصريحات سابقة لمالك مطعم محمد أحمد الراحل، حاول الخواجة بنيامين التراجع عن بيع المطعم في بادئ الأمر بعد أن اعترضت الطائفة اليهودية آنذاك على الأمر، ومحاولتهم الضغط عليه لإعادة المحل لأنه كان يكتسب شهرة في محيط الطائفة ويقدم خدماته لشريحة كبيرة منهم، إلا أن المالك المصري الجديد رفض التراجع وقرر الاستمرار في مشروعه.
حافظ على العهد
وقال الدكتور إسلام عاصم، أستاذ التراث نقيب المرشدين السياحيين السابق، أحد الروايات المتداولة أن مالك المحل الأصلي كان رجل دين بالمعبد اليهودي، وكان يعمل في تقديم وجبات الفول والفلافل للعديد من أبناء الطائفة، وعندما باع المحل لصاحبه محمد أحمد كان هناك عهدا بين الطرفين بأن يحافظ على تقديم الخدمة للزبائن الذين اعتادوا زيارته خاصة أن عددا كبيرا من رواده كانوا من الطبقة الفقيرة في هذا الوقت وكان بعضهم يحصل على وجبته مجانًا.
وأضاف عاصم لـ"مصراوي" أن منطقة محطة الرمل الكائن بها المطعم كانت تمتاز في هذا الوقت بوجود العديد من الفنادق والمسارح ودور السينما، وكانت أغلب الخدمات المقدمة بها أقرب للطابع الأوروبي ما جعل وجود مطعم يقدم وجبات شعبية مثل الفول والفلافل أمرا مميزا يستقطب العديد من رواد المنطقة، ومن بينهم عدد كبير من الشخصيات الهامة والمشاهير الذين كانوا يفضلون زيارة المكان في كل مرة يحضرون فيها للمنطقة.
وأشار إلى أن المطعم منذ نشأته المصرية عام 1957 ازدادت شهرته تدريجيا بسبب جودة الطعام والخدمة المميزة والطريقة التي يتعامل بها عمال المكان مع الزبائن، إلى أن أصبح مقصدا للعديد من المشاهير في مجالات السياسة والفن والأدب وغيرها
صوفيا ونجيب والمهندس وروسوس أبرز زبائنه
المطعم العريق زاره عدد من مشاهير مصر وكبار الشخصيات بالعالم وتركوا توقيعاتهم وكلمات أضافت للمكان ميراثا ثريا لأبرزمَن تناولوا طعامهم فيه ،ومنهم الملكة صوفيا ملكة إسبانيا، والمغني العالمي ديميس روسوس إلى جانب الأديب نجيب محفوظ والفنان فؤاد المهندس، وفنان الكاريكاتير مصطفى حسين والمخرج صلا أبوسيف.
زيارة الملكة صوفيا
وسجل دفتر زيارات المطعم الزيارة الشهيرة للملكة صوفيا ملكة إسبانيا عام 1989 والتي قضت قرابة ساعتين – وفقا لأسرة محمد أحمد- وقالت إنها كانت تأتي مع شقيقها ملك اليونان وأسرتها لتناول الفول والفلافل وغيرها من الوجبات المصرية.
كلمات خلدها المشاهير في المطعم العريق
ضمت قائمة ضيوف وزبائن مطعم محمد أحمد العديد من أمراء ووزراء وسفراء إلى جانب العمال المكافحين والفنانين والسائحين من مختلف أنحاء العالم، لكن الضيف الذي لا يمكن نسيانه وفقا لحديث سابق لمالكه محمد أحمد، كان الفنان الكوميدي الراحل فؤاد المهندس؛ والذي خلد زيارته بكتابة تعليق على نهج برنامجه الإذاعي الشهير "كلمتين وبس" قال فيه: "كلمتين وبس.. الفول يجنن"؛ وقام محمد أحمد بطبعها على قائمة الطعام.
كما خلد العديد من المشاهير زياراتهم للمطعم منها رسوم كاريكاتورية للراحل مصطفى حسين، وكلمة بخط نجيب محفوظ كتب فيها: "شكراً للمحل الجميل وصاحبه الكريم... وتحية للعشاء الذي ستبقى متعته معنا طويلاً".
فيديو قد يعجبك: