لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صداقة استثنائية.. مصطفى سخّر حياته لمساعدة أحمد بعد فقدانه البصر (فيديو وصور)

09:57 م الأحد 06 سبتمبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القليوبية - أسامة علاء الدين:

قبل سنوات، بدأ "أحمد ناصر" رحلة تحاكى بها أهالي قريته دملو في مدينة بنها، ممن كانوا شهودًا على غياب بصره وحضور بصيرته ونبوغه، إلا أن قصة تفوقه هذه أمرًا يرجعه هو إلى عامل آخر غير إصراره على تجاوز أزمته، راويًا لمصراوي حكاية "صداقة العمر" التي أعانته وأنارت له الظلام.

اختارت أسرة "أحمد" التعليم الأزهري، بابًا يمكنه من تحصيل العلم، بعد فقدانه البصر كاملاً في طفولته؛ فكان القرآن قريبًا من قلبه، برع في حفظه، وتأهل به لإحدى المسابقات في أحد مساجد قريته، لتبدأ مرحلة جديدة من حياته، أدرك معها المعنى الحقيقي للصداقة.

"كنت أجلس وحيدًا، بلا أي صديق، قبل أن يُعلن فوزي بالمسابقة، وحلول شاب آخر يُدعى مصطفى الثاني بعدي، حينها جاء إلي مصطفى ليهنئني بذلك الفوز، وبدأت صداقتنا".

لسنوات، عكف "مصطفى" على مساعدة صديقه "أحمد" في التحصيل الدراسي، فكان يسجل له الدروس، رغم أنه في المرحلة الثانوية التحق بالشعبة العلمية، بينما التحق صديقه بالشعبة الأدبية. "لم يمنعه شيئًا عن مساعدتي، وكنا نقضي معظم أوقات اليوم سويًا، وله الفضل بعد الله فيما أنجزته"؛ يقول "أحمد".

استمر الحال بين الصديقين، إلى أن تمكن "أحمد" من الحصول على المركز الأول على مستوى الجمهورية في الثانوية الأزهرية، ليلتحق بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر، بينما تمكن "مصطفى" من الالتحاق بكلية الطب، وازدادت الصلة بينهما واستكمل الثنائي رحلة تفوقهما.

يقول "أحمد": "استأجرنا شقة بشبرا الخيمة، وكان مصطفى يرافقني من وإلى الكلية، وبالرغم من أنه كان ينهي يومه الدراسي بالكلية قبلي بحوالي 3 ساعات، إلا أنه كان ينتظرني حتى خروجي ليصطحبني معه إلى المنزل، إلى أن كلل الله عز وجل مجهودي وحصلت على الترتيب الثالث في الكلية بتقدير عام امتياز".

هذه الصداقة، قال عنها "مصطفى طنطاوي": "أحمد الله أن رزقني بصداقة أحمد، فهو ليس مجرد صديق بل كان له دور كبير في تميزي الدراسي وحصولي على تقدير امتياز خلال 4 سنوات بكلية الطب"، مشيرًا إلى أن الكلام عن "أحمد" لا ينتهي.

وحاليًا يتحدث "أحمد" الإنجليزية والفرنسية بطلاقة، وكان قد حصل على المركز الرابع في الشهادة الإعدادية الأزهرية على مستوى الجمهورية في عام 2013، وبعدها حصل على المركز الثالث على معاهد القراءات الأزهرية ٢٠١٥، وحقق المركز الأول للمكفوفين على مستوى الجمهورية في الثانوية الأزهرية 2016.​

فيديو قد يعجبك: