"لأجل الإنسانية".. مدير عزل العجمي السابق تروي رحلة تطوعها لتجارب لقاح كورونا
الإسكندرية – محمد البدري:
تجربتها في معايشة المرضى لمدة تجاوزت 118 يومًا داخل مستشفى عزل العجمي، كانت دافعًا لها للتطوع في التجارب الإكلينيكية التي تجرى بمصر على لقاح مضاد لفيروس كورونا، لتتوجه إلى مقر الشركة المسؤولة عن تجربة أحد اللقاحين الصينيين التي تحمل اسم "لأجل الإنسانية".
الدكتورة ميرفت السيد، مدير مستشفى عزل العجمي السابق، وكيل مديرية الصحة للشؤون الطبية بالإسكندرية، روت رحلة خضوعها لتجارب المرحلة الثالثة والأخيرة للتجارب السريرية للقاح كورونا، لتكون المتطوعة رقم 998 في سجلات المتطوعين، وذلك بعد مرور 3 أشهر على انتهاء خدمتها بمستشفى العزل الذي قضت داخله نحو 4 أشهر متواصلة في تقديم الرعاية للمرضى.
"شرف لي أن أشارك في المرحلة الثالثة والأخيرة للتجربة السريرية للقاح فيروس كورونا، وفخورة جدًا أن أكون جزءًا من المجتمع الدولي في معركته ضد الجائحة العالمية، هكذا بدأت الدكتورة ميرفت حديثها مؤكدة "إنها مخاطرة بسيطة لكنها تمثل خطوة إيجابية جديدة في مكافحة الفيروس".
وأوضحت في حديثها لـ"مصراوي"، اليوم الأربعاء، أن المشاركة في تقييم اللقاح لا تخلو من الخطورة، حتى وإن كانت بسيطة وتحت إشراف طبي كامل، لكنها لا تقارن بخطورة الإصابة بالفيروس نفسه، لافتة إلى أن ما يتم حقنه بمثابة نسخة ميتة من الفيروس، وهي أقل خطورة بكثير من التعامل مع النسخة الحية من الفيروس داخل العزل.
رحلة المشاركة في التجربة الإكلينيكية
وقالت إن رحلة المشاركة بدأت بقياس درجة الحرارة قبل دخول المبنى المخصص لدراسة لقاح فيروس كورونا، داخل شركة "فاكسيرا" التي تعمل بالتنسيق مع وزارة الصحة المصرية، أعقبها تسجيل البيانات الشخصية، واستلام الملف الخاص بالمشاركة في التجارب الإكلينيكية.
وأضافت أنه يجرى إطلاع المتطوع على كافة تفاصيل عملية المشاركة في التجارب الإكلينيكية لفيروس كورونا، من قبل فرق طبية متخصصة، ثم التوجه إلى العيادة لإجراء الفحص الطبي الأولي وقياس الوظائف الحيوية لها، والاستعلام عن التاريخ المرضي والحالة الصحية، ثم التوقيع على إقرار الموافقة بعد توضيح كافة التفاصيل الخاصة بالجرعات والمتابعة من قبل الطاقم الطبي، لضمان أن تكون موافقة المشارك مستنيرة.
وتابعت، أنها توجهت إلى الغرفة المخصصة للحصول على الكود التعريفي الخاص بالمشاركة في التجارب الإكلينيكية، ثم إلى المعمل لإجراء الفحوصات المعملية اللازمة وسحب عينة "pcr" الخاصة بفيروس كورونا للتأكد من عدم إيجابيتها للفيروس قبل الحصول على اللقاح، واستلام كارت المتابعة لتسجيل أي ملاحظات أو أعراض قد تظهر خلال فترة المتابعة على مدار 12 شهرًا بعد الحصول على الجرعة الأولى.
وأشارت إلى استمرار خطوات التجربة على المتطوعة وصولًا إلى غرفة التطعيم لتلقي اللقاح عن طريق الحقن في الجزء الأعلى من الذراع (Deltoid muscle)، أعقبها الانتقال إلى غرفة الملاحظة، حيث يبقى المتطوع في غرفة لمدة نصف ساعة مع قياس العلامات الحيوية مرة أخرى واستلام الملف قبل المغادرة.
أهم مراحل اللقاح وأمل إنقاذ البشرية
أوضحت الطبيبة أن المرحلة الثالثة في التجارب هي الأقل مخاطرة ولكن أهم مرحلة، حيث يتم خلالها تحديد مستوى الحماية التي يوفرها اللقاح وهل بإمكانه فعلًا حماية الناس من الإصابة بالمرض عن طريق تحفيز جهاز المناعة على تطوير أجسام مضادة مقاومة للعدوى.
واختتمت حديثها قائلة إن التجارب يمكنها أن تسرع نجاح اللقاح وتنقذ حياة الملايين، وأن كل لحظة يتأخر فيها تقييم اللقاح تؤثر على آلاف البشر على مستوى العالم، وقد يموت العديد منهم، في حالة عدم وجود لقاح آمن وفعّال ومنقذ للحياة.
فيديو قد يعجبك: