لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فيديو| في بطن الجبل.. رحلة لـ"معرض تراث الوادي الجديد" في "مزرعة فراج"

12:14 ص الجمعة 28 أغسطس 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

على بعد 6 كيلومترات من الكتل السكنية وفي حضن "طروان" أشهر جبل في واحة الخارجة، حوّل فنان واحاتي مزرعته الخاصة لمعرض مفتوح لعرض منتجات فنية من صنع يديه تسجل تراث وعادات أبناء واحة الخارجة قديمًا.

10 دقائق بالسيارة تستغرقها للوصول لمزرعة في منطقة جبلية شمال واحة الخارجة لتجد معرضًا داخل مزرعة في قلب الصحراء يجسد ملامح الحياة القديمة في واحة الخارجة، ومقام من خامات بيئية عبارة عن جذوع أشجار النخيل ومسقوف بجريد النخيل ويبلغ طوله حوالي 12 مترا وعرضه حوالي 2.5 مترا ويحوي أعمالا فنية مصنوعة من الحجر الرملي وأخشاب النخيل وشجر الدوم.

محمود فراج مسلم، 57 عامًا، من مواليد 1963، في شارع وصفي أقدم شوارع مدينة الخارجة القديمة، حصل على دبلوم صنايع من مدرسة الخارجة الصناعية عام 1983، وعمل في الشركة المصرية للاتصالات موظفًا.

يقول محمود، إنه بدأ عمله الفني منذ أن كان يبلغ من العمر 7 أعوام، عندما كان بصحبة والده في الأرض الزراعية ووجد قطعة خشب قديمة من أشجار الدوم بدأ ينحتها بمسمار صغير ونتج عنها مجسم لشكل إنسان ما دفع والده لتشجيعه على الاستمرار في تنمية موهبته الفنية.

أضاف محمود، "معظم أعمالي الفنية عبارة عن مجسمات تعبر عن مظاهر الحياة القديمة في الواحة وأغلبها من الحجر الرملي المنتشر في الجبال والصحاري بالواحة، بالإضافة لتنفيذ مجسمات وتماثيل تعبر عن شخصية ابن الواحة، فمثلا تمثال مصنوع من الحجر الرملي والذي يسميه أبناء الواحة البحبيح، يمثل سيدة واحاتية تمسك بيديها ثعبانًا تعبيرًا عن قوة شخصية المرأة الواحاتية وشجاعتها وأنها شريكًا للرجل في مواجهة مصاعب الحياة.

وأوضح محمود، أنه بدأ يستغل أخشاب شجر الدوم والتي كانت مستخدمة في البيوت القديمة بالواحة وبدأت حاليا إزالتها في ظل أنها باتت معرضة للانهيار وتطور أشكال البناء الحديث، فبدأ تجميع هذه الأخشاب ونحتها مستخدما أدوات بسيطة عبارة عن إزميل وأدوات نحت صغيرة ومنشار خشابي وبدأ فعلا في إنتاج عدة تماثيل ومجسمات أشهرها بوابات الواحة القديمة مثل بوابة "العوامر" وهي بوابة شهيرة كانت موجود في الواحة قديمًا يغلقها أبناء الواحة على منازلهم لمنع اللصوص ومواجهة غارات الغزاة القديمة التي تتعرض لها الواحات لسرقة خيراتها.

وتابع: "عملي الفني يجسد التراث ويحافظ على الهوية والشخصية الواحاتية وفي التوقيت ذاته يستغل المنتجات الثانوية ومخلفات أشجار النخيل والتي دائما ما تشكل مشكلة للفلاح والأجهزة التنفيذية في تسببها بحرائق الخيل بسبب تخلص البعض منها بالحرق".

وأوضح محمود: "الأخشاب استغلها في تنفيذ مجسمات تحمل طابعًا مميزًا للواحة وتمثل ذكريات لابن الواحة فمثلا يوجد مجسم لمئذنة جامع الواحة الكبير بمنطقة الشعلة بمدينة الخارجة، وجرى إزالتها منذ عدة سنوات ولكن لا تزال باقية في قلوب وأذهان ابن الواحة القديم لما تمثله من ذكريات جميلة.

واستطرد: "عملي الفني لا يقتصر فقط على النحت بل الرسم أيضا بالرمال من خلال تنفيذ لوحات فنية مستخدما الرمال بها وألوانًا من الطبيعة ذاتها على ألواح خشبية لإنتاج لوحات فنية بالرمل الملون تمثل الطبيعة المحيطة من أشجار نخيل ومزارع وأبراج حمام وجمال وأشكال البيوت القديمة بالواحة.

وأكمل: "فكرة إنشاء معرض داخل مزرعته الحقلية جاءت من خلال تواجدي الدائم بالمزرعة وعملي بالزراعة في قطعة أرض ففكرت في استغلال جزء منها لا تصلح تربته للزراعة في عمل ورشة صغيرة أمارس فيها هواياتي الفنية ومع مرور الوقت تحولت الورشة لمعرض يضم أعمالي الفنية وبدأ أصدقائي وزملائي يزوروني بالمزرعة لرؤية أعمالي الفنية وتشجيعي على الاستمرار بها خاصة جهة العمل حيث تحرص شركة الاتصالات على دعمي كل عام في مسابقة الشركات ومعارض وزارة القوى العاملة والحمد لله حققت مراكز متقدمة وحصدت جوائز عديدة في مسابقات محلية خارج المحافظة.

اختتم حديثه قائلا: "لي أمنية أن يتولى المحافظ والجهات المعنية إقامة مدرسة لتعليم الفن الواحاتى من نحت ورسم باستخدام خامات الطبيعة والبيئة، ليتعلم الجيل الصاعد فنًا يمثل تراثه ويشجع على السياحة وكمصدر رزق لهم وعمل مسابقات في المدارس لتنمية فن النحت واستخدام الرمال، كما استعد حاليًا لخوض مسابقة يوم 15 سبتمبر المقبل في مدينة بورسعيد ضمن فعاليات بطولة الشركات لعرض أعمالي الفنية".

فيديو قد يعجبك: