لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

جريمة الطيارة الورق.. "هشام" يخنق زميله ويهشم رأسه أسفل كوبري بالإسكندرية

04:29 م الثلاثاء 09 يونيو 2020

الإسكندرية– محمد عامر:

مرت الساعات واقترب يوم الجمعة من نهايته، فيما تودع الشمس السماء في طريقها للمغيب، بينما لم يعد "بشير" من العمل على غير عادته، بدأ الشك والقلق يتسرب إلى قلب والديه، بعدما وجدا هاتفه مغلق.

غادر مسعود عبدالله منزله بمنطقة العامرية غربي الإسكندرية قاصدًا مصنع "تشغيل النحاس"، للسؤال عن نجله "بشير" لتأتيه الإجابة سريعا من زملائه: "بشير مشى مع هشام".

"تركته بعد العمل ولم أراه بعدها".. هكذا رد "هشام" على سؤال والد صديقه، عندها أيقن الأب أن مكروهًا أصاب نجله فسارع إلى قسم الشرطة للإبلاغ عن فقدانه.

بشير مفقود

وأمام الرائد عبدالرحمن سلامة بديوان قسم شرطة العامرية أول، حرر "مسعود عبدالله مطراوي" بلاغًا بغياب نجله "بشير" 16 عامًا عن المنزل.

وروى الأب في المحضر أن نجله يعمل بمصنع وعقب تأخره عن العودة للمنزل اتصل به فوجد هاتفه المحمول مغلق، ولم يعثر عليه وذهب للبحث عنه بمكان عمله.

وأضاف أن زملاء نجله في العمل أخبروه أنهم شاهدوا نجله رفقة "هشام.م.م.ح"، إلا أن الأخير أخبره أنه ترك "بشير" ولا يعلم عنه شيء منذ ذلك التوقيت.

طائرة ورق

جرى تشكيل فريق بحث جنائي تحت إشراف اللواء شريف رؤوف، مدير إدارة البحث الجنائي، لكشف غموض اختفاء الشاب، وسؤال زملاءه في العمل.

وباستدعاء "هشام" إلى ديوان القسم، انهار سريعًا واعترف باستدراج المجني عليه أسفل كوبري الثروة السمكية بحجة إحضار البوص لصناعة طائرة ورقية وقتله وسرقة متعلقاته.

حافي القدمين

وأسفل كوبري الثروة السمكية بدائرة القسم كانت الصدمة حيث عثر على جثة المجني عليه مغطاة بالبوص والحشائش داخل تجويف خرساني أسفل الكوبري.

ووصف تقرير المعاينة للجثة أن المتوفى قمحي البشرة، ذو شعر أسود، يرتدي ملابس عبارة عن "بنطلون رصاصي به آثار دماء وبنطال "ترينج" كحلي اللون.

وتبين من فحص الجثة أنه حافي القدمين ويغطي وجهه كمية كبيرة من الدماء، وغير واضح المعالم، وبه إصابة في منتصف الجبهة وأخرى بفروة الرأس.

مكان الواقعة

انتقل فريق من نيابة العامرية أول إلى مكان الواقعة، وتبين من المعاينة أن الكوبري ذو اتجاهين أسفله طريق ترابي غير ممهد، محاط بزراعات بوص، وعثر على الجثة بمكان خرساني غير مغلق تعلوه أنابيب وفي الجهة المقابلة ترعة.

اعترافات المتهم

"طلبت منه الذهاب إلى كوبري الثروة السمكية بعد العمل لإحضار بوص لصناعة طيارة ورق".. هكذا أدلى المتهم باعترافات تفصيلية عن جريمته أمام ضباط المباحث.

وتابع المتهم في أقواله: "بمجرد وصولنا أسفل الكوبري غافلته وضربته بماسورة حديد عثرت عليها في المكان استقرت برأسه من الخلف وحاولت بعدها خنقه بيدي".

وأشار المتهم إلى أن المجني عليه قاومه وسقط الاثنين أرضا فكبله بيده وضرب رأسه في القواعد الخرسانية للكوبري حوالي 4 مرات، قائلًا: "خنقته بعدها وفضلت حاطط ايدي على رقبته 5 دقائق للتأكد من موته".

وأضاف المتهم: "سحبت الجثة وأدخلتها بتجويف خرساني داخل الكوبري ووضعت فوقها بوص حتى لا يراها أحد.. وألقيت الماسورة الحديد في الترعة.. واستوليت على التليفون و400 جنيه وهربت".

الطب الشرعي

بإحالة المحضر رقم 4458 لسنة 2020 إداري أول العامرية إلى النيابة العامة قررت حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق، وندب أحد الأطباء الشرعيين لإجراء الصفة التشريحية للجثمان لبيان ما بها من إصابات وكيفية حدوثها وسبب الوفاة.

ووفقًا لشهادة الوفاة وتصريح الدفن – حصل مصراوي على نسخة منهم- وصل جثمان "بشير" إلى المشرحة الساعة 5 و20 دقيقة يوم الجمعة الماضي، فيما دون سبب الوفاة "قيد البحث".

وأصدر مكتب صحة العامرية تصريح بدفن المجني عليه عقب الانتهاء من التشريح يوم السبت الماضي، ليواري جثمانه الثرى بمقابر أسرته بنجع العرجي.

شهادة ميلاد

تساؤلات عديدة صاحبت الجريمة حول عمر المتهم وهل سيعاقب وفقا لقانون الطفل من عدمه إلا أن شهادة الميلاد – التي حصل عليها مصراوي- تؤكد أن المتهم مواليد 13 أغسطس عام 2000 ما يعني أن عمره يقارب الـ 20 عاما.

15 يوما

واليوم، أمر المستشار عمرو عبد اللطيف، رئيس محكمة جنح أول العامرية، بتجديد حبس المتهم ١٥ يوما على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد.

وحضر المتهم إلى قاعة المحكمة وسط حراسة أمنية مشددة خوفا من غضب وبطش أهالي العامرية لما يتمتع به المجنى عليه "بشير" من حسن خلق وسمعة طيبة.

وطالبت النيابة العامة بالاستعلام من مصلحة الأحوال المدنية عن سن المتهم تمهيدا لتقديمه للمحاكمة عقب انتهاء التحقيقات.

إفطار رمضان

وفي أول تعليق لها، أكدت والدة المجني عليه، أن نجلها كان يعول أسرته من خلال عمله في مصنع لتشغيل النحاس، قائلة: "بشير تعرف على زميله هشام في المصنع من سنتين".

وأوضحت الأم أنها تعاني من مرض أقعدها، مشيرة إلى أن "بشير" كان يعول أخوته الصغار ولم يؤذى أحد طيلة حياته، "عاوزين حق ابني والقصاص العادل".

وتروي الأم علاقة ابنها بالمتهم قائلة: "منه لله لم يصن العيش والملح.. بشير كان عازمه عندنا في البيت على الفطار في رمضان.. منه لله حرق قلبي على ابني".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان