إعلان

بدلة وجلابية وبيجامة كستور.. قصة صور نادرة لأنماط أزياء الستينيات في البحيرة

01:42 م الجمعة 29 مايو 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

البحيرة - أحمد نصرة:

في مطلع الستينيات قدم المصور الأمريكي إليوت إليسوفون إلى مصر ضمن جولته في عدد من الدول الأفريقية ليوثق بعض أنماط ومظاهر الحياة.

كانت مدينة دمنهور، عاصمة محافظة البحيرة، إحدى المحطات التي توقف بها المصور الشهير لتقتنص عدسته عددًا من اللقطات النادرة، يمكن من خلالها استخلاص جانب من سمات وملامح هذه الحقبة خاصة فيما يتعلق بطبيعة ونمط الأزياء.

عند النظر إلى هذه الصور والتي تجمع مجموعة أشخاص في أعمار متقاربة، تربطهم ثمة قرابة أو صداقة، ربما تعتقد لوهلة أنها لقطة كاريكاتورية، أو جلسة تصوير مخططة على الطريقة المعاصرة، نظرًا للتباين الغريب في عناصرها وتفاصيلها المدهشة، التي تجتمع فيها ٤ أنماط أو أكثر من الأزياء.

الأبطال في الصور يرتدي أحدهم بدلة، وآخر جلابية والثالث بيجامة من الكستور، فيما يظهر أشخاص آخرون متداخلون منهم طفل يرتدي قفطانًا من الكستور، وآخر يرتدي شورتًا، وأيضًا مراهق يستقل دراجة ويرتدي ملابس تبدو أكثر حداثة بنطالًا وقميصًا، دليلًا على بداية ظهور نمط جديد بين الشرائح الشبابية الأصغر سنًا.

ويفسر محمود خليل ٧٦ سنة، هذا التباين في الملابس قائلًا: "في فترة قبل الستينيات كان الزي الأساسي في دمنهور هو الجلابية يرتديها العامة والأعيان، بحكم طبيعة المدينة مركزًا تجاريًا مهمًا للبورصات وأسواق المحاصيل الزراعية، مع تباين في جودة أقمشتها، وكانت البدلة زي الموظفين والأفندية، والطلاب في المدارس الثانوية أو المعاهد، وفي الستينيات ومع نهضة مصانع المحلة بدأ الكستور يزاحم الجلابية وفضلت معاهم البدلة طبعًا".

يمكن الاستدلال بسهولة على الفترة التي التقطت بها الصور من خلال إعلانات السينما بالخلفية، وبها أفيش فيلم العملاق، بطولة مريم فخرالدين، وفريد شوقي إنتاج 1960. وفيلم صراع في الجبل، بطولة رشدي أباظة، إنتاج 1961.

يقول عصام قاسم -أحد مؤرخي البحيرة: "في الستينيات كان الكستور الزي الموحد للمصريين وكان يصنع مرتين في العيدين كستور ثقيل بأكمام طويلة إن صادف العيد في الشتاء والآخر نص كم كستور خفيف، وكان قماش الكستور مثل الزيت والسكر يوزع علي بطاقات التموين وكنا نشاهد توزيعه من بعض المرشحين خلال طقوس الدعاية الانتخابية".

ويكمل: "ست البيت اللي عندها ماكينة سنجر أو رمسيس كانت تخيط لأولادها وكان الزوج يحضر ثوبًا كاملًا لذلك كنت ترى جميع أفراد الأسرة ترتدي نفس اللون وتفصيلة واحدة بيجامة بثلاث جيوب أو يذهب الأب وأولاده للخياط ليأخذ مقاس الأولاد قبل العيد بأسبوعين والاستلام يكون قبل العيد بيوم أو يومين، وكنا نتفاخر صباح العيد بالمشي بالشارع وأيدينا في الجيب".

في خلفية إحدى الصور يظهر إعلان لعمر أفندي، ويبدو ذلك منطقيًا إلى حد كبير باعتبار هذه الشركات المؤممة المصدر الأهم الذي يشتري منه المصريون في ذلك الزمان".

يقول قاسم: "كانت محلات قطاع الأعمال تبيع الكستور مثل عمر أفندي وصيدناوي والصالون الأخضر وشملا وشركة بيع المصنوعات".

من التفاصيل الملفتة في الصور أيضًا أن البيجامة الكستور لم تكن علامة على الافتقار للأناقة، فنرى صاحبها يرتدي معها حذاءً أسود لامعًا وبراقًا.

ويوضح قاسم: "كان ارتداء البيجامة من علامات الوقار داخل المنزل المصري فكانت الست المصرية تقول لزوجها مثلًا قوم يا راجل إلبس البيجامة الكستور الجديدة، جاي لنا ضيوف النهاردة يتكلموا على البنت الكبيرة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان