لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

طبيبة بمستشفى العزل بالشرقية تروي لـ"مصراوي" أصعب المشاهد.. إصابة الرُضع ووفيات لأقارب المصابين

09:00 ص الإثنين 18 مايو 2020

الدكتورة هند مع وكيل وزارة الصحة بالشقية فور خروجه

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الشرقية – فاطمة الديب:

على بُعد أمتار من مدخل قرية "شيبة" التابعة لمركز مدينة الزقازيق، يعيش العشرات من المصابين ومن زار جسدهم الفيروس داخل مستشفى العزل الأول بمحافظة الشرقية، لا يعلم أيٍ منهم إن كانت إقامته ستطول على أمل الشفاء والعودة إلى أهله وذويه، أم أنه المكان الأخير الذي سيمكث فيه بضعة أيام قبل الرحيل.

"هند عاطف علي" طبيبة في ريعان شبابها، تركت عملها بمستشفى الحميات بالزقازيق لتكون ضمن الفريق الأول بالمشفى الجديد المُخصص لعزل الحالات المصابة، وبين لحظةٍ وأخرى تتذكر أهلها وذويها بمدينة أبو حماد، وتُمني النفس أن تعود إليهم وقد أتمت عملها ومهمتها على أكمل وجه ضمن أفراد وأطباء الجيش الأبيض في مواجهة الوباء.

حالات كثيرة مرت عليها "هند" وتعاطفت مع أغلبها بدافع ما يفعله الوباء بنفوسهم من خوف وتهدم، لكن بين المصابين كان من لهم نصيب الأسد من التعاطف والتعلق في آنٍ واحد؛ ولما لا وهم أطفال بعمر الزهور، أحدهم رضيع بعمر تسعة أشهر، وآخر في النصف الأول من العام الثاني له بالحياة، وهناك أيضًا صغار بأعمار 3 و8 و9 سنوات.

"آسر".. كان الاسم الأبرز الذي جاء على لسان الطبيبة هند، وعنه تقول: "خلع قلبي وصعب جدًا على أي حد يشوف طفل بيتألم، لكن ربنا كبير"، قبل أن تشير لـ"مصراوي"، إلى أن الصغير تحسنت حالته خلال 13 يوم قضاها بالمستشفى.

وتابعت: "الحمد لله كل الأطفال اتحسنوا ومعظمهم خرجوا من المستشفى وتم شفائهم"، قبل أن تكشف الستار عن جديد: "المستشفى فيه عائلات وناس كانت عايشة حياتها عادي، لكن في لحظة كل شيء اتبدل بسبب الفيروس، ومن ضمنهم عيلة كاملة من دار السلام، الجد والجدة والأب والأم والأطفال".

وأردفت: "أول ما وصلوا المستشفى كانوا خايفين جدًا، لكن وكيل وزارة الصحة بالشرقية، واللي كان إنسان معاهم بمعنى الكلمة، هداهم كتير وخد أرقامهم وكل يوم بقى يطمئن عليهم لغاية ما بدأوا يستجيبوا للعلاج".

خوف عائلة دار السلام لم يكن جديد، وفق ما أوضحته الطبيبة: "القلق أكتر حاجة بيجي المريض بيها المستشفى، ويبقى قلقان وعنده زعر وبيخاف يقعد لوحده، قبل أن تشير إلى أغرب الحالات وأكثرها إيلامَا: "حالة لشخص زوجته متوفية، وصل المستشفى في الوقت اللي كان جثمانها بيتدفن فيه علشان الزوج كان مصاب هو كمان بالفيروس، وحالة الزوج كانت تصعب على الكل".

حالة أخرى استشهدت بها الطبيبة لصيدلي توفيت شقيقته قبل أن يصل إلى المستشفى، وعندما وصل كانت حالته صعبة، لكن ما حدث مع العائلة من جانب وكيل الوزارة تكرر معه: "دكتور هشام مسعود فضل يتكلم معاه ويتابعه يوميًا".


وتطرقت الطبيبة للحديث باستفاضة عن الدكتور هشام مسعود، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، والذي كان يطمئن عليهم بصورة يومية: "فطر معانا كام مرة ودايمًا على تواصل معانا، ودكتور حازم مباشر مدير العزل برضه بيعاملنا زي ما نكون كلنا أسرة واحدة ومعنوياتنا دايمًا عالية وربنا بيكرمنا وحالات الشفاء بتزيد كل يوم عن اللي قبله".

عادت الدكتورة هند بالحديث إلى الفترة التي سبقت اختيارها ضمن الفريق الطبي الأول بمستشفى العزل: "الدكتور أحمد ثابت مدير مستشفى الحميات بلغني بالخبر، ووقتها أهلي كانوا خايفين عليا لكن ما منعونيش أروح"، قبل أن توجه رسالة لمن يهون من الأزمة: "عايزة أقول للناس اللي مستهترة بالموضوع وبتنزل تشتري لبس العيد تلتزم شوية، لو شافوا العيانين إزاي شكلهم والدكاترة والتمريض والعمال بيتعبوا إزاي هايحافظوا على نفسهم، والعائلات اللي بتتجمع ويفطروا مع بعض يا ريت يلتزموا علشان ما يلاقوش نفسهم فجأة في المستشفى مصابين بالفيروس.. بلاش الأحضان وعزومات رمضان".

فيديو قد يعجبك: