بعد غلقها 11 عامًا.. عودة الحياة لكنيسة "بابا نويل" في الإسكندرية (صور)

الإسكندرية - محمد عامر:

على بعد 100 متر من شط البحر المتوسط، وتحديدا بمنطقة كامب شيزار وسط الإسكندرية، قرعت أجراس كنيسة القديس "سان نيقولا" المعروف بـ"شفيع البحارة" "وبابا نويل" من جديد بعد توقف دام نحو 11 عامًا.

الكنيسة التي بُنيت على شكل سفينة نوح "رمز النجاة" كانت حديث الشارع السكندري طيلة الفترة الماضية بعدما غابت عنها الصلوات وتُركت مهجورة لسنوات وآل مبناها للسقوط.

من هو شفيع البحارة؟

القديس سان نيقولا أو نيكولاس، هو أسقف يوناني تعززت شهرته ليصبح من كبار القديسين المسيحيين، شارك في المجمع المسكوني الأول "نيقية".

نُسجت حوله الكثير من القصص وبأنه هو "شفيع البحارة"، عُرف بشخصية بابا نويل لأنه كان يوزع المال والأيقونات على المحتاجين ليلًا وهو متخفٍ.

وفي العام 1899، أي قبل نحو 121 عاما، شرع "قسطنطين جوجو" وزوجته "ماريوجا"، في بناء كنيسة بشارع تانيس بمنطقة كامب شيزار على اسم القديس نيقولاوس لتكون مكرسة للبحارة اليونانين الذين كانوا يصلون إلى الإسكندرية.

سفينة نوح

ووفقا لـ"علا عبد المنعم" مرشدة سياحية وباحث في التاريخ، كان يوجد نحو 500 ألف من أبناء طائفة الروم الأرثوذكس في مصر قبل أن يقل عددهم تدريجيا بدءا من عام 1952.

وتقول عبد المنعم، إن كنيسة "سان نيقولا" صغيرة الحجم لكنها تعد من الكنائس القليلة التي بنيت على شكل سفينة نوح "رمز النجارة" وهي مربعة الشكل سقفها مائل "مثلث" عكس الكنائس القبطية التي تتميز بـ "القباب".

وأشارت إلى أن الكنيسة لها برجين للأجراس وتتكون من الداخل من صحن كبير لها 3 هياكل مربعة تحوى نقوش مذهبة وعدد من الإيقونات أبرزها إيقونة السيد المسيح مرسومة علي السقف تشبه الموجودة بمقر البطريركية اليونانية في مصر القديمة.

أنقذوا كنيسة بابا نويل

ولنحو 11 عاما، أغلقت بطريركية الروم الأرثوذكس بالإسكندرية كنيسة القديس سان نيقولا أمام المصلين بعد تدهور حالتها الإنشائية وأصبح مبناها آيل للسقوط.

وتحت عنوان "أنقذوا كنيسة بابا نويل" دشن عدد من الباحثين والمهتمين بالتراث حملة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تطالب بإنقاذ الكنيسة من الانهيار.

وأوضحت "علا عبد المنعم" – أحد من شغلهم أمر الكنيسة لسنوات- أن الكنيسة تعد من آثار وتراث الإسكندرية لكونها أقدم كنائس الروم في مصر، قائلة:" من غير المعقول التخلي عن تراثنا وتاريخينا بسهولة.. والحمد لله نجحنا في إنقاذ الكنيسة من الضياع".

عودة الحياة

وفي حفل تاريخي يوم الأحد الماضي، أعاد البابا ثيودروس الثاني، بابا وبطريرك الروم بالإسكندرية وسائر أفريقيا، افتتاح كنيسة "سان نيقولا" بعد ترميمها بعد إغلاق دام 11 عاما.

وحضر القداس الإلهي الأول في الكنيسة بعد افتتاحها عدد من الأساقفة أثاناسيوس كوتسيونيس، القنصل العام لليونان في الإسكندرية، وإدموندوس قاسيماتيس، رئيس الجالية اليونانية بالإسكندرية، ونائب رئيس أخوية القبرصيين، جورجيا ماستوريديس وآخرون.

وقدم البابا ثيودروس عصا رعاية إلى المتروبوليت ناركيسوس، ليكون مسؤولا عن الصلوات والخدمات في كنيسة القديس سان نيقولا، شفيع البحارة.​